لم
تعرف استراحة لشرب الشاي بهذه الروعة.. فقد اوحي نجاح منتجي الويسكي
والخمور لمزارعي الشاي في الهند بتحويل اجزاء من ضياعهم الخصبة في اسام
ودارجيلينج بشرق البلاد الى منتجعات فخمة.
وتنظم
جولات للضيوف في حدائق الشاي لقطف اوراقه والمشي وسط الطبيعة الى جانب
الابحار وممارسة رياضة الجولف ويتخلل ذلك بالطبع تذوق الشاي قدر
استطاعتهم.
ويقول
رانجيب بارثاكور من شركة تروج لسياحة الشاي وتقيم مشروعا مشتركا مع
تاتا للشاي واخرين "نقدم للشركات والافراد منتجا ينم عن اسلوب حياة".
وتنوي الشركة بناء منتجعات تضم الف غرفة في شمال شرق الهند خلال
السنوات العشر المقبلة.
وتواجه صناعة الشاي الهندي اوقاتا صعبة ويعاني منتجو الشاي الكبار من
انخفاض الاسعار العالمية ومنافسة عالمية شديدة ومشاكل عمالية لذا لا
ينبغي ان تصبح المشروعات الجديدة مجرد انشطة هامشية.
وقال
بي. بانرجي رئيس مجلس الشاي التابع للدولة "سياحة الشاي... مصدر بديل
للدخل يستكشفه المزارعون. توقعات المستقبل جيدة جدا."
وتعلق
كبرى مزارع الشاي مثل ماكلويد راسل وتاتا للشاي وجاياشري للشاي
المملوكة لاسرة بيرلا امالا كبرى على هذه المشروعات بعد ان شاهدت
نجاحات موازية في مزارع العنب ومصافيه.
وقالت
جوم جوم شيرالي المتحدثة باسم ماكلويد راسل التي تبني ست ضيعات في
ولاية اسام الشمالية الشرقية "تقيم دول صناعة سياحة حول هذه المنتجات.
ندعم السياحة حول حدائق الشاي في بلادنا."
واضافت " رد الفعل طيب ولدينا حجوزات بالفعل حتى يناير."
وترد
تقارير مماثلة من اسام وولاية البنغال الغربية حيث توجد حدائق
دارجيلينج الشهيرة للشاي عند سفح جبال الهيمالايا الشرقية.
واغلب
المباني في مزارع الشاي اثرية من الحقبة الاستعمارية يعني بها بشكل جيد
وهي عبارة عن مبان خشبية من طابق واحد وافنية واسعة مليئة بزهور زاهية
واشجار عمرها نحو قرن ومروج خضراء تعيد سحر عصور سابقة.
وتم
تحويل مساكن العاملين والمباني التي تقع وسط حدائق الشاي الخضراء الى
شقق فخمة بها وسائل الراحة الحديثة.
ويمكن
ان تحقق المنتجعات الاكتفاء الذاتي اذ يوجد بها احتياجاتها من الدواجن
ومنتجات الالبان ومصايد السمك وبساتين الفاكهة ومزارع الخضروات.
كما
تشجع السلطات في اسام والبنغال الغربية مستثمرون من القطاع الخاص
لتحويل مزارع الشاي التي لم تعد منتجة الى مواقع سياحية.
وقال
رئيس وزراء البنغال الغربية بودهاديب بهاتاتشارجي للصحفيين "وجدنا
سائحين محليين واجانب يهتمون بزيارة حدائق الشاي."
وخصصت
حكومة الهند 100 مليون روبية (مليوني دولار) لتطوير البنية الاساسية
لسياحة الشاي في البنغال الغربية.
ويمكن
ان يفيد هذا الدعم المزارعين.
وتقتسم الهند والصين صدارة الانتاج العالمي من الشاي الاسود ولكن
المنافسة من منتجين مثل سريلانكا وكينيا تؤثر على حجم صادراتهما.
وفي
العام المنتهي في مارس اذار هبط انتاج الهند 2.3 بالمئة الى 830.9
مليون كيلوجرام. ونزلت الصادرات في ثمانية اشهر حتى اغسطس اب الى 103.5
مليون كيلوجرام من 121.8 مليون كيلوجرام في نفس الفترة من عام 2004.
ويرجع ذلك بصفة اساسية لضعف الطلب من مشترين تقليديين مثل روسيا
وكومنولث الدول المستقلة .
ولكن
ان اردت ان تتمتع بمذاق الشاي وسط هذا الجو الخلاب فينبغي ان تعرف ان
التكلفة باهظة بعض الشيء اذ تستهدف المزارع سائحين اثرياء نظرا لان
الليلة تتكلف حوالي 20 الف روبية (440 دولار). |