الفيروس المسبب للايدز أكثر انتشارا في الهند مما يعتقد

قال المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز إن عدد الحالات الجديدة المصابة بفيروس اتش.اي.في المسبب للمرض في الهند التي تضم ثاني أكبر عدد من المصابين في العالم أكبر بكثير من البيانات الرسمية وان المرض في بعض المناطق مثير للانزعاج.

وأعلنت الهند التي يوجد بها 5.1 مليون مصاب بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) أو حامل للفيروس المسبب له وهي تحتل المرتبة الثانية بعد جنوب افريقيا في وقت سابق هذا العام ان الاصابات الجديدة انخفضت بشدة الى 28 ألفا عام 2004 بعد أن كانت 520 ألفا عام 2003 مما أثار شكوكا بين الجماعات التطوعية.

وقال بيتر بيوت مدير برنامج مكافحة الايدز لرويترز انه لا يعتقد أن الهند يمكن أن تكون قد شهدت مثل هذا الانخفاض.

وأضاف بيوت في مقابلة أجريت معه في وقت متأخر يوم السبت "وجود 28 ألف حالة فقط في الهند أمر مستحيل تماما."

وذكر أن بعض الاحياء في كل أنحاء البلاد التي تضم سكانا بالملايين تبلغ نسبة الاصابة فيها بين البالغين نحو أربعة في المئة أو أكثر وانخفاض بمعدل 400 في المئة عام 2004 سيكون "معجزة".

وقال بيوت في جواهاتي المدينة الرئيسية في شمال منطقة شرق الهند النائية خلال زيارة لحث سلطات المنطقة على بذل المزيد من الجهود لمكافحة الايدز "هناك عدد من الولايات يتسم فيه الابلاغ عن الحالات بالضعف."

ولم يذكر بيوت الرقم الحقيقي الذي يعتقده برنامج الامم المتحدة للحالات الجديدة عام 2004. وجاءت تصريحاته قبل الاعلان عن التقرير العالمي السنوي الذي تصدره الامم المتحدة عن الايدز في نيودلهي يوم الاثنين.

ومضى بيوت يقول إن اثنتين من أكبر ولايات الهند سكانا وهما اوتار براديش وبيهار واجمالي سكانهما 250 مليون نسمة تتسم فيه المراقبة بالتدني.

وأردف قائلا "لا نعلم بالضبط ما الذي يحدث هناك... لا اعتقد أن هناك مؤامرة لحجب المعلومات ولكنها (المراقبة) ليست منظمة بالقدر الكافي على أقل تقدير."

وتقول الهيئة الوطنية لمكافحة الايدز التي تديرها الحكومة الهندية ان 0.92 في المئة من البالغين في البلاد مصابون بفيروس اتش.اي.في وهناك ست ولايات وربما تكون هناك ولاية سابعة تبلغ فيها نسبة الاصابة واحد في المئة أو أكثر.

وقال بيوت ان صورة الايدز في الهند التي تضم 29 ولاية وأكثر من مليار نسمة معقدة بسبب انخفاض حالات الاصابة الجديدة في بعض الاماكن وارتفاعها في أماكن أخرى.

على سبيل المثال فان الاصابات الجديدة تنخفض في مناطق الحضر ولكنها ترتفع في المناطق الريفية بولاية تاميل نادو بجنوب البلاد.

ويقول خبراء ان مما يزيد من انتشار فيروس اتش.اي.في وجود ملايين النازحين من الذكور الذين يتوجهون للعمل في المدن. وبعضهم يصاب بالفيروس بعد معاشرتهم للعاهرات ثم ينقلونه الى زوجاتهم في المناطق الريفية.

وقال بيوت ان الحكومة الهندية والجماعات التطوعية في حاجة الى زيادة الجهود وتوسيع مشروعات مكافحة الايدز الصغيرة والتي تتمتع بادارة جيدة في الوقت ذاته.

وأضاف أن الكثير من المصابين بفيروس اتش.اي.في في شمال شرق الهند لم يدرجوا في برامج رصد المصابين بالفيروس على مستوى البلاد كما أنه ليس كل من لم يدرجوا في تلك البرامج يحصلون على الادوية المضادة للفيروس.

ومضى بيوت يقول "الفيروس ليس له أقدام.. الفيروس ينقله الناس. أشعر بخيبة أمل لان البرامج لا تصل الى عدد أكبر من الناس."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 21/تشرين الثاني/2005 -  18/شوال/1426