من فضائل الرزاق الكريم على العراقيين وهي عميمة وكثيرة أنه سبحانه
ملأ أرضهم المعطاء بالخيرات الوفيرة وقد تنوعت وتوزعت في عموم أرض
العراق حيث حقول النفط العملاقة وانتشار الزراعة في الأراضي والسهول
الواسعة ووفرة المياه ممثلة بنهري العراق الخالدين دجلة والفرات
وامتلاء الأرض بكنوز أخرى من المعادن كالفوسفات والكبريت وغيرهما ، بيد
أن المتتبع لحياة العراقيين يجد أنها تضج بالجوع والحرمان والقهر
والفقر الذي شمل أغلب العوائل العراقية وعندما نبحث عن الأسباب التي
أدت الى هذه النتيجة سنكتشف من دون عناء غياب العدالة في توزيع هذه
الثروات وفساد الحكومات التي تعاقبت على حكم العراقيين حيث بلغت ذروة
هذا الفساد في عهد النظام الدكتاتوري السابق.
وبعد أن انجلت الغمة وانتهى زمن الدكتاتورية فما الذي يتطلع إليه
العراقيون الآن إن هذا التساؤل يبدو ساذجا في شكله غير انه تساؤل جوهري
في حقيقته لأن العراقيين عاشوا عقودا مريرة من العذاب والفقر والمصادرة
لكل شيء برغم انهم أصحاب ثروات كبيرة جدا ، فمن يتمكن من إعادة المال
لأصحابه الحقوق لأهلها ومن يستخدم قوة العدالة وميزان المساواة لكي
يحقق للعراقيين ما يستحقونه من حياة مشرفة خالية من الحرمان والعوز؟
وبنظرة نافذة لجوهر البرنامج السياسي لقائمة الإئتلاف الإسلامي
المرقمة 549 فإننا سنتعرف على بنود وأهداف سياسية واقتصادية قابلة
للتحقيق لوضوحها وامكانية تحقيقها بالتعاون مع شرائح الشعب كافة لأن
هذه المبادئ والأهداف السياسية مأخوذة من صميم مبادئ ديننا الحنيف
وسيرة وأحاديث نبينا الأعظم ص وأئمتنا الأطهار (ع) ومراجعنا العظام
أثابهم الله جميعا ، فعندما تتوفر العدالة والمساواة تتوفر الناس على
الكثير من فرص العيش الكريم.
ولقد تبنت هذه القائمة سياسة اصلاح شاملة لكل المؤسسات والدوائر
والبنى التي تسهم في دفع الحياة العراقية الى مستوى أرقى بعد أن يتحقق
للمواطن دخلا كافيا قائما على المساواة وعدالة الإستحقاق بما في ذلك
معيار الكفاءة كما ان العدالة ستعم جوانب الحياة العراقية الأشمل إذا
تسنى للإئتلاف الإسلامي تطبيق برنامجه بإذن الله وبهذه الطريقة العملية
الناجحة سوف يشعر العراقيون بمدى الإصلاحات التي شملت حياتهم إذ يقول
الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) حول العدالة والمساواة
إن: (عدم العدالة في موردها وعدم المساواة في موردها من أشد أنواع
الظلم) ويضيف سماحته: (يلزم المساواة في القضايا العامة كالقضاء
والديات وإيجاد فرص العمل والثقافة والصحة وما الى ذلك).
وقد استرشدت قائمة الإئتلاف الإسلامي بهذه الأفكار النيرة لمراجعنا
العظام وكلها ثقة بأن الناخب العراقي يمتلك قدرة كبيرة على الاختيار
الصحيح لمن يمثله في مجلس النواب وفي الحكومة العراقية المقبلة. |