بخيوط الخريف اشد حروفي
مطرزة بما تتفتق لها بكارة الذهن
في عين سوسنة ترصد الأقمار
على سباق الصحاري
صهرت العمر كله
لابتسامات الأطيار
وهي تطوي الليالي بنخبة الأسرار
ورقة الأحلام
لا اكتفي بعبقريتها الموشاة
في عين طيف النهار
فبكل طماح الخلود انقش كفيها
إذا ارتج جنح الظلام
على قمة الذكريات الصغار
فتمد أغراسها بين حقول السمع
فتزهر مفكرة القائد المغوار
ما ابتز منها السارقون حديثها
غير فتك الخاطف البتار عند مخاض النار
مازلت أثقل بالخطى
وكم ارتد قصير الخطى في القرار
فحلبة الأشواق ناصعة المدى
وان ناوشتها المُدي
فأشواطها الحبلى عطايا الصباح
يثرثر بقافية الانبهار
وحذار أن يرجع الشوق تعبانا
وحذار يحلو ظمأ النعاس
على أغشية الزهر والنوّار
فسنابل القطف أجمل من توهج الضياء
وساكب البرّ يسكره البرُّ
على شراع السواري
خلِّ عنك هدير البحر
فإذن البحار مغرورة الأدوار
فعلى غرار النهم الشفاف
تحلق أغنية اللهو
وعلى غرار الربيع تدفق الأنهار
فكيف تدرأ معايير الأقدار
إذا تشبث الصهيل بالمضمار
فالنار كالثار يوقظها الغيض البغيض
وتمتار فيها أجمر الأشرار
وشواظ الحروف لا تقيدها قسوة الصخور الصم
واصطناع الأمجاد مع الأدوار
فمستأسدة الحرف
تمسح الترب وراء جناح الأيام
ورمل الكهوف مكفوفة لا تزهر معطر الأزهار
طرزي من معاني الحرف أنشودة الأحلام
ليستلذ السمار على لحون العذارى
فأوتار الصباح خاوية اللحن بانتظار
لصولة القيثار
فاطفوا اليأس عن عناقيد الكرم
لتستطيل أعواد الشعر
على أرصفة الهم
فجذرها المشدود للأرض
تعج بالإصرار
إن ليل الأوهام ولىّ من كل حقل
خلف أحجية الأنوار
ما دام عليها الطائر الصداح
يباشر أنشودة الإبكار
كل لون له عليه جناح لا يعبأ بالبريق الصخب
وان اختلطت القشور باللبابات
فانطلاق الأنوار لا يخنقها التيه
ولا تشاغله لحظة الإعصار
كف بكف يكون لنا القرار
وقرار الاختيار أنشودة الأحرار |