المفاضلة بين .. شرعية صندوق الاقتراع ومؤتمر عمرو موسى !!

 محمد الوادي

لايمكن الاتفاق على اي تسمية لهذا التجمع العراقي الغريب في القاهرة , فهو ليس مؤتمر مصالحة لانه لايوجد اقتتال داخلي في البلد وهو ايضآ ليس مؤتمر وفاق وطني كما اطلق عليه, لانه صفة الوطنية تنتفي من الاساس عندما يكون موضوع النقاش الاساسي مايسمى بالمقاومة الوطنية او اعادة ضباط الجيش العراقي السابق , حيث يتطابق هنا مع القول الماثور " كل الطرق تؤدي الى روما" مع تغير بسيط كل الطرق تؤدي حقيقة الامر الى عودة البعث , فهذه المقاومة القذرة فقط خلال اربعة وعشرين ساعة من عمر هذا مايسمى المؤتمر ذبحت مائة وخمسين عراقي وجرحت اكثر من خمسمائة اخرين من خلال استهداف حسينيتين للشيعة

وسوق شعبي في منطقة شيعية وكانت الذروة في استهداف بيت فاتحة "سرداق " لاحد شيوخ العشائر الشيعية مما ادى الى استشهاد اكثر من خمسين مواطن بريء ,اذن هنا الرسالة الى الطرف الحكومي والسياسي في المؤتمر جدآ واضحة وحتى تعريف القذارة لم يعد يحتوي مثل هذه المقاومة المزعومة!!

اما البند الثاني في المؤتمر وعودة ضباط الجيش العراقي السابق وهذا الاصرار الكبير على ذلك , فهذه لاتحتاج الى ذكاء وفطنة كبيرة حتى يعرف المرء ان معنى ذلك تخفيف اللهجة والتلاعب بالكلمات , فيصبح بدلآ من عودة ازلام البعث الى السلطة تكون عودة الضباط السابقيين لتكون اقل وطئة على الراضخين !!

وبالتالي والاكيد سوف لم نسمع مثلآ عودة الفريق الركن فلان المحمداوي او اللواء الفلاني الفتلاوي او العميد الركن فلان المالكي او الفريق فلان من ال حجيم او من ال المنشد او من الشطرة والكحلاء وسوق الشيوخ او الرميثة لان مثل هذه الفئات المحرومة ليس عندها مثل هذه الرتب , بل سنسمع اسماء والقاب لحد هذه اللحظة المظلوميين من الشعب العراقي غير مستوعبين ولامصدقيين انهم ذهبوا بلا رجعة وان هذه المعادلة الطائفية التي تحكم به الاقلية الاكثرية انتهت دون رجعة فسنسمع مرة اخرى بالفريق واللواء والعميد الركن قائد الفيلق والفرقة واللواء ومدير الاستخبارت ومدير الصنف والصواريخ وامري كل الوحدات الدليمي والعاني والسامرائي والحديثي والفلوجي والتكريتي والمشهداني والجبوري وهذا الاخير يعني هنا فقط من السنة وليس من الشيعة , وسيرجع نفس هذا "الفلتر " البعثي الساقط الذي لايمكن ان يقبل طالب من اهل الجنوب والفرات الاوسط في كلية عسكرية او غيرها !!  

السوال الاهم الى المنتخبيين من قبل الشعب العراقي والذين جلسوا في قاعة المؤتمر لماذا ذهبتم الى هذا "الفخ" هل انتم بحاجة الى مباركة من عمرو موسى او حسني مبارك او سعود بن فيصل ؟ انتم وراءكم ويساندكم عشرة ملايين صوت ناخب خرجوا بدمائهم ليعطوكم الشرعية والدستورية التي يفتقدها كل الطرف الاخر , لذلك ترى شخص مثل حارث الضاري نزل من برجه " الكارتوني" الذي كان يدعية وذهب مهرولآ الى هذا المؤتمر لانه لايمكن ان يفوت مثل هذه الفرصة الذهبية التي تمنحه شرعية وتأهيل بدون ادني استحقاق لا انتخابي ولاغيره وهو الذي كان يدعي سابقا " ان الهيئة ليس طرف سياسي وانما طرف ديني توجيهي " وقف على المنصة يخطب ويتكلم سياسة ويشير الى اسماء اعضاء في الكونغرس الامريكي والى ارقام قرارات دولية معينة !! وبذات الوقت ابنه ضابط المخابرات السابق مثنى جالس  في وسط طاولة المؤتمر !! وهذا ايضا يفسر سفر صالح المطلك الى المؤتمر حتى دون توجيه الدعوة اليه من قبل الجامعة العربية لكنه حضر ولم يسمح له بالدخول ففقد كرامته وجلس امام عدسات المصوريين لينعت ممثلي الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي الشيعة  الموجوديين في القاعة " بالفرس "  وبشكل علني !! وفات عليه ان هولاء اولاد علي والحسين وجعفر الصادق "ع" أجمعيين التي تتشكل عروبة العراق بهم ومنهم وليس احفاد بسر بن ارطئة  الذي اشترى الحياة بكشف عورته امام الخلق!! ومعاوية  الطليق ابن الطلقاء ويزيد ولامخلفات الدولة العثمانية في العراق . ولاخدم ساجدة زوجة الصنم الساقط !!

لقد اشترى هولاء بكرامتهم  الذهاب الى القاهرة ووقفوا يصروخون الضمائر على سبعة مجرميين ارهابيين لم يثبت لحد الان انهم عذبوا!! وخافوا وتهربوا من صناديق الانتخابات وتناسوا هم ومن ساندهم من الاعلام العربي الطائفي جرائم اكثر من اربعة عقود من دماء وارواح ناس ابرياء استباحها القتلة لا لذنب سوى انهم ارادوا ان يتنفسوا برئة حرة وكريمة واليوم نفس هذه الوجوه الكالحة المجرمة تتبنى الزرقاوي "بن ارطئة" من الارهابيين للاستمرار بنفس الجرائم القذرة بحق الشعب العراقي , وكأنهم يجلسون معك على نفس الطاولة يصافحوك بيد وبالاخرى يمدون سلاحهم من تحت الطاولة  ليطلقوا عليك طلقة الرحمة , هذه الرحمة التي لاتعرف طريقها و لم تصل  ولا ذرة واحده منها الى قلوبهم السوداء , فهل تذكر ممثلي الشعب هناك كل هذا وغيره الكثير ام ان للكاميرات والاضواء والكواليس سحر وكلام اخر .

[email protected]

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء22/تشرين الثاني/2005 -  19/شوال/1426