ذعر انفلونزا الطيور يثير الذعر في مبيعات الدواجن في العالم العربي

أثرت المخاوف من انتشار انفلونزا الطيور بشدة على الطلب على الطيور الداجنة في أنحاء العالم العربي ودفعت مبيعات الدواجن الى الهبوط في بعض انحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وهبطت المبيعات في مصر بنسبة تصل الى 50 في المئة وشهدت المبيعات انخفاضات مماثلة في دول تمتد من السعودية الى المغرب مما يهدد كثيرين من اصحاب المشروعات الصغيرة لمزارع الطيرو الداجنة بالافلاس.

وقال تهامي بخاري رئيس اتحاد اللحوم الداجنة في المغرب لرويترز يوم الخميس انه توقف عن تربية الدواجن في اغسطس اب لانه أدرك ان هذه الازمة ستؤدى الى الافلاس.

والقى مسؤولو الصناعة في انحاء المنطقة باللوم على المخاوف غير المنطقية من انتشار فيروس اتش5 ان1 الاسيوي لانفلونزا الطيور. ومن المعروف ان هذه السلالة اصابت 133 شخصا في اسيا منذ اواخر عام 2003 وقتلت 68 شخصا منهم.

ولا دليل على ان الفيروس يمكن ان يصيب البشر من خلال تناول لحم الدواجن المطهي.

وقال مسؤول كبير في قطاع الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة المصرية "رغم حقيقة عدم ورود تقارير عن اية حالات لانفلونزا الطيور في البلاد فان الشائعات أثرت بشدة على الاسواق حيث يخشى الناس تناول الدجاج."

وقال لرويترز من القاهرة "يعتقد أصحاب المزارع انه من الافضل اعدام الدجاج بدلا من الانفاق على تربيتها ثم بيعها باسعار منخفضة جدا."

وقال تجار دواجن في دمشق ان الطلب على الدواجن تراجع الى النصف تقريبا رغم ان المسؤولين السوريين أكدوا مرارا انه لا يوجد دليل على ظهور اية حالة لانفلونزا الطيور في البلاد.

واذاع التلفزيون السوري المملوك للدولة عدة برامج لطمأنة الجمهور والتأكيد على ان تناول الدجاج والبيض لا ينطوي على خطورة اذا تم طهيها جيدا.

واشارت الصحف السعودية الى انخفاض في مبيعات الدواجن نتيجة مخاوف المستهلكين في البلاد التي فرضت الشهر الماضي حظرا على واردات الدواجن الحية.

ورغم عدم توافر أرقام رسمية حول التأثير على المبيعات والطلب فان مبيعات اللحوم الحمراء ارتفعت بشدة.

وقال مدير المشتريات في احد متاجر السوبر ماركت في الرياض "منذ اعلان الحظر ارتفع طلبنا على لحوم الضأن والبقر المحلية والمستوردة بنحو 30 في المئة في المتوسط ووصلت ذروته الى 50 في المئة في أول اسبوعين بعد فرض الحظر."

واضاف "مخاوف المستهلكين لا مبرر لها. فما هو الخطر الذي يمكن ان يكون كامنا في دجاج مذبوح قادم من مصدر مرخص به. والصورة اكثر وضوحا في مصر.

وقال محمد جمال وهو مربي دواجن في محافظة المنوفية شمالي القاهرة "في بعض القرى توقف الناس تماما عن اكل الدجاج ونتيجة لذلك قفز الطلب على اللحوم الحمراء بنحو 60 في المئة." لكن الضرر الاقتصادي الذي اصاب قطاع الدواجن شديد.

وقال اصحاب المزارع ان نشاطهم يمر بازمة حيث هبطت أسعار الدواجن في السوق المحلية بأكثر من 30 في المئة حيث يبيع المتجر نحو 30 دجاجة يوميا مقارنة مع ما بين 70 و 100 دجاجة قبل ظهور المرض في اوروبا.

وقال جمال "لا تستطيع حتى استرداد المال الذي انفقه على تربية الدواجن."

وقال عبد العزيز السيد رئيس لجنة الثروة الحيوانية في الغرفة التجارية بالقاهرة انه من المتوقع ان يترك كثير من المزارعين نشاط تربية الدواجن اذا استمر انتشار شائعات اصابات بشرية بفيروس انفلونزا الطيور في الاسواق.

وقال السيد ان بورصة الثروة الحيوانية حاولت بالفعل انقاذ الموقف بشراء عدد كبير من الدواجن من السوق لكنه اعرب عن خشيته ان تكون صناعة حجمها ستة ملايين دولار على وشك الانهيار.

وقال نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن بمصر محمد الشافعي في تصريح للصحافيين اليوم "ان خسائر صناعة الدواجن في مصر تصل الى نحو نصف مليار جنيه شهريا نتيجة الامتناع عن شراء الدواجن".

