
أشار
تقرير نشر يوم الثلاثاء الى ان المستشفيات الامريكية غير مستعدة
لاستقبال مرضى قد يتوافدون عليها في حالة وقوع كارثة او تفشي مرض وان
معظم الولايات ليس لديها خطط تذكر لمواجهة مثل هذه الاوضاع وان الحكومة
الاتحادية لم تأخذ على عاتقها مسؤولية مثل هذا الاستعداد.
وذكر
تقرير جماعة تراست فور امريكاز هيلث وهي جماعة لا تهدف للربح وتعمل
بالتوعية الصحية انه لم يؤخذ اي اجراء يذكر للاستعداد للتصدي لهذا
الخطر رغم اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش عن خطة لمواجهة وباء
الانفلونزا وسط ضجة اعلامية كبيرة الشهر الماضي ورغم تحذيرات قوية من
خبراء الصحة على المستوى الاتحادي منذ سنوات.
وتابع
التقرير "رغم التقدم الجدير بالاعتبار الذي تحقق في تحسين استعداد
امريكا لمواجهة حالات الطواريء الصحية الا انها غير مستعدة بشكل لائق
بعد لمواجهة مجموعة التحديات الخطيرة التي نتصدى لها."
واضاف
التقرير الذي يستند لاراء 20 خبيرا صحيا قيموا 12 من جوانب الاستعداد
لحالات الطواريء الصحية "حتى نحقق مستوى ملائما من الاستعداد ينبغي
تعزيز الجهود والاسراع بخطاها وتحسين السياسات والتمويل على جميع
مستويات الحكومة."
ويتضح
ذلك اكثر في ضوء الخطر الجديد لسلالة (اتش.5 ان.1) من فيروس انفلونزا
الطيور الذي ينتشر باطراد بين الطيور وأصاب 130 شخصا على الاقل وتسبب
في وفاة 69 منهم. وفي حالة تحور الفيروس ليتمكن من الانتقال بين البشر
بسهولة يتوقع خبراء ان يتسبب في وباء يؤدي لمقتل عشرات الملايين في
غضون أشهر قليلة.
وتابع
التقرير ان تراست تقدر "ان تفشيا متوسط الخطورة للمرض يمكن ان يسفر عن
وفاة نصف مليون ونقل مليونين للمستشفى في الولايات المتحدة وحدها."
وجاءت
توقعات الحكومة الامريكية اكثر تشاؤما اذ توقعت وفاة مليونين واصابة
ثلث السكان وتغيب 40 بالمئة من القوة العاملة بسبب المرض او الخوف.
وذكر
التقرير ان اثار الاعصار كاترينا الذي اجتاح ولايات امريكية على خليج
المكسيك في اغسطس اب وسبتمبر ايلول كشف ضعف مستوى الاستعداد.
وقال
لويل ويكر رئيس مجلس ادارة تراست في بيان "كانت الاستجابة للاعصار
كاترينا ادانه صارخة لقدرة امريكا على التصدي لحالات الطواريء."
واضاف
"يقدم التقرير ادلة اضافية على الفجوة الكبيرة بين "خطط" الرد
و"الواقع". ينبغي ان نكون واقعيين في التخطيط لحالات الطواريء."
بدورهما قال رئيسا لجنة 11 سبتمبر السابقة ان الولايات المتحدة لا
تزال غير مستعدة لهجوم ارهابي آخر وصفاه بانه حتمي وانها لم تبذل الجهد
الكافي لتطوير الاتصالات بين القائمين على المخابرات وتعزيز اجراءات
الامن عند المنشآت النووية.
وصرح
توماس كين الرئيس السابق للجنة التي حققت في الهجمات التي تعرضت لها
الولايات المتحدة عام 2001 ان الاستعداد لهجوم آخر لم يكن يتصدر
أولويات الرئيس الامريكي جورج بوش ولا الكونجرس أيضا.
وقال
كين الحاكم الجمهوري السابق لنيوجيرزي في برنامج (واجه الصحافة) في
شبكة (ان.بي.سي) التلفزيونية الامريكية "كثير من الاشياء التي كان
علينا ان نفعلها حقا لمنع هجوم آخر مثل هجوم 9/11 لم يفعلها الرئيس
ببساطة ولم يفعلها الكونجرس."
وجاءت
هذه التصريحات بعد آخر تحديث لتقرير اللجنة والذي سيصدر يوم الاثنين
ويشدد من توصياتها الأمنية. وصرح كين ولي هاميلتون نائب رئيس اللجنة
السابق وهو ديمقراطي انه في معظم الحالات حصل بوش والمشروعون
الامريكيون ايضا على "درجة ساقط" في التقرير.
وقال
كين وهاميلتون انه رغم حدوث بعض التقدم في بعض المجالات الا ان قضايا
رئيسية ظلت بلا حل. ومن بين النقائص التي رصداها إقامة شبكة للموجات
الاذاعية القصيرة تستخدمها الشرطة ورجال الاطفاء والاجهزة الاخرى
المكلفة بالتحرك في حالة الطواريء.
وأضافا ان التقرير رصد أيضا تخاذلا في تخصيص الاموال للمناطق الاكثر
عرضة للخطر واقامة نظام قيادة مركزي يكون على رأسه قيادات واضحة.
وقال
هاميلتون "نعتقد ان هجوما آخر سيحدث ومن الأفضل ان نتأهب له ونحمي
الشعب الامريكي. المسألة ليست (لو حدث)."
وفي
آخر تحديث للتقرير منذ ان أصدرته اللجنة في اغسطس اب عام 2004 قال
هاميلتون انهما يعتزمان ابراز "نقص الشعور بالالحاح" في تطبيق
الاصلاحات.
وقال
كين ان عمل وزارة الامن الداخلي في تقييم مخاطر حدوث هجوم على منشآت
الطاقة النووية والمنشآت الكيماوية "غير مناسب على الاطلاق.
"انه
لا يحدد الاولويات. انه ببساطة يضع خطوطا ارشادية غامضة دون ان يحدد
الاولويات."
ويعمل
الكونجرس على الانتهاء من مشروعي قرارين في هذا الصدد.
وانتقد رئيس لجنة 9/11 السابق ونائبه القرار الذي اتخذته ادارة امن
النقل الاسبوع الماضي بالسماح للركاب بحمل مقصات ومكفات صغيرة في
الطائرات الامريكية ووصفا القرار بانه انتكاسة الى الوراء.
وصرحا
بأن عمليات التفتيش العشوائي التي تجري للركاب مضللة وطالبا ببذل
المزيد من الجهد لفحص أمتعة الركاب بالأشعة بحثا عن متفجرات. |