بتاريخ 27 / 9 / 2005 وفي الساعة الثالثة عصراً من يوم الثلاثاء تمّتَ
مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من قبل السيد عبدالإله علي حسن
وعنوانها (الحركة الفكرية والثقافية في عُكْبَرا خلال العصر العباسي)
وذلك في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن.
ناقش
الرسالة الاستاذان الدكتور عبد الكريم الزبيدي والدكتور عبد الحسين
عواد وحضور الاستاذ المشرف الدكتور جاسم حسين الطائي ومدير قسم
الدراسات العليا في الجامعة الدكتور إبراهيم العاتي، حيث أجيزت الرسالة
وتم منح صاحبها شهادة الماجستير في التاريخ الاسلامي.
وعُكْبَرا، كما يقول المؤلف، مدينة قديمة معروفة مشهورة، أقدم من بغداد،
عاصمة الدولة العباسية، وأخبارها ضافية في كتب البلدان والتواريخ
والسير والأدب. خرَّجت عكبرا عدداً كبيراً من رجال العلم والأدب من
فطاحل الفقه والأدب وأئمة المذاهب.
ولا
تزال أطلال عكبرا قائمة، وتعرف باسمها القديم، ممتدة في جنوب شرقي بلدة
(الدجيل) الحالية وتبدو على شكل تلول وركام من قطع الآجر والحجارة.
وكان
فيها تل يسمى (تل عكبرا) والبيوت المحيطة به تعتبر محلة من محلات عكبرا
والنسبة اليه تلعكبري. ويعرف عدد من العلماء والمحدثين بهذه النسبة،
كأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري الذي قال عنه أصحاب التراجم والسير
إنه روى جميع الأصول والمصنفات، وابنه أبي الحسين محمد بن هارون الذي
كان النجاشي صاحب كتاب الرجال يروي عنه عن أبيه.
وينتسب الى عكبرا قوم من أهل العلم والحديث منهم: الشيخ المفيد محمد بن
النعمان وأبو البقاء العكبري وابن بطة وابن ماكولا وهارون التلعكبري
وابن برهان وابن توبة وابن سطورا وابن كادش وابن نبال العكبري وغيرهم.
ورغم
شهرة هذه المدينة وتخريجها للكثير من العلماء والأدباء الذين رفدوا
الحركة الفكرية والثقافية في العصر العباسي سواء بتأليفهم الكتب في
العلوم الإسلامية والأدبية أو في التدريس في المدرسة المستنصرية
والمدارس المذهبية أو الخطاطين والوراقيين والكتبة، فإن مما يؤسف له هو
عدم وجود دراسة للحركة الأدبية والثقافية فيها كبقية المدن العراقية
القديمة، وإنما هناك نتف متناثرة في بطون كتب البلدان والتواريخ والسير
والأدب.
ويرى
الباحث أن هذه المدينة قد ظلمها الكُتّاب والمؤرخون، وخصوصاً أبناء
العراق، لذا أخذ على عاتقه مهمة البحث في جانب من الجوانب المشرقة لهذه
المدينة من خلال الرسالة التي تقدم بها الى الجامعة العالمية للعلوم
الإسلامية.
أما
المنهج الذي سار عليه الباحث فهو المنهج التاريخي والتحليلي، الذي يقوم
باختيار النصوص وتحليلها تحليلاً علمياً موضوعياً.
قسم
الباحث دراسته إلى مدخل وثلاثة أبواب وخاتمة وفهرس بالمصادر، وقسّم كل
باب الى فصلين:
الباب
الأول: موقع عكبرا من الحياة الفكرية في العراق.
الفصل
الأول: الحركة الفكرية في عكبرا خلال العصر العباسي.
الفصل
الثاني: الشخصيات العلمية التي انتسبت إلى عكبرا.
الباب
الثاني: موقع عكبرا من الحركة الأدبية خلال العصر العباسي.
الفصل
الأول: طبيعة الحركة الأدبية في عكبرا خلال العصر العباسي.
الفصل
الثاني: أهم الشخصيات الأدبية في عكبرا.
الباب
الثالث: مناخ الحركة الثقافية في عكبرا خلال العصر العباسي.
الفصل
الأول: بواعث نشوء الحركة الثقافية في عكبرا.
الفصل
الثاني: المدرسون والوراقون والخطاطون والكتاب من العكبريين فيالعصر
العباسي.
وقد
أشار الباحث إلى أهمية جهود واسهامات العلماء العكبريين خارج عكبرا،
وخصوصاً في عاصمة الدولة العباسية بغداد، في مختلف العلوم الإسلامية
والأدبية. ولما كان هذا الجهد لايقل أهمية عن دورهم في عكبرا فقد ذكرهم
ضمن محاور البحث.
وربما
يكون هذا هو البحث الأول من نوعه في تسجيل تاريخ عكبرا العلمي والثقافي
واسهاماتها في الفكر العربي الإسلامي خلال العصر العباسي، حيث أنه قد
أعاد الحياة إلى جزء مغفل من الثقافة العربية الإسلامية ورسم صورة
مشرقة لهذه المدينة التي غدت أثراً بعد عين، ولفت أنظار الباحثين
الآخرين إلى دراسة تراثها وتراث العديد من المدن التي شاركت في الحضارة
الإسلامية بمفكرين وأدباء وكتاب وشعراء. وفي ذلك حث للباحثين للإجتهاد
في هذا الباب لإكمال ما أغفله الباحث أو تطوير لما جاء في مباحثه أو
الإستفادة من منهجيته في تناول مدن أخرى. |