مساواة الإسلام أم بيولوجيا العنصرية

محمد العرادي

جاءت الشرائع السماوية لتنظم حياة البشر وتخط لهم دروب السعادة، ورغم اختلاف الأزمنة والحضارات، التي مرت بها الشرائع إلا أنها تنهل من معين واحد، ومصدرا ثابت لا يتغير بتغير الزمان والمكان، فمصدره الله سبحانه وتعالى الذي نظم تلك الشرائع، ذلك التنظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وجعل مهمة توصيل الشرائع موكولة بيد الأنبياء والرسل، المعصومين من الأخطاء والزلل حيث بعثهم ليثيروا للناس دفائن العقول، ولكن تبقى العواقب متمثله بمن لا يريد لهذه العقول من ان تثار وتستيقظ من سباتها العميق رغم تواتر الرسالات وتعاقب الأنبياء والرسل فما زالت هناك عقول ديكتاتورية، تفضل النموذج العقلي الجاهلي على النموذج الحضاري الإنساني ؟؟؟

ما زلنا نعيش في نظرية(الدم النقي والدم الملوث)، التي ظهرت في العصور الوسطى، حيث كان الإنسان يعيش حياة الظلام ويرزح تحت ظلم رجالات الكنيسة وسيطرة محاكم التفتيش القاسية !!!

وتطور الوضع أملاً في تغير الحال، فوصلنا إلى الطبقية الحمقاء التي صّنفت البشر إلى ساده وعبيد، سيداً لا يرى نفسه إلا إله لا إله الاهو وعبداً لا حول ولا قوة له يأتمر بأمر سيده ان شاء أبقاه وان شاء قتله كالحيوانات !!!

ولم تنته العنصرية عند هذا الحد، فخيوطها مستمرة دون انقطاع عبر الأجيال والقرون، وتصنيف البشر ما زال قائما، ففي عام 1735م صدر كتاب (نظام الطبيعة) لعالم النبات والطبيعيات (كارل فون) لينه (ليناوس) حيث قسم البشر إلى أربعة أجناس، بحسب ألوانهم فهناك الأبيض الأوروبي والأحمر الأمريكي والأصفر الأسيوي والأسود الإفريقي، حيث حصر الارتقاء الاجتماعي في العنصر الأبيض الأوروبي !!!!!

لقد قدم التاريخ شخصيات عنصرية بكل ما للكلمة من معنى، فهتلر ذلك الشاب النمساوي الذي انتقل من السجون إلى القصور الرئاسية قد ادخل العالم في حرباً ضروس راح ضحيتها الكثير والكثير وما زال العالم يعاني من ويلاتها حتى الان، وكل ذلك تحت عنوان الحرب العنصرية وتفضيله للعنصر (الآري) الذي لايرى غيره نقي ؟؟؟؟

وما زالت الهتلرية قائمة فينا إلى الآن وما زالت العنصرية رغم الادعاءات بانتهائها موجودة في فكر العنصريين ومجال استخداماتها في الحروب قائمة ومتوقعه، ففي عام 1998 م نشر تقرير يفيد بأن حكومة البيض العنصرية في جنوب أفريقيا قد تبنت برنامجاً لتطوير سلاح بيولوجي يعتمد على الهندسة الوراثية والبيولوجية الجزئية، يكون متخصصاً في قتل البشر ذوي البشرة السوداء دون غيرهم من الآدميين، معتمداً في ذلك على جغرافية الجينات، حيث عرف هذا السلاح البايولوجي باسم (القنبلة العنصرية) (العرقية) (The Ethnic Bomb).....

وقد رددت وكالة الأنباء الانكليزية إشاعة مفادها أن إسرائيل، وهي دولة عنصرية هي الأخرى تعمل جاهدة على إنتاج أسلحة بيولوجية متخصصة في إلحاق الضرر بالسكان العرب الذي يحملون جينات وراثية خاصة بهم.

يجب أن نعيش النموذج الإسلامي الحضاري الأسمى الذي ينظر للإنسان نظرة حضارية لا نظرة القرود كما ذهب الهولندي (كامبر) والانجليزي (وايت) عندما اوجدوا أساس تشريحي للمفاضلة بين البشر، ورأوا أن جمجمة الأبيض الدائرية تشير إلى جماله وذكائه، في حين أن جمجمة الأسود المتطاولة ونتوء فكيه تجعلانه أقرب إلى القردة منه إلى البشر!!!

وكما ذهب دارون اليهودي بنظريته المعكوسة بقوله أن أصل الإنسان قرد بينما الله سبحانه وتعالى يقول ((ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)) سورة البقرة الآية (66)، وبذلك اتضح كذب هذا اليهودي وجاءت النتيجة إن أصل القرد إنسان وليس العكس.

فالبشر سواسية كأسنان المشط كما روى المفيد (رض) رواية عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال ((إن الناس من عهد آدم (ع) إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى))

وقول الله سبحانه وتعالى ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)) سورة الحجرات الآية رقم (14)

alaradimohd@hotmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 7/كانون الاول/2005 -  4/ذي القعدة/1426