اليوم العالمي للايدز: عوازل طبية مجانية.. التهديد الأكبر للصحة الإنسانية

احتفلت اسيا باليوم العالمي للايدز يوم الخميس بتوزيع عوازل طبية مجانية والعاب على الهاتف المحمول وعقد اجتماعات حاشدة تهدف الى التوعية بالمرض الذي يقتل ملايين الاشخاص في الدول الغنية والفقيرة كل عام.

وافتتحت الامم المتحدة هذه المناسبة السنوية يوم الخميس بالدعوة الى "رد استثنائي" على هذا الخطر وقالت انه بينما انخفضت معدلات الاصابة بين البالغين في بعض الدول بسبب زيادة استخدام العازل الطبي والتغييرات في السلوك الجنسي استمر الوباء في النمو.

وقال بيتر بايوت المدير التنفيذي لمنظمة الامم المتحدة لمكافحة الايدز في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للايدز ان عدد الذين يعيشون وهم يحملون الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) في عام 2005 وصل الى أعلى مستوياته على الاطلاق حيث بلغ عددهم 40.3 مليون شخص. ونحو نصف هذا العدد من النساء.

وحث الدول ايضا على زيادة الاستثمارات.

وقال بايوت "الدروس المستفادة من نحو 25 عاما في التعامل مع وباء الايدز واضحة. الاستثمارات التي يتم ضخها في الوقاية من الاصابة بالفيروس المسبب لمرض الايدز تكسر دائرة الاصابات الجديدة ... من خلال هذه الاستثمارات يمكن لكل من ولجميع الدول وقف انتشار الايدز."

وفي كمبوديا حيث قتل الايدز 100 الف شخص وترك 70 الف يتيم تجمع الاف الاشخاص في العاصمة فنومبينه بمناسبة اليوم العالمي للايدز بينما اخذ كثيرون يلوحون بأعلام عليها رسائل بشأن الجنس الامن.

وتمكنت كمبوديا من ابطاء معدل الاصابة بين البالغين لكن السلطات تقول ان الثقافة البوذية المحافظة أسهمت في انتشار المرض.

وقال الدكتور تينج كونثي نائب الامين العام للهيئة الوطنية لمكافحة الايدز "بسبب ثقافتنا تواجه نسائنا حواجز تحول دون مطالبة ازواجهن باستخدام العازل الطبي."

وفي الهند من المقرر ان ينضم رئيس الوزراء مانموهان سينغ الى متطوعين من الطلبة وراقصي الباليه لزيادة التوعية بالايدز بعد يوم من قول وزير الصحة ان الكثير من الناس في الولايات الكبيرة والمزدحمة بالسكان يتم اسقاطهم في احصاءات الايدز.

ويوجد 5.13 مليون شخص مصابون بفيروس مرض نقص المناعة المكتسب (اتش. اي. في) المسبب لمرض الايدز في الهند وهي الثانية بعد جنوب افريقيا التي بها اكبر عدد اصابة في العالم.

ومن المقرر ان تطرح شركة برامج كمبيوتر أربع العاب على تسعة ملايين هاتف محمول في الهند تعلم المستخدمين بشأن الايدز.

وقال صبحي قريشي المسؤول التنفيذي في شركة زد. ام. كيو. لنظم البرامج ومقرها نيودلهي "الوقت قصير. نحتاج الى حشد الناس لمكافحة فيروس اتش اي في ( مرض الايدز باستخدام أفضل تكنولوجيا وحلول اعلامية متاحة مثل الالعاب."

ومن المقرر ان تبدأ حكومة الصين التي تشعر بالقلق من ان انتشار الايدز يمكن ان يدمر النمو الاقتصادي حملة توعية بالايدز لتثقيف ملايين العمال المهاجرين مثل المزارعين الذين يذهبون الىالمدن بحثا عن وظائف بأجور أعلى.

وقال وزير الصحة جاو جيانج يوم الاربعاء ان الصين تهدف الى ابقاء عدد المصابين بفيروس الايدز عند اقل من 1.5 مليون بحلول عام 2010 وهو توقع أقل بكثير من عشرة ملايين اذا لم تتخذ اجراءات كافية.

والعدد الرسمي لحالات الاصابة المؤكدة بالفيروس المسبب للايدز في الصين هو 135630 في نهاية سبتمبر ايلول لكن وانج لونجدي أكبر مسؤول عن مكافحة الايدز قال ان سوء المتابعة والعراقيل الرسمية تعوق التوصل الى المدى الحقيقي لانتشار الوباء.

وفي طوكيو يقوم مسؤولو صحة بتوزيع عوازل طبية بالقرب من محطة قطار شيبوا وهي نقطة تجمع مفضلة للشباب ومن المقرر ان تنظم منظمات غير حكومية "حفلا لمكافحة الايدز".