واوضح ان هناك خسارة شهرية تقدر بملايين الجنيهات لاكثر من 21 الف مزرعة دواجن و 300 شركة خاصة تصل استثماراتها الى حوالى 16 مليار جنيه ويعمل بها نحو خمسة ملايين عامل(الدولار يعادل 75ر5 جنيه).

وافاد مربيون و مزارعون ان اسعار الدواجن في السوق المحلية هبطت الى نحو 40 في المئة نتيجة توقف البعض تماما عن تناول الدواجن والاعتماد على اللحوم الحمراء والسمك.

ويتوقع ان يهجر عدد من المزارعين والمربين نشاط تربية الدواجن الى انشطة اخرى اذا استمر هذا التراجع في صناعة الدواجن معربين عن خشيتهم في انهيار هذه الصناعة التي يصل حجمها الى نحو ثمانية ملايين دولار.

 

من جهتها تعتزم تونس التي تعاني من هبوط في مبيعات الدواجن القيام بحملة لمواجهة التراجع الحاد في الاستهلاك بعد تزايد المخاوف من انتقال عدوى انفلونزا الطيور للبشر عبر الطيور الداجنة.

وتعتزم تونس القيام بحملة اعلامية لاقناع مواطنيها باستئناف الاقبال على استهلاك الدواجن التي تعتبر اكثر اللحوم ملائمة مع القدرة الشرائية للتونسيين.

واستمر انخفاض استهلاك التونسيين للحوم الدواحن رغم انخفاض سعر الكيلوجرام الواحد بنحو 500 مليم (0.365 دولار) إلى نحو دولارين.

وبينما قالت رابطة مربي الدواجن ان الاستهلاك تراجع بنسبة 40 بالمئة اتفق عدد من تجار الدواجن في العاصمة في تصريحات لرويترز على أن مخاوف انتقال انفلونزا الطيور إلى الانسان ساهمت في خفض مبيعات الدواجن بنحو 70 بالمئة.

وقالت مصادر رسمية يوم الاثنين انه تم وضع خطة اعلامية موجهة للمستهلك في تونس فحواها "اطمئن فنحن ساهرون على صحتك".

وستنظم رابطة منتجي الدواجن التونسية حملة لتذوق منتجات الدواجن واقامة ولائم تتضمن لحوم دواجن في مقري مجلس النواب والمستشارين لتأكيد صدق السلطات في عدم تسجيل اي حالة اصابة بفيروس (اتش 5 ان1) وحرصها على سلامة جميع مواطنيها.

واصابت هذه السلالة 133 شخصا في اسيا منذ أواخر عام 2003 وقتلت 68 شخصا منهم لكن لا دليل حتى الآن على أن الفيروس يمكن أن يصيب البشر من خلال تناول لحم الدواجن المطهي.

وسادت حالة من الذعر خلال الاسبوع الماضي بعد أن انتشرت شائعات تناقلتها رسائل الهاتف المحمول تقول "انتبه حالة انفلونزا طيور تم اكتشافها هنا في تونس في مستشفى شارل نيكول. اجتنب شراء الدجاج ومنتوجاته".

وينتظر أن يبث التلفزيون التونسي الحكومي لاول مرة برنامجا يتناول هذه المسألة في مسعى لطمأنة المستهلك بعدم وجود أي حالة اصابة بالفيروس ولمحاولة انعاش القطاع من جديد بعد حالة الركود التي سادت طيلة الفترة الاخيرة.

وقال الطاهر الرايس الكاتب العام للجامعة الوطنية لمنتجي الدواجن "نتنج يوميا 250 طنا من لحوم الدواجن ونخسر 0.5 دولار في الكيلوجرام الواحد مما يعني خسارة يومية بنحو 127 ألف دولار أي ما يعادل 3.6 مليون دولار شهريا".

واضاف الرايس "في مثل هذه الظروف أكل الدجاج هو عمل وطني".

وتعاني محلات الدواجن من عدم اقبال واضح من قبل المواطنين الذين لجأوا إلى تعويض الدواجن بالاسماك خاصة ثم باقي اللحوم.

وتتضمن الحملة الاعلامية أيضا عرض المجهودات والاحتياطات المرعية لتفادي تسرب الفيروس الى تونس.

وقالت مواطنة تدعى إيمان اختارت أن تتجه مباشرة إلى مكان لبيع الاسماك متجاوزة قسم الدواجن داخل متجر كبير بالعاصمة لرويترز "نعم لم نعد نستهلك الدجاج تماما فنحن مثل اغلب الناس هنا متخوفون من ان ينتقل المرض الينا عبر الدجاج".

والقت هذه المواطنة باللائمة على وسائل الاعلام المحلية في البلاد قائلة "تخوفنا منطقي ومبرر في ظل الصمت الاعلامي فليس هناك اي شيء في الصحف والاذاعات ولا في التلفزيون يوضح لنا هذه المسألة بالضبط."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 7/كانون الاول/2005 -  4/ذي القعدة/1426