
قال ممثل للادعاء يوم الجمعة ان السويد تجري تحقيقا مع رجل عراقي
فيما يتعلق بجرائم اقترفت قبل ان تطيح قوات تقودها الولايات المتحدة
بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وامتنع ممثل الادعاء عن اعطاء اي تفاصيل عن الرجل قيد التحقيق لكن
صحيفة محلية نقلت عن محاميه قوله انه جندي سابق ينفي ارتكاب اي جرائم.
وقال ممثل الادعاء ماجنوس ايلفنج ومقره في بلدة لينكوبنج في جنوب
شرق البلاد انه يحقق مع العراقي للاشتباه في ضلوعه في جريمة قتل وتنفيذ
هجوم خطير.
وقال ايلفنج لرويترز "لقد عاش في العراق قبل تغيير النظام." ورفض
تحديد الاماكن التي ارتكبت فيها الجرائم او اعطاء اي تفاصيل عن هوية
الرجل.
وقال ان الادانة في مثل هذه الجرائم تتراوح عقوبتها بين السجن لمدة
عام والسجن مدى الحياة وفقا لخطورة الجريمة.
واضاف ان الشخص الذي يحكم عليه في السويد بامضاء عقوبة في السجن
يمكن ان يظل في السويد او يطلب نقله الى دولة اخرى.
وقال انه يمكن ايضا من الناحية النظرية ترحيل غير السويديين.
وذكرت صحيفة سمالاندبوستين الاقليمية على موقعها على الانترنت ان
الرجل الذي يعيش في بلدة فاكسجو بجنوب وسط البلاد وكان من افراد الجيش
العراقي في عهد صدام يسعى للجوء السياسي.
ونقلت الصحيفة عن محامي الرجل قوله ان موكله ينفي الاتهامات. ونقل
التقرير عن المحامي لارس المستورم قوله "انه (موكله) اتبع الاوامر
ويخشى من اجباره على العودة الى العراق لان حياته في خطر."
ولم يتسن على الفور الوصول الى المحامي للتعليق.
ويعيش في السويد 60 الف عراقي معظمهم من الاكراد.
وكانت الدنمرك المجاورة للسويد تحقق مع نزار الخزرجي القائد السابق
بالجيش العراقي للاشتباه في ضلوعه في هجمات باسلحة كيماوية على الاكراد
لكنه اختفى في عام 2003 عندما كان رهن الاقامة الجبرية.
من جهة اخرى تبدأ يوم الاثنين محاكمة رجل اعمال هولندي متهم
بالتواطؤ في ارتكاب جرائم حرب والابادة الجماعية لبيعه مواد كيماوية
للعراق وهو يعرف ان صدام حسين سوف يستخدمها لشن هجمات بالغازات السامة.
ويواجه فرانز فان انرات (63 عاما)اتهامات بتوريد الاف الاطنان من
عناصر لصناعة الغازات السامة والتي استخدمتها قوات صدام حسين في الحرب
ضد ايران فيما بين عامي 1980 و1988 وضد اكراد العراق بما في ذلك هجوم
على بلدة حلبجة في عام 1988 .
وابلغ فريد تيفين ممثل الادعاء جلسة استماع قبل بدء المحاكمة عقدت
في قاعة محكمة فرض عليها حراسة امنية مشددة في روتردام ان فان انرات
واصل توريد المواد الكيماوية بعد هجوم حلبجة الذي ادى الى قتل ما يقدر
بنحو خمسة الاف شخص قبل 17 عاما.
وقال الدفاع ان فان انرات لم يكن يعرف ان العراق ينوي فعل ذلك
بالمواد التي قام بتوريدها وانه توقف عن شحنها الى العراق بعد هجوم
حلبجة. ولا توجد ادلة مقنعة تربط بين المواد التي كان يوردها والاسلحة
الكيماوية التي استخدمها العراق.
وبدأت محاكمة صدام نفسه على ارتكاب جرائم حرب في بغداد في اكتوبر
تشرين الاول . ونفى صدام هذه الاتهامات.
ووصف مفتشو اسلحة تابعون للامم المتحدة فان انرات بأنه احد اهم
الوسطاء الذين زودوا العراق بعناصر كيماوية.
وتبدأ محاكمة فان انرات وهو اول هولندي يحاكم بتهم تتعلق بالابادة
الجماعية والتي تستمر ثلاثة اسابيع في الساعة 0830 بتوقيت جرينتش في
لاهاي وهو يواجه الحكم عليه بالسجن مدى الحياة في حالة ادانته.
وقد ادرجت مجزرة حلبجة التي اودت بحياة خمسة الاف شخص في يوم واحد
على رأس القضايا التي يتهم بها الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ويتهمه القضاء الهولندي بالتواطؤ في عدة هجمات اخرى استخدم فيها الغاز
في شمال العراق في قريتي غوكتابا وبيرجيني وكذلك في ايران في 1986
و1988 .
ويؤكد محضر الاتهام ان رجل الاعمال كان على رأس احدى عشرة شركة
تتمركز في دول عدة وكانت تؤمن مواد تستخدم في انتاج غاز الخردل وغازات
اخرى تؤثر على الجهاز العصبي. ولا ينكر فان انرات بيع هذه المنتجات
لكنه اكد انه لم يكن على علم باستخدامها.
وقال في برامج للتلفزيون الهولندي "انه ببساطة عمل صغير قمت به ولم
يكن في صلب اعمالي". واضاف "علمت بعد ذلك وتأخرت جدا في معرفتي بذلك".
وكان فان رات الذي استهدفه تحقيق اميركي اعتقل في 1989 في ايطاليا
لكنه فر الى العراق حيث بقي حتى غزو هذا البلد في آذار/مارس 2003 ولجأ
الى هولندا.
وتخلت الولايات المتحدة في 2000 عن طلب تسليمه بدون ان تذكر اي سبب.
اما السلطات الهولندية فلم يكن لديها سبب لاعتقاله الى ان اتهم
بالابادة. ويفترض ان تستمر المحاكمة ثلاثة اسابيع. |