وقال مسؤول بوزارة الصحة انه من الصعب تنظيم أكثر من مناسبة بسبب نقص الاموال والعمالة وهو ما يقول ناشطون في مكافحة الايدز انه يعكس عدم الاكتراث الرسمي.

وربما كانت اليابان من أكثر دول العالم تقدما لكن لم تنخفض بها حالات الاصابة بالايدز انخفاضا ملحوظا. ويقول بعض الخبراء ان العدد يمكن ان يقفز الى 50 الف حالة بحلول عام 2010 بسبب زيادة النشاط الجنسي بين المراهقين.

وتظهر احصائيات وزارة الصحة ان نحو نصف الفتيات البالغ اعمارهن 17 عاما مارسن الجنس بارتفاع عن 17 في المئة في عام 1990 . وبالنسبة للصبية فان النسبة هي 40 في المئة وهو مثلي العدد في عام 1990

وفي فيتنام اصدر الحزب الشيوعي تعليمات تدعو السلطات الى شن حملة على تعاطي المخدرات والدعارة وتثقيف الشباب بشأن "نمط الحياة الصحي".

وقالت استراليا انها ستتبرع بمبلغ عشرة ملايين دولار استرالي (7.4 مليون دولار) على مدى خمس سنوات للمساعدة في مكافحة الايدز وحثت الشعب على التركيز على المرض.

واظهرت نتائج استطلاع قامت به شبكة (سي ان ان)الامريكية ان غالبية رعايا الدول الأوربية ولاسيما في فرنسا وألمانيا وبريطانيا يجمعون ان مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) لا يزال يتصدر الأمراض التى تفتك بالصحة. وكشف الاستطلاع الذي اعد بمناسبة "اليوم العالمي لمكافحة وباء الايدز" ا وجود قلق كبير و عالمي من ذلك المرض الذي لايزال ينتشر في عدة أنحاء من الكرة الأرضية.

وأظهر الاستطلاع أن 56 بالمائة يعتبرون ان الايدز هو التهديد الأكبر للصحة الانسانية مقابل 35 بالمائة يعتبرون ان أمراض القلب تسبق اية امراض فى تهديد الصحة بينما يرى 7 بالمائة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع ان انفلونزا الطيور هي المرض الفتاك والخطير.

واعتبرت نصف العينة الأخري من الذين استطلعت آراؤهم أن ما يعيق جهود مكافحة ذلك المرض هو نقص التوعية والتعليم مقابل 25 بالمائة تعيد عدم مكافحته الى نقص الالتزام الدولي السياسي.

بدورها اعتذرت منظمة الصحة العالمية عن عدم تحقيق الهدف الذي سعت لأجله وهو ايصال عقاقير للحفاظ على حياة ثلاثة ملايين نسمة مصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) في دول فقيرة بحلول نهاية العام 2005 . واعترف الدكتور جيم يونغ كيم مدير قسم مرض الإيدز وفيروس "اتش.آي.في" المسبب له بمنظمة الصحة العالمية بأن المنظمة لم تعمل بسرعة كافية للوصول الى هدفها الطموح. يذكر ان المنظمة الدولية لرعاية الطفولة حذرت في تقرير لها من أن نحو 1400 طفل في العالم ما دون الخامسة عشرة يموتون كل يوم من الأمراض المرتبطة بمرض نقص المناعة. المكتسب ودعت منظمة الصحة العالمية الى توفر ارادة سياسية أقوى من جانب الحكومات الآسيوية لوقف انتشار المرض. وفي الصين قالت تقارير رسمية ان نحو عشرة ملايين صيني قد يصابون بالمرض خلال السنوات الخمس المقبلة.

من جهته قال رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ يوم الخميس انه يجب على الهند التي تشهد ثاني أعلى معدل اصابة بالايدز في العالم ان تتخلى عن الامور التي تكبتها وتبدأ الحديث صراحة عن الجنس الامن لتقي نفسها شر هذا الوباء.

وقال سينغ أمام مئات من القادة السياسيين الشبان في اليوم العالمي للايدز بانه صار من الضروري تعليم الشباب من الجنسين كيف "يعيشون حياة جنسية امنة وصحية".

وأضاف "انه امر مهم على وجه الخصوص في ظل القيود التقليدية التي تمنع مناقشة مثل هذه الامور داخل الاسرة او بين الزملاء ناهيكم عن القيام بذلك علانية.

"من الواضح انه يجب ان يتغير هذا اذا ما اردنا ان ننجح في خلق توعية بمخاطر الممارسات الجنسية غير الامنة."

