يبلغ
فيس واني من العمر 20 عاما ولكنه بالكاد يستطيع القراءة والكتابة. ولكن
بعد سنوات من نزوحه كلاجئ من القتال التحق اخيرا في مدرسة بجنوب
السودان الذي تقول الامم المتحدة ان فيه أقل نسبة التحاق في المدارس
على مستوى العالم.
ويدرس
واني الان في الصف الخامس الذي يفترض ان يضم تلاميذ في نصف عمره. وقضى
حياته وهو يراقب القرويين يقتلون ويفرون من حرب اهلية حاقت بالمنطقة
على مدى أكثر من عقدين من الزمان وراح ضحيتها مليونا شخص.
وكتب
واني نصا في موضوع ظاهرة التبخر. وبالكاد يمكنه قراءة الكلمات التي
كتبها.. هذا علاوة على عدم قدرته على شرح الظاهرة علميا.
وقال
الشاب النحيل بصوت رقيق لدرجة كان من المتعذر سماعها من بين اصوات بقية
التلاميذ في مدرسة بولوك "الحياة في منطقتنا كانت صعبة.. كنت ارى قتالا
والناس كانوا يتعرضون للقتل وكان يتوجب علينا الفرار حينما يكون الوضع
سيئا."
واضاف
"لم يكن بمقدوري الذهاب الى المدرسة هناك."
ومنذ
اتفاق السلام الذي ابرم في يناير كانون الثاني الذي انهى الحرب الاهلية
بدا السودانيون الجنوبيون بارسال ابنائهم الى اقرب المدارس المتاحة
والتي غالبا ما تكون في المراكز الحضرية الكبرى.
وجميع
تلاميذ بولوك تقريبا البالغ عددهم 1250 تلميذا هم من اللاجئين الذين
نزحوا اما الى مناطق اخرى داخل السودان او الى معسكرات عبر الحدود.
ولكن في وجود ثمانية فصول دراسية فقط فان الحصة الدراسية قد يحضرها في
كثير من الاحيان مئة تلميذ.
وقال
عبد القادر موسى الموظف في صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة
(يونيسيف) "طلب منا مدرس مكبرا للصوت لان هناك عددا كبيرا من الاطفال
في الفصل بحيث لا يمكن لمن يجلسون في المؤخرة سماع ما يقوله."
وقال
ديفيد كريسلي مسؤول الامم المتحدة الكبير في جوبا ان المدارس والتعليم
ستكون لها اولوية بالنسبة لعمل الامم المتحدة مع حكومة جنوب السودان
المشكلة حديثا.
واضاف
"ليست هذه مسالة اعادة اعمار في واقع الامر.. فنحن نحاول ان نبني على
ما لم يكن مبنيا قط.. فجنوب السودان يتسم بان فيه أسوأ مستوى من
الالتحاق بالمدارس في المرحلة الابتدائية وما بعدها" في العالم.
وقال
كريسلي ان اقل من واحد في المئة من البنات يتخرجن من مرحلة التعليم
الابتدائية.
بدوره
اعلن المجلس السوداني لمحو الامية وتعليم الكبار اليوم ان نسبة الامية
في البلاد ارتفعت من 37 فى المائة الى 57 فى المائة.
وعزا
الامين العام للمجلس عبدالعزيز عبداللطيف عثمان في تصريح له هنا ارتفاع
هذه النسبة الي مناخ السلام السائد الآن في البلاد والذي اسهم في اعداد
احصائيات دقيقة وشاملة عن عدد الاميين.
واضاف
ان نسبة الامية وسط المرأة ارتفع الى 72 فى المائة وان عدد اليافعين
واليافعات في سن المدرسة ارتفع الى ثلاثة ملايين و125 الف يافع ويافعة.
من
جهة اخرى قالت الامم المتحدة يوم الجمعة ان نحو 50 دولة معظمها من دول
افريقيا جنوب الصحراء لن تفي بحلول الموعد النهائي المحدد نهاية العام
بمطلب توفير فرص مساوية للفتيات في المدارس الابتدائية والثانوية مثل
الاولاد.
وقال
صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) ان 115 مليون طفل في
انحاء العالم بينهم 90 مليونا من الاناث لم يحصلوا بعد على اي تعليم
بالمدارس الابتدائية.
والفقر والتقاليد وفيروس اتش.اي.في المسبب لمرض الايدز والصراعات
المسلحة من بين العراقيل التي تحول دون الوصول الى هدف المساواة بين
الجنسين في المدارس الابتدائية والثانوية وهى خطوة اولى نحو هدف
الالفية الجديدة تحقيق المساواة بين الجنسين في كل مراحل التعليم بحلول
عام 2015.
وقالت
اليونيسيف في تقرير "مأساة هذا الاخفاق هى ان عددا لا يمكن تصوره من
الاطفال اغلبهم من الاناث تركوا لمستقبل كئيب."
واضاف
التقرير ان الفتيات اللاتي يحرمن من التعليم اكثر عرضة للفقر والجوع
والمرض والعنف واساءة المعاملة والاستغلال والتهريب فضلا عن الاصابة
بفيروس اتش.اي.في المسبب للايدز وامراض اخرى.
واضافة الى الدول الافريقية جنوب الصحراء فان افغانستان والهند
وباكستان وتركيا واليمن من بين الدول التي لا تزال الفجوة فيها بين
الجنسين كبيرة. |