قمة المعلومات تدعو الى تضامن عالمي لتوفير المعلومات.. قمة المواطن قمة موازية

اعلن ممثلو منظمات حقوقية دولية وتونسية يوم الاربعاء اصرارهم على عقد قمة موزاية لقمة المعلومات التي بدأت يوم الاربعاء في تونس رغم عدم حصولها على ترخيص بعقد هذه القمة التي اطلق عليها اسم (قمة المواطن).

وقال ممثلو منظمات دولية في اجتماع عقدوه في مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بتونس بحضور عدد من ناشطي حقوق الانسان ابرزهم المبعوث الخاص للامم المتحدة لحقوق الانسان لي جابو والناشطة الايرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام ان هذا الاجتماع هو قمة موازية في حد ذاته.

ورغم حظر اي قمة موازية لقمة مجتمع المعلومات حسب الاتفاق الحاصل بين تونس والامم المتحدة فان سيديكي كابا من الاتحاد الدولي لمنظمات حقوق الانسان قال ان "تجمع كل هذا العدد من المنظمات الدولية وناشطي حقوق الانسان هو قمة موازية بالفعل باتفاق جميع المنظمات".

وشارك في هذا الاجتماع الذي حضره عشرات الاشخاص عدة منظمات دولية ابرزها منظمة العفو الدولية والفيدرالية الدولية لحقوق الانسان وشبكة ايفيكس التي تضم 14 منظمة تدافع عن حرية التعبير وناشطين من فرنسا وموريتانيا وسويسرا.

ولم تتدخل السلطات التونسية لمنع هذا الاجتماع رغم عدم حصوله على ترخيص.

وكان الحبيب بن عمار رئيس لجنة تنظيم قمة تونس قد اعلن عقد قمة واحدة في البلاد وهي تتسع للجميع من مختلف الاتجاهات وان مكان ناشطي حقوق الانسان سيكون داخل اروقة القمة وليس في الشوارع كما جرت العادة في باقي القمم العالمية.

غير ان مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان قال "نحن اردناها قمة موازية خارج الاطار الحكومي مثلما يحصل في اي بلد اخر وهي ليست قمة مضادة في كل الحالات".

وابلغت شيرين عبادي التي تمثل المنظمات المدنية في قمة المعلومات الحاضرين في هذا الاجتماع اقتراح بزيارة المضربين عن الطعام ومساندتهم صباح الخميس قبل ان تقاطع بالتصفيق وترديد شعار " بالروح بالدم نفديك يا حرية".

واضافت عبادي "هم خاطروا بحياتهم لنتحدث نحن بحرية هنا ولتكريم هؤلاء اقترح عليكم جميعا القيام بزيارة مساندة وتضامن صباح الغد".

وتتهم تونس المضربين عن الطعام المطالبين بمزيد من الحريات بالسعي للتشويش على هذا الحدث وخطف الاضواء في قمة يستضيفها بلد عربي وافريقي لاول مرة بمشاركة نحو 173 دولة من مختلف القارات.

هذا و يطمح المشاركون فى القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي افتتحت الاربعاء فى العاصمة التونسية الى ارساء اسس تضامن رقمي بين البلدان الفقيرة والغنية.

واعطى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اشارة انطلاق اعمال القمة فى قصر المعارض فى الكرم بالضاحية الشمالية للعاصمة بحضور ممثلي 170 دولة ومن المجتمع المدني والمنظمات الدولية والقطاع الخاص.

وذكر بن علي بان تونس هي التي بادرت بالدعوة لعقد هذا اللقاء عام 1998 معربا عن امله في ان "تكون القمة فرصة لتحقيق الرهانات التى يتطلب كسبها التفكير فى احداث اليات تضمن للجميع الاستفادة من التطورات التكنولوجية".

واكد بن علي "ان تحقيق ذلك يستدعي منا السعي الى مقاربة جديدة للتعاون الدولي ترتكز الى مبادىء التضامن والشراكة والتكامل".

ووجهت منظمات مدافعة عن حرية الرأي انتقادات لعقد القمة فى تونس. ودانت هذه المنظمات تدهور الاجواء العامة للحريات فى تونس وخاصة حرية التعبير واستعمال شبكة الانترنت.

واستنكرت المحامية الايرانية شيرين عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام فى اليوم الاول من اعمال القمة باسم المجتمع المدني "قمع مستخدمي الانترنت من المعارضة" وطالبت الامم المتحدة بانشاء لجنة مهمتها النضال ضد الرقابة التى تتعرض لها المواقع على الشبكة.

وتشكل القمة العالمية لمجتمع المعلومات المحاطة بتدابير امنية مشددة اكبر تظاهرة تنظمها الامم المتحدة مع 23 الف مشارك سجلوا اسماءهم كما قال الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات يوشيو اوتسومي.

من ناحيته اعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان "مجتمع المعلومات غير ممكن من دون حرية". واضاف ان "الحرية هي التى تسمح لسكان كل الدول بالاستفادة من المعلومات وللصحافيين القيام بعملهم وللمواطنين بمحاسبة حكوماتهم".

ودعا انان المجتمع الدولي الى التحرك لوضع التكنولوجيا الحديثة في متناول الدول الفقيرة حيث لا يتمكن "عدد كبير جدا من الاشخاص من الاستفادة منها".

وكان انان وراء فكرة وصل كل قرى العالم بالانترنت سنة 2015.

وقال انان ان "العقبات سياسية اكثر منها مالية. من الممكن تخفيض كلفة توصيل الكمبيوترات والهواتف المحمولة" بشبكة المعلومات.

ومن اصل ستة مليارات نسمة هم عدد سكان العالم وحدهم مليار شخص يحصلون على خدمة الانترنت على ما يفيد منظمو القمة.

في هذا الوقت وجه الرئيس السويسري صمويل شميت دعوة مباشرة الى تونس لكي تحترم حرية التعبير.

ووجهت سبع شخصيات معارضة ومن المجتمع المدني رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وبدأت هذه الشخصيات قبل اكثر من شهر اضرابا مفتوحا عن الطعام مطالبة بمزيد من الحريات.

من جهته اشار الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات الى ان "ربط 800 الف قرية لا تزال منقطعة عن الشبكة يكلف مليار دولار بحلول سنة 2015. ويمثل هذا المبلغ 1 بالمئة من مجموع الاستثمارات السنوية الدولية فى الهاتف الجوال".

واضاف يوشيو متحدثا الى الصحافيين "بامكاننا توفير هذا المبلغ".

وتعترض البلدان الغنية على مبدأ المساهمة الالزامية لتطوير الانترنت فى بلدان الجنوب.

وطالب الرئيسان السنغالي عبدالله واد والنيجيرى اولوسيغان اوباسنجو بدعم صندوق التضامن الرقمي" الذي جمع فقط 5,5 ملايين يورو.

وحضر عدد كبير من القادة العرب والافارقة القمة التي تغيب عنها القادة الغربيون.

ومن المواضيع الشائكة التى تناقشها القمة "مستقبل التحكم فى الانترنت" الذى ترفض الولايات المتحدة الاميركية رفع يدها عنه و"تدويله".

وتوصل المشاركون فى ساعة متاخرة من ليلة الثلاثاء الى اتفاق على تعديل تدريجي للانترنت مما حال دون حصول قطيعة بين الولايات المتحدة الرافضة لاي رقابة دولية وبقية العالم.

واشاد وزير الصناعة الفرنسي فرنسوا لوس بهذه الخطوة التى شبهها "بخارطة الطريق " لكنه راى فيه "خطوة منقوصة"

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 19/تشرين الثاني/2005 -  16/شوال/1426