الناخب العراقي والقرار الحازم..

صباح سعيد الزبيدي

تعتبر الانتخابات ممارسة حضارية ووسيلة مشروعة تؤمن طريقا حرا للشعب ليعبر عن ارادته السياسية .. وهي جزء من التحول الديمقراطي الشامل لتثبيت الديمقراطية وانهاء عهد الاستبداد والديكتاتورية والتعسف وارساء مبادئ المحاسبة والمراقبة وبناء بلد متحضر وانساني وان المشاركة الجماهيرية في عملية التصويت ضرورة حتمية لابد منها.

وتأتي الانتخابات البرلمانية التي ستجري في العراق يوم 15 كانون الاول الجاري .. وبمشاركة 15 مليون ناخب عراقي  والآف المرشحين من اكثر من 200 حزب و21 ائتلافا لانتخاب اول برلمان ديمقراطي يتمتع بصلاحيات كاملة .. كتجربة ديمقراطية جديدة تختلف عن الانتخابات السابقة وذلك لمشاركة كافة اطياف الشعب العراقي ودليل واضح على ان العراقيين سيعطون اصواتهم لمن يستحق.. ولكن يجب ان نضع نصب اعيننا مجريات الاحداث التي يمر بها العراق حاليا.

ففرق القتل والظلم والخطف والارهاب المنظم  من مرتزقة وقتله واغبياء ولصوص وعملاء القادمة من الخارج والمحملة بمبادئ السلفية الوهابية والذين يمثلون اسلاما متزمتا لاعقلانيا يعتمد على شريعة متصلبة من ناحية والعنف الوحشي الذي يلطخ الاسلام بالدماء من ناحية اخرى.. تسعى من خلال هذه العمليات الارهابية الوحشية والجبانه والتي راح ضحيتها الاطفال والابرياء من الناس واهدار الدماء البريئة...  لتعطيل الانتخابات.

كذلك عصابات الغدر والقتل والاغتيالات والتعذيب والعمالة والظلام وجيوش وميليشيات القتله والحرامية الذين اقحموا الشراذم والمتخلفون وغيبوا المثقفين وخطفوا وقتلوا الابرياء واغتالوا المثقفين.. واستغلوا بلاهة بسطاء الناس ..واعادوا عجلة التاريخ الى العصر البدائي من خلال اشاعة ثقافة العصور البدائية وروح التعصب الطائفي والمذهبي ..وتحويل الانتخابات الى مهزلة سياسية. حيث استعملوا اساليب رخيصة وقذرة في التعامل مع المنافسين من خلال اسلوب الاغتيالات والعنف الانتخابي والاستهتار بالقواعد الانتخابية..وقاموا  باغتيال الاشخاص لمجرد انهم كانوا يلصقون اعلانات قائمتهم.. كذلك قاموا بتمزيق لافتات وبوسترات القوائم التي ستشارك في الانخابات البرلمانية.. وغيرها من الاعمال التي لاتنسجم وقواعد التنافس الانتخابي المعاصر.. وان هذه الاعمال بعيدة كل البعد من القيم الاخلاقية والديمقراطية.

ان الناخب العراقي الان اصبحت له تجربة وهو الان قادر على التمييز ..وسوف لايرحم الذين لايحسون بمعاناة الناس وحالات بؤسهم وفقرهم وجوعهم.. وسيختار الأفضل والاصلح للشعب وللوطن.

بلغراد 08.12.2005

sabah@sezampro.yu

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 11/كانون الاول/2005 -  8/ذي القعدة/1426