قال الادعاء النمساوي يوم الاربعاء إن المؤرخ البريطاني ديفيد
ايرفنج المعروف بوجهات نظره المثيرة للجدل بشأن الحرب العالمية الثانية
وجهت اليه تهمة انكار المحرقة النازية وهو ما يعد جريمة جنائية في
النمسا.
واعتقل ايرفنج في 11 نوفمبر تشرين الثاني قرب بلدة هارتبرج في اقليم
شتيريا الجنوبي بموجب مذكرة اعتقال صدرت في عام 1989 لانتهاكه فقرة في
القانون النمساوي الذي يحظر الحزب النازي تجرم انكار المحرقة.
وقال اوتو شنايدر المتحدث باسم الادعاء في فيينا "الاتهام يشير الى
محاضرتين القاهما ايرفنج في عام 1989 نفى خلالهما وجود غرف الغاز."
وامام ايرفنج اسبوعان للاعتراض على التهمة. وانكار المحرقة في
النمسا يمكن ان يعرض للسجن مدة تتراوح بين عام واحد وعشرة اعوام.
وقال شنايدر ان محكمة ستنظر يوم الجمعة في احتجاز ايرفنج وتقرر ما
اذا كان ينبغي استمرار احتجازه.
وقال المر كريسباخ محامي ايرفنج ان موكله يدرس الاتهام وسيقرر بعد
ذلك الخطوة المقبلة. وقال ان استمرار احتجاز ايرفنج ليس له ما يبرره
وانه ينبغي الافراج عن موكله البالغ من العمر 67 عاما بكفالة.
واضاف كريسباخ "رغم كل شيء يجب ان يؤخذ في الاعتبار ان الامر يتعلق
بسيد مسن احتجز بسبب شيء قاله قبل 16 عاما."
وفي عام 2000 رفض قاض في المحكمة العليا بلندن دعوى قذف اقامها
ايرفنج على استاذة جامعية امريكية وناشري كتبها ووصفه بانه "منكر نشط
للمحرقة...ومعاد للسامية وعنصري."
وقال موقع ايرفنج على شبكة الانترنت انه تلقى دعوة من طلاب للتحدث
امام رابطة جامعية في النمسا. وفي رسالة تحمل تاريخ 11 نوفمبر تشرين
الثاني قال الموقع انه كان في زيارة لمدة يوم واحد الى العاصمة
النمساوية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية رودولف جوليا ان ايرفنج اعتقل يوم
11 نوفمبر تشرين الثاني في اقليم ستيريا الجنوبي بموجب امر قبض صدر في
عام 1989.
وقال جوليا "انه محتجز في فيينا."
وردا على سؤال عن اسباب اعتقال ايرفنج قال ان الامر متعلق بانكاره
للمحرقة النازية.
ورفض المتحدث التعليق بشأن ما اذا كان سيتم توجيه الاتهام اليه
ومتى.
ووصفت محكمة عليا في بريطانيا ايرفنح في عام 2000 بانه "ناكر نشط
للمحرقة النازية ومعاد للسامية وعنصري" في معرض رفضها دعوى قذف اقامها
ضد استاذة جامعية امريكية وناشر مؤلفاتها.
وانكار المحرقة النازية جريمة في النمسا تتراوح عقوبتها بين السجن
عاما واحدا وعشرة اعوام.
وذكر موقع ايرفنج على الانترنت انه تلقى دعوة من طلبة لالقاء محاضرة
في اتحاد جامعي في فيينا. وقال في رسالة بتاريخ 11 نوفمبر تشرين الثاني
انه في زيارة ليوم واحد للعاصمة النمساوية.
غير ان المتحدث رفض الكشف عن تفاصيل القاء القبض على المؤرخ
البريطاني وموقع التحقيق الذي يجرى معه.
واوضحت الوكالة ان المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفينغ (67 عاما) ستوجه
له تهما عديدة ابرزها ما يتعلق بانتهاكه أحكام المادة الثالثة من قانون
العقوبات والتي تجرم كل من ينكر محرقة اليهود (هولوكست) التي جرت ابان
الحكم النازي في المانيا او النمسا او جمهورية التشيك مشيرة الى ان
عقوباتها قد تصل الى نحو 20 عاما.
وكان المؤرخ البريطاني ايريفينغ قد نفى بشكل مطلق ما نسب اليه من
انكار مذابح النازية الا ان تأليفه كتب ودراسات عدة حول حقبة ألمانيا
النازية من بينها على سبيل المثال لا الحصر كتاب (حرب هتلر) وكتاب
(جوبلز..العقل المدبر للرايخ الثالث) تثبت عليه التهمة المنسوبة اليه
اليوم. وكان ايرفينغ قد اكد في مؤلفاته انه من المستحيل ان يكون النظام
النازي قد قام بتصفية ملايين من الشعب اليهودي في ما عرف بغرف الغاز في
معسكر (أوشفيتز) للتعذيب وانه لم تكن للنظام النازي انذاك خطة متبعة
لتصفية اليهود والتخلص منهم مستندا على ذلك بوجود صداقة متينة بين زعيم
النازية هتلر واليهود لغاية عام 1943.
يذكر ان العديد من المفكرين والمثقفين وبينهم المفكر الفرنسي المسلم
رجا غارودي قد تعرضوا بدورهم لحملة عنيفة من المنظمات عندما انكروا
وقوع المحرقة واعتبروها مجرد صناعة يهودية لابتزاز العالم ونهب ثراوته. |