من أعلام الإستشراق الألماني آيلهارد فيدمان، والعلوم عند العرب والمسلمين

تعتبر الدراسات والبحوث العلمية والأدبية الألمانية من أهم المراجع والمصادر عن تاريخ الإستشراق الأوروبي، وخير دليل على ذلك أعمال بعض المستشرقين أمثال:

رايسكه J.J. Reiske، فريدريش رويكرت Friedrich Rückert، فلهاوزن J. Wellhausen، أينوليتمان E. Lithmann، تيودور نولدكه Theodor Nöldeke، وكارل بروكلمان C. Brockelmann، وغيرهم. ومن الشخصيات العلمية الألمانية البارزة والنادرة التي اهتمت بدراسة علوم العرب والمسلمين دراسة مستفيضة ومن وجهة نظره واختصاصه كعالم في الفيزياء، هو العالم المستشرق آيلهارد فيدمان Eilhard Wiedemann.

بدأت بالبحث عن مقالات ورسائل وبحوث هذا العالم الفذ في الفترة 1972 – 1976 في أمهات المجلات والكتب والدراسات العلمية في مكتبات ألمانيا وخصوصا في مكتبة الجمعية الإستشراقية الألمانية في مدينة هالة ومكتبة جامعة مارتن لوثر هاله فتنبرغ وغيرهما. وقد قمت باستنساخ كل المقالات وتجليدها في ثلاثة مجلدات. وبعد انتهائي من تجليد معظم المقالات علمت من أمينة مكتبة الجمعية الإستشراقية الألمانية السيدة غوزيكة بأن المستشرق الألماني فولف ديتريش فيشر قد جمع مقالات ورسائل وبحوث العالم آيلهارد فيدمان في مجلدين ضخمين قمت بشرائهما. ومن حسن الصدف تعرفت على رئيس معهد الفيزياء المتقاعد في حينه وحدثته عن إعجابي وتقديري بهذا العالم الجليل آيلهارد فيدمان الذي قضى عمره لخدمة التراث العلمي العربي والإسلامي. ووعدني رئيس المعهد بأن يجلب لي صورة عن آيلهارد فيدمان مع طلابه وطالباته، ففعل.

فبالإضافة إلى عملي كأستاذ جامعي بجامعة بغداد وعضو لجنة الترجمة العليا في وزراة الأعلام عملت كباحث علمي في مركز إحياء التراث العلمي العربي التابع لجامعة بغداد مع المرحوم الدكتور ياسين خليل قمت بنشر بحث موجزعن أعمال المستشرق الألماني آيلهارد فيدمان مع الصورة التي حصلت عليها من رئيس معهد الفيزياء بمدينة هاله في العدد الأول من مجلة التراث العلمي العربي عام 1977، صفحة 66 – 93. وفي العدد الثاني من مجلة التراث العلمي العربي التابعة لمركز إحياء التراث العلمي العربي في مبنى رئاسة جامعة بغداد في الجادرية نشرت بحثا بعنوان إسطرلاب مغربي من مقتنيات الجمعية الإستشراقية الألمانية بمدينة هاله / ساله.

وبعد عودتي إلى ألمانيا عام 1978 بدأت أيضا بالبحث عما كتبه المستشرقون عن عالمنا العربي والإسلامي وخصوصا عن العلوم والمخطوطات العربية والأجهزة الفلكية وغيرها من الموضوعات التي تهم تراثنا الفكري والحضاري.

وقد توفرت لدي ولله الحمد عدة مصادر بالألمانية والعربية والإنكليزية ساعدتني على نشر مختلف فهارس المخطوطات العربية في الرياضيات والجبر والمقابلة والطب وغيرها من العلوم.

إن شخصية العالم آيلهارد فيدمان نالت مكانتها الراقية في مقدمة مشاريعي الخاصة بالتراث العلمي العربي والإسلامي، لذا قررت توسيع وتنقيح وزيادة البحث في إعادة نشر المقال عن العالم آيلهارد فيدمان في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها عالمنا العربي والإسلامي وخصوصا عراقنا الحبيب والتي أصبحت سمعتنا لدى العالم أجمع نحن العرب والمسلمين نتيجة لأعمال العنف والإرهاب والتخريب والقتل سيئة وتحت الصفر، فكأننا لسنا من أحفاد علمائنا المخترعين العرب والمسلمين الذين أغنوا العالم بحضارتنا الخالدة التي لعبت دورا رائعا مع بقية الحضارات العالمية لخدمة البشرية.