وتقول الهند ان 5.13 مليون من سكانها يحملون فيروس (اتش.اي.في ) المسبب للايدز وهو ثاني اعلى معدل اصابة بعد جنوب افريقيا ولكن برنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز يقول ان هناك الكثير من الحالات لم يبلغ عنها في الدولة التي يزيد تعداد سكانها عن مليار نسمة.

ولكثير من سكان الهند وجهات نظر محافظة بشدة بشأن الجنس.

والشهر الماضي قذفت ممثلة شهيرة من جنوب الهند بالاحذية والبندورة (الطماطم) والبيض النتن ومثلت امام المحكمة لقولها انه يجب على الرجال الهنود الا ينتظروا ان تكون زوجاتهم عذراوات.

ولكن سينغ قال ان الهند تحتاج لتخفيف القيود لتتمكن من التعامل مع المرض "يجب ان تتفهموا تماما الحاجة الى تعليم الشباب من الجنسين اساليب العدوى."

واعترف سينغ بعدم القيام بما يكفي لتوفير العقاقير المضادة للفيروس. ولم تف الهند بهدف توفير هذه العقاقير الى 100 الف شخص بحلول منتصف عام 2004. ويحصل 15 الفا فقط على العقاقير.

ويمكن ان يكلف العلاج نحو 1300 روبية شهريا (28 دولارا) وهو مبلغ بعيدا عن متناول ايدي الكثير من الهنود.

واعرب سينغ عن قلقه بشأن الشباب الهندي "مثل كل الاوبئة لا يفرق الايدز بين ضحاياه لكن الشباب هم الاكثر عرضة للخطر. يجب ان نركز على هذا التهديد لمستقبلنا وبقائنا."

وتتوقع وكالة المخابرات الامريكية اصابة نحو 20 مليون هندي بالايدز بحلول 2010.

من جهة اخرى قال وزير يوم الاربعاء ان نحو 28 ألفا من سائقي شاحنات المسافات الطويلة في الكاميرون سيتلقون واقيات ذكرية مجانا خلال السنوات الخمس القادمة في مسعى للحد من المعدلات المرتفعة للإصابة بفيروس الإيدز في الدولة الواقعة في غرب افريقيا.

أضاف اوربين اولانجوينا اونو وزير الصحة العامة الكاميروني ان المشروع الذي تموله كندا يهدف الى ان يخفض بشدة معدل الإصابة بفيروس (اتش.اي.في) المسبب للإيدز بين سائقي الشاحنات من 15 في المئة مقارنة مع ستة في المئة في باقي سكان الكاميرون ككل.

وقال لرويترز "هؤلاء أناس يتنقلون كثيرا جدا بحكم مهنتهم ويقضون معظم وقتهم بعيدا عن بيوتهم ... ويميلون لإقامة علاقات جنسية متعددة وبالتالي فهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس (اتش.اي.في) المسبب للإيدز."

وأوضح الوزير ان المشروع سيركز على الطرق الدولية التي تسير عليها الشاحنات لان معدلات الإصابة بها هي الأعلى حيث تبلغ 35 في المئة على الطريق السريع الشمالي المترب المتجه الى تشاد.

وتم اختيار 18 نقطة توقف في بلدات تقع على الطريق وعلى الطرق السريعة الرئيسية لتقديم استشارات طبية وتوزيع الواقيات المجانية.

وستكون هناك كذلك حملة توعية بشأن فيروس (اتش.اي.في) واجراء اختبارات مجانية للمصابين وتوزيع العقاقير للسائقين المختارين وغيرهم على طول الطرق السريعة.

وسيشمل البرنامج ايضا نحو 72 الف شخص يتعاملون مع السائقين يوميا لاسيما عمال الخدمة في الفنادق والعاملون في الحانات والمطاعم والداعرات.

وسيكون هناك تركيز خاص على النساء لان المسح أظهر ان الاصابة بفيروس الايدز بينهن تزيد 60 في المئة عنها في الرجال في المناطق الحضرية والريفية على السواء في الكاميرون.

ورحب سائقو الشاحنات بالمشروع الذي ينفذه كير انترناشيونال كاميرون وبرنامج التسويق الاجتماعي بالكاميرون (ايه.سي.ام.اس).

وقال تشارلز ويملي (38 عاما) الذي ينقل بضائع من ميناء دوالا الكاميروني الى نجامينا في تشاد "غالبا ما نكون وحيدين ونلجأ لبعض الاماكن التي لا ننام فيها وبالتالي نبحث عن شريكة لتمضية الليل فقط.

"بسبب الوحدة يعاقر بعضنا الخمر كثيرا ويفعل أي شيء."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 2/كانون الاول/2005 -  29/شوال/1426