
جاء في تقرير مؤسسة التعليم الدولي الخاص بالتقلبات الأكاديمية
الدولية للعام 2005 أن عدد الطلبة الأجانب الملتحقين بالمؤسسات
الأميركية لتحصيل التعليم العالي ظل ثابتاً ولم يتغير تقريباً في السنة
الدراسية 2004-2005 إذ كان 565 ألفاً و39 طالبا، أي أقل بـ1,3 بالمئة
عما كان عليه في السنة الدراسية السابقة.
وقالت دينا حبيب باول، مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون التعليمية
والثقافية، بمناسبة صدور دراسة المؤسسة التي حملت عنوان "أبواب مفتوحة
2005" في 14 تشرين الثاني/نوفمبر: "إن الولايات المتحدة لا تزال أفضل
مكان في العالم لمواصلة تحصيل التعليم العالي، ونحن نواصل التأكيد
للطلبة الأجانب بأنهم موضع ترحيب في الولايات المتحدة."
هذا ويمول مكتب الشؤون الثقافية والتعليمية دراسة "أبواب مفتوحة"
السنوية، التي ترتكز إلى مسح لأكثر من 2700 مؤسسة تعليمية أميركية
معتَمدة. ومؤسسة التعليم الدولي هي مؤسسة تعليم وتبادل ثقافي غير ربحية
تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها. وقد تزامن الكشف عن نتائج الدراسة مع
بدء إحياء نشاطات "أسبوع التعليم الدولي" في جميع أنحاء الولايات
المتحدة، وهي نشاطات تشترك في رعايتها وزارة الخارجية مع وزارة التعليم
الأميركية.
وقال رئيس مؤسسة التعليم الدولي، ألان غودمان، في مؤتمر صحفي عقده
في نادي الصحافة القومي بمناسبة صدور الدراسة إن "النبأ المهم هذا
العام هو أنه لدى مقارنة المرء ما كان عليه الوضع قبل 11/9 بما هو عليه
الوضع الآن، يجد أن هناك عدداً أكبر من الطلبة الأجانب، عدداً أكبر
بشكل لا يستهان به من الطلبة والبحاثة الأجانب في الولايات المتحدة."
فقد كان عدد الطلبة الأجانب الملتحقين بمؤسسات التعليم الأميركية 547
ألفاً و867 طالباً في السنة الدراسية 2000-2001، وكان عددهم أقل من ذلك
في السنوات السابقة، مقارنة بـ565 ألفاً و39 طالباً في السنة الدراسية
2004-2005.
وقال ميلر كراوتش، نائب مساعدة وزيرة الخارجية الرئيسي في مكتب
الشؤون التعليمية والثقافية: "إننا لا نزال المقصد الأول بالنسبة
للطلاب الأجانب." وأضاف أن تقرير العام 2005 يشكل سادس عام على التوالي
تستضيف فيه الولايات المتحدة أكثر من نصف مليون طالب أجنبي.
واعتبرت مؤسسة التعليم الدولي أن انخفاض عدد الطلبة الأجانب الذين
يدرسون في معاهد التعليم العالي في الولايات المتحدة في 2004-2005
بنسبة 1,3 بالمئة فقط يشير إلى "توقف الزيادة المطردة في تقلص" عدد
الطلبة الملتحقين بها، مقارنة بنسبة التقلص التي بلغت 2,4 في السنة
الدراسية 2004. وقد بلّغت بعض المؤسسات التعليمية عن وجود ارتفاع لا
يستهان به في عدد الطلبة الأجانب المسجلين لديها في حين بلغت مؤسسات
أخرى عن انخفاض عددهم.
وقال غودمان: "إن السعي بقوة لاستقطاب طلبة جدد، بالإضافة إلى
معاملات تأشيرات دخول للطلبة أكثر فعالية وشفافية، قد بدأ في كبح تيار
التقلص في عدد الطلبة الأجانب الذين يلتحقون (بمؤسسات التعليم
الأميركية). وعلينا أن نواصل بذل هذه الجهود