أناشد كل أبنائنا وبناتنا وإخواننا العرب والمسلمين أن يهتموا بتراثنا الزاخر لكشف وتطوير العلوم القديمة ودمجها بالعلوم الحديثة لكي نواكب التقدم الحضاري الحديث في عالمنا المعاصر، والله ولي التوفيق.

وبهذه الصورة لشخص فيدمان حيث انتقلت بالمعرفة التي تتناول مؤلفاته ودراساته بمواصلة الإطلاع الدائب، فإني سأحاول فيما يلي أن أرسم معالم سيرة العالم الفذ " فيدمان " كرائد علمي في ميادين العلوم والمعرفة عند العرب والمسلمين.

حياته:

ولد في الأول من آب 1852 م في مدينة برلين، وكان أبوه مدرسا خاصا للفيزياء،

(غوستاف فيديمان Gustav Wiedemann) الذي اعتبر من أشهر االفيزيائيين في القرن التاسع عشر. وأما أمه (كلارا Clara) فكانت بنت العالم الكيميائي الشهير مخترع التماثل أوالتبالر Isomorphie. { التماثل والتبالر: مادة مماثلة لاخرى في البنية التبلرية رغم الاختلاف في التكوين الكيميائي. راجع: قاموس المورد، صفحة 484 ].

وقد رافق آيلهارد فيدمان والده، الذي كان يسعى للحصول على درجة أستاذ للفيزياء

Professur für Physik في المدن: بازل Basel، وبراون شفايغ Braunschweig وكارلس روهه Karlsruhe.

إلتحق بالمدرسة الثانوية في مدينة كارلس روهه، وفي هذه المدينة أنهى مرحلة الثانوية بتفوق. وبعد ذلك واصل دراسته الجامعية بمدينة هايدلبرغ Heidelberg، حيث درس مواضيع الرياضيات، الفليزياء والكيمياء. وكان أشهر أساتذته هلم هولتتس Helmholtz وبونزن Bunsen وكوينغس برغر Königsberger وخصوصا كيرش هوف Kirchhof وأكمل دراسته الجامعية بمدينة لايبزغ Leipzig، ثم التحق بالدراسات العليا ونال شهادة الدكتوراه في مدينة هايدلبرغ عام 1872م. كان عنوان أطروحته:

(Über die elliptische Polarisation des Lichtes und ihre Beziehungen zu den Oberflächenfarben der Körper).

" حول تحديد ذبذبات (موجات) الضوء البيضوية (الإهليلجية) على سطح معين وعلاقاتها بالألوان السطحية للأجسام ".

وفي عام 1876 م قدم آيلهارد فيدمان رسالة أخرى نال بها درجة أستاذ من جامعة لايبزغ. وبعد عامين حصل على اللقب العلمي دكتوراه فخرية لقاء سلسلة من أبحاثه وتجاربه العلمية الملحوظة، ولقب بأعظم أستاذ.

وفي عام 1886 م عين بمنصب أستاذ دائم في مدينة دارمشتات Darmstadt وفي السنة نفسها عين أستاذا دائما بجامعة إرلانغن Erlangen.

وقد اشغل مدة طويلة كر سي الأستاذية الخاص بالفيزياء في جامعة إرلانغن، إضافة إلى منصب رئاسة معهد الفيزياء، تزيد عن 40 سنة.

وإليه يرجع الفضل في دراسة علوم العرب والمسلمين بجميع فروعها، حيث دعمت بسلسلة من البحوث والتجارب والتقارير العلمية من قبله ومن مساعديه في ألمانيا، ومن أشهرهم: هـ. أبرت H. Ebert، وشمدت G.C. Schmidt، وأ. فينلت A. Wehnelt.

كما ساهم في تطوير علم الفيزياء في نهاية القرن التاسع عشر. وكان العالم فيدمان يعلم طلبته بدقة فائقة، كيف يفسر علماء العرب والمسلمين تلك التجارب والنظريات، وتدل على ذلك بحوثه ودراساته المتعلقة بعلوم العرب والمسلمين كلها، لا سيما بالعلوم الطبيعية التي عني بنشرها وتأليفها أكثر من خمسين سنة في أمهات المجلات والنشرات والدوريات والموسوعات العلمية ونشير هنا إلى انه تأسست في عهده وبفضله مجلة الفيزياء Physikalische Zeitschrift عام 1877 م لنشر أهم التقارير والأخبار العلمية الأجنبية، وكذلك البحوث والتجارب داخل ألمانيا. وتم تحرير هذه المجلة من قبل غوستاف فيدمان فترة 24 سنة، وإضافة الى ذلك فقد نشر فيدمان مجموعاته العلمية المتسلسلة في دار النشر فيفغ Viewegبمدينة براون شفايغ بعنوان " العلم " Die Wissenschaft. كما انه سعى إلى حث معهد الفيزياء لإجراء الدراسات والبحوث العلمية القيمة في العصر الحديث، ونشرها عن علوم العرب والمسلمين. وكان أشهر عمل قدمه تلميذه الأكبر الأستاذ شمدت Prof. Dr. G.C. Schmidt الذي نشره في مجلة الفيزياء المجلد 29 (1928).

اهتم العالم الفيزيائي آيلهارد فيدمان كذلك بدراسة تاريخ العلوم الطبيعية العربية والإسلامية في العصور الوسطى. واستطاع ترجمة بعض الرسائل والأبحاث والنظريات العلمية للعلماء المسلمين التي نقلها عن نوادر المخطوطات العربية.

كما انه ساهم بتأسيس نشرة ملحقة بالكتاب السنوي عن الفيزياء في 1877 م لتغطية الأخبار العلمية Beiblätter zu den Annalen der Physik

وقد نشر بحثا قيما مع هاوزر H. Hauser حول الساعات في حقل الثقافة الإسلامية، كما اهتم اهتماما بالغا بالأجهزة الفلكية التي استخدمها العرب والمسلمون، واستطاع نشرها في مجلة: الدراسات العلمية في تاريخ العلوم الطبيعية والطب:

Abhandlungen zur Geschichte der Naturwissenschaften und der Medizin

هذا إضافة إلى اشرافه على طبع وتقييم مجموعة كبيرة من رسائل الماجستير والأطروحات التي وضعها طلابه.

وعرفانا منا بفضل العلامة الفيزيائي الكبير الراحل ومساهماته الجليلة في نشر العلوم عند العرب والمسلمين وتعريف العالم وخاصة العالم الأوروبي بها، نورد هنا فهرسا خاصا بدراساته ومقالاته وكتبه العلمية مستندين على المراجع الأجنبية وخاصة على دراسة سيمان H. J. Seemann مرتبين ذلك وفق التسلسل الزمني، آملين أن نكون قد أسدينا خدمة للباحثين والمحققين والعلماء العرب والمسلمين في هذا المجال، والله ولي التوفيق.

1676 م – 1904 م:

1 – مقالات في تاريخ العلوم الطبيعية عند العرب:

نشرة تاريخية في الفيزياء، العدد 159 (1876)، ص 656، العدد 1

(1877)، ص 480، العدد 4 (1878)، ص 320، العدد 7

(1879)، ص 679، العدد 14 (1881)، ص 368، العدد 17

(1882)، ص 350، ص 1043.

2 – الكيمياء عند العرب:

مجلة الجمعية الألمانية للدراسات الشرقية ZDMG 32(1878)، ص 575.

3 – تاريخ أبي الوفاء.

مجلة الرياضيات والفيزياء، العدد 24 (1879)، ص 121.

4 - تاريخ العلوم الطبيعية عند العرب:

نشرة المكتبة، بونكومب Boncomp (1879).

5 – علم البصريات عند العرب:

نشرة المكتبة، بونكومب، العدد 14 (1882).

6 – شرح رسائل ابن الهيثم في الضوء:

نشرة تاريخية في الفيزياء، العدد 20 (1883)، ص 337.

7 – تعيين الوزن النوعي عند العرب:

نشرة تاريخية في الفيزياء، العدد 20 (1883)، ص 539.

8 – حول جهاز لفحص وانكسار الضوء لابن الهيثم:

نشرة تاريخية في الفيزياء، 21 (1884)، ص 541.

9 – رد على مقالة بارمان J. Baarmann " حول الضوء لابن الهيثم ":

مجلةZDMG، العدد 38 (1884)، ص 145.

10 – وزن وعاء في أبعاد مختلفة عن مركز الكرة الأرضية للخازني وروجر

باكون Roger Bacon:

نشرة تاريخية في الفيزياء، العدد 39 (1890)، ص 319.

11 – تاريخ علم المناظر (الرؤية).

نشرة تاريخية في الفيزياء، العدد 39 (1890)، ص 470.

12 – النظر من خلال كرة (جسم كروي) عند العرب:

نشرة تاريخية في الفيزياء، العدد 39 (1890)، ص 565.

13 – تاريخ المرايا المحرقة:

نشرة تاريخية في الفيزياء، العدد 39 (1890)، ص 110.

14 – ضياء النجوم بالنسبة لابن الهيثم:

نشرة أسبوعية في الفلك والأنواء الجوية والجغرافية، العدد 33

(1890)، ص 129.

15 – العلوم الطبيعية عند العرب:

مجموعة محاضرات علمية واضحة، المجموعة الخامسة، العدد 97

(1890) هامبورغ.

16 – تاريخ المرايا المحرقة:

تقارير الجمعية الفيزيائية والطبية بأرلانغن، العدد 24 (1892)،

ص 5.

17 – ملاحظة حول مسألة رياضية محلولة لابن الهيثم:

تقارير الجمعية الفيزيائية بأرلانغن، العدد 24 (1892)، ص 83.

18 – تاريخ علم المناظر (الرؤية):

أدر، المجلد السنوي للتصوير، العدد 7 (1893)، ص 318.

19 – دراسات في تاريخ غاليلو:

تقارير الجمعية الفيزيائية والطبية بأرلانغن، العدد 36 (1904)، ص 273.

1906 م:

20 – ابن الهيثم، مفكر عربي:

الكتاب التذكاري Festschrift لروزنتال، لايبزغ G. Thieme

(1906)، ص 147 – 178.

21 – حول تجربة في العصور الغابرة وفي العصور الوسطى:

نشرة لتدريس الرياضيات، العدد 12 (1906)، ص 73، ص 97،

ص 129.

22 – الفيزياء عند العرب (علم المرايا):

أدر، المجلد السنوي للتصوير، العدد 20 (1906)، ص 77.

23 – موقع المجرة لابن الهيثم:

مجلة سيريوس Sirius، العدد 39 (1906)، ص 113 – 115.

1907 م:

24 - الكيمياء عند العرب:

صحيفة الكيمياء التطبيقية (العملية)، العدد 76 (1907)، ص 65 – 87،

ص 105 – 123.

25 – إنعكاسات وانحناء الضوء لنصير الدين الطوسي:

أدر، المجلد السنوي للتصوير، العدد 21 (1907)، 38.

26 – تاريخ البوصلة عند العرب:

مجلة بحوث الجمعية الفيزيائية الألمانية، العدد 9 (1907)، ص 764 – 773،

العدد 11 (1909)، ص 262 – 266، العدد 21 (1919)، ص 665.

1908 م:

27 – حول وعاء البيروني لقياس الوزن النوعي:

مجلة بحوث الجمعية الفيزيائية الألمانية، العدد 6 (1908)، 339 – 343.

28 – بناء نافورة الماء من قبل علماء المسلمين:

نشرة جمعية الأنواء الطبعية (هاناو، كلاوس وفدرزن)، (1908)، ص 29.

29 – تكوين الألوان لنصير الدين الطوسي:

أدر، المجلد السنوي للتصوير، العدد 22 (1908)، ص 86.

30 – صناعة الذهب وتزوير اللآلي، للجوبري:

مقالات لمعرفة الشرق، العدد 5 (1908)، ص 77 – 96.

1909 م – 1910 م:

31 – نظرة العرب إلى حركة الكرة الأرضية:

نشرة إخبارية في تاريخ الطب والعلوم الطبيعية، العدد 8 (1909)، ص1،

العدد 11 (1912)، ص 131.

32 – حياة الرياضيين وعلماء الطبيعةوالأطباء العرب.

تقارير الجمعية الفيزيائية والطبية بأرلانغن، العدد 41 (1909)، ص 208.

33 – حول أدوات كيميائية عند العرب:

مقالة من تاريخ الكيمياء في ذكرى جورج كال داومGeorg W.A. Kahldaum

للمؤلف ديرجارت Diergart، لآيبزغ، فيينا (1909)، ص 234 – 252.

34 – تعيين محيط الكرة الأرضية للبيروني: