لتخفيض الإصابة بفيروس الإيدز عبر علاج الإدمان من المخدرات

أظهر بحث جديد أجراه المركز القومي لعلاج الإدمان (نيدا) أن علاج الإدمان يجب أن يكون الاستراتيجية الرئيسية للوقاية من انتقال فيروس إتش آي في المسبب لمرض فقدان المناعة المكتسب (الإيدز).

جاء الكشف عن نتائج الدراسة في وقت تشهد فيه عدة مناطق من العالم ارتفاعا حادا في معدل الإصابة بفيروس إتش آي في بسبب الإدمان على المخدرات عن طريق الحقن.

فحسبما قالت الدكتورة نورة فولكو مديرة مركز نيدا القومي في حديثها يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر أمام مؤتمر بعنوان الارتباط بين وباءين: الإدمان على المخدرات والإيدز، فإنه "نظرا لأن الإدمان على تعاطي المخدرات المحظورة يشجع على انتهاج تصرفات خطيرة، فإن مركز نيدا يعتبر علاج الإدمان عاملا أساسيا للوقاية من فيروس إتش آي في."

ويعتبر تعاطي المخدرات عن طريق الحقن السبب الرئيسي في انتشار فيروس إتش آي في في دول مثل إيران وليبيا وباكستان وإسبانيا وأوكرانيا وأوروغواي طبقا لما ذكرته الأبحاث العالمية.

وتقول الدكتورة فولكو إن "الإدمان على المخدرات وتعاطيها يمكن أن يزيد الوضع سوءا بالنسبة لانتشار فيروس إتش آي في وما يترتب على ذلك من عواقب، خاصة بالنسبة للمخ." هذا بالإضافة إلى أن الإدمان على المخدرات يمكن أن يؤدي إلى تقليل فاعلية العلاج بالعقار المعروف اختصارا باسم (هارت) وهو أحد المضادات الفيروسية الفعالة لمرضى الإيدز، الذي عرف بأنه يزيد احتمالات بقائهم فترات أطول على قيد الحياة.

ومركز نيدا هو أحد المراكز القومية للصحة بالولايات المتحدة، أنشئ في العام 1974 وهو يقدم الدعم لأكثر ممن 85% من أبحاث الصحة في العالم المتعلقة بالإدمان على المخدرات وتعاطيها، كما يشن حملات للتوعية والوقاية.

وهناك أبحاث أخرى تبين أن فيروس إتش آي في المسبب للإيدز يمكن أن يستمر في التكاثر عند الأشخاص الذين يتعاطون عقارا مخدرا يعرف باسم ميثامفيتامين.

كما أن هناك دراسات عديدة أخرى تظهر أن العلاج بالعقار المعروف باسم ميثادون للمدمنين على المخدرات عن طريق الحقن يعتبر استراتيجية فعالة لتقليل نسبة انتقال الفيروس أو العدوى به.

وذكرت الدكتورة فولكو أن تطبيق برنامج يوفر الحصول على الحقن المعقمة التي تستعمل لمرة واحدة يعتبر أيضا فعالا في تخفيض معدل العدوى بفيروس إتش آي في بين المدمنين على المخدرات عن طريق الحقن.

وفيما تتزايد المعلومات عن المساهمة الكبيرة للمدمنين على المخدرات عن طريق الحقن في انتشار الإيدز كوباء، بدأ مركز نيدا حملته للتوعية العامة بالعلاقة بين الإدمان على المخدرات والإصابة بفيروس الإيدز، التي تتضمن إعلانات للخدمة العامة موجهة إلى جمهور الشباب والصبية.

وسوف تعرض تلك الإعلانات على كل شبكات التليفزيون الرئيسية بالولايات المتحدة بما فيها شبكة إم تي في الشهيرة للموسيقى والغناء.

وبالإضافة إلى الحملة في وسائل الإعلام يتعاون مركز نيدا مع عدد من المنظمات غير الحكومية في إعداد حملة تستهدف الوقاية من الإدمان والإصابة بفيروس إتش آي في  ستكون موجهة للشباب مباشرة أيضا.

وذكرت الدكتورة فولكو جهود مركز نيدا لشن برامج للوقاية في المدارس والتجمعات المحلية تستهدف خصيصا صغار السن من المقيمين في المناطق النائية والفقيرة، الذين يعتبرون أكثر عرضة لخطر الإدمان والإصابة بفيروس إتش ىي في.

وذكر التقرير الصادر في 25 تشرين الثاني/نوفمبر عن اللجنة المشتركة لمكافحة الإيدز التابعة للأمم المتحدة الذي أظهر أن 40.3 مليون شخص من الصغار والكبار مصابون بفيروس إتش آي في المسبب للإيدز في العالم.

وفي جميع أرجاء القارة الآسيوية خاصة في الهند وإندونيسيا وفيتنام أدى تضافر الإدمان على المخدرات عن طريق الحقن مع ممارسة البغاء إلى زيادة انتشار الإصابة بفيروس إتش آي في. وفي الصين يسبب الإدمان على المخدرات عن طريق الحقن 43.9 % من حالات الإصابة بفيروس إتش آي في.

وقالت الأستاذة ستيفاني ستراثدي أستاذة الأمراض المعدية والأوبئة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو  "إن النساء ذوات الدخل المنخفض أو عديمات الدخل هن في الغالب أكثر الفئات المعرضة للخطر . إن انتشار عدم المساواة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمن الإنساني كلها عوامل تؤدي إلى تفاقم الوضع بالنسبة للنساء والفتيات." 

وطبقا لما قالته ستراثدي فإن 85 % ممن يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن في إندونيسيا وإيران يحملون فيروس إتش آي في. ولا بد من وجود استراتيجيات شاملة للوقاية تتضمن عدة عوامل مثل توزيع الواقيات للذكور والعلاج بعقار الميثادون لمدمني المخدرات. وهذه الجهود تحتاج إلى التصعيد بشكل عاجل.

وذكرت الأستاذة ستراثدي البرازيل كنموذج على توفير العلاج والوقاية لمدمني المخدرات. بينما أشارت إلى عدم توفر المضادات الفيروسية في مناطق مثل أوروبا الشرقية ووسط آسيا وشرق آسيا حيث تصل معدلات الإصابة إلى أعلى مستوياتها في العالم وما تزال في تزايد مستمر.

ففي شرق أوروبا وروسيا ازداد عدد المصابين بفيروس إتش آي في ممن ما زالوا على قيد الحياة بنسبة الربع ليصل إلى 1.6 مليون شخص منذ عام 2003. وتضاعف عدد من يموتون نتيجة الإصابة بالإيدز في الفترة نفسها ليصل إلى 62 ألفا. وأضافت أن عدد المصابين بفيروس إتش آي في ممن ما زالوا على قيد الحياة في شرق آسيا ارتفع بنسبة الخُمس (20 %)  في 2005 مقارنة بنسبته قبل عامين ليصل إلى 780 ألفا.  

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 8/كانون الاول/2005 -  5/ذي القعدة/1426