ناخبون عراقيون يريدون رحيل القوات الأمريكية

أظهر استطلاع غير رسمي للرأي أجرته رويترز ان شعورا مناهضا للغرب يسود بين العراقيين قبل الانتخابات المزمعة هذا الشهر وأن كثيرا من الناخبين يعتقدون ان انسحاب القوات الامريكية يجب أن يأتي على رأس أولويات الحكومة القادمة.

ولم تركز الحملة الانتخابية لخوض الانتخابات البرلمانية المزمعة في 15 ديسمبر كانون الاول كثيرا على الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة ولكن الرغبة في رحيل القوات الاجنبية عن البلاد كانت احدى نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته رويترز لعشرات الناخبين.

ولكن بعض السياسيين يدركون انهم في حاجة للقوات الامريكية لمنع التمرد الذي يقوده السنة من دفع العراق الى حرب أهلية ولكن كثيرا من ناخبيهم يعتقدون ان هذه القوات تزيد الامور سوءا.

وقالت الطالبة اسراء محمد (22 عاما) في مقابلة مع رويترز داخل الحرم الجامعي بجامعة بغداد "يجب أن تنسحب قوات الاحتلال حتى نتمكن من الشعور بالامن. كل يوم ينتابني الذعر عندما اذهب الى الجامعة بسبب الانفجارات واطلاق النار العشوائي."

وردد هذا الرأي ناخبون في بغداد وكركوك والبصرة والحلة والنجف حيث اختار من شملهم الاستطلاع انسحاب القوات الاجنبية باعتباره أولوية في العام القادم تفوق الرغبة في الامن العام.

وتعكس مشاعر العداء تجاه القوات الامريكية والبريطانية وغيرها من قوات التحالف التي يرى كثير من العراقيين انها تساهم في اذكاء العنف لا في ايقافه فشل واشنطن في كسب عقول وقلوب العراقيين بعد 30 شهرا من الغزو.

وينسجم ذلك أيضا مع تزايد المعارضة للحرب بين صفوف الامريكيين في الولايات المتحدة.

وقال محمد السلابي الذي التقت به رويترز أيضا في بغداد "عندما احتلت القوات الامريكية العراق وعدوا بنشر الديمقراطية. ولكن حدث العكس .. فقد أفرخت الديمقراطية مذابح وأعمال قتل وخطف."

وفي استطلاع رويترز قال 59 من بين 131 شخصا ان انسحاب القوات الاجنبية يمثل أهم أولويات الحكومة القادمة.

ومن بين هؤلاء أناس من الحلة والنجف وهي مدن تقطنها غالبية من الشيعة مؤيدة للحكومة الحالية التي يقودها الشيعة. وفي البصرة ثانية كبرى المدن العراقية التي تقطنها أيضا أغلبية شيعية وتحتلها القوات البريطانية جاء الامن بوجه عام على رأس اهتمامات المشاركين في الاستطلاع ولم تظهر اشارة واضحة على رحيل القوات الاجنبية.

وطلب من المشاركين في الاستطلاع اختيار واحد من خمسة اختيارات رئيسية بوصفه أهم أولويات الحكومة القادمة هي .. انسحاب القوات الاجنبية والامن العام والوظائف وتوفير خدمات المياه والكهرباء وحقوق الانسان.

وبالاضافة الى الاشخاص التسعة والخمسين الذين وضعوا الانسحاب على رأس الاوليات اختار 49 شخصا الامن بينما اختار 11 شخصا حقوق الانسان وسبعة اشخاص الوظائف. وقدم خمسة أشخاص مقترحات أخرى لم تكن في القائمة الرئيسية.

وأجريت بعض استطلاعات الرأي الرسمية في العراق منذ سقوط صدام في ابريل نيسان 2003. ولكن معظمها رعته هيئات رسمية وكانت اما انها تتجنب موضوع الاحتلال أو لا تكشف عن نتائج هذه الاستطلاعات.

وطبقا لتقرير نشرته صحيفة صنداي تلجراف في لندن أظهر استطلاع سري للرأي اجري في أغسطس اب لحساب وزارة الدفاع البريطانية ان 82 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع "يعارضون بقوة" وجود القوات الاجنبية على الاراضي العراقية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 6/كانون الاول/2005 -  3/ذي القعدة/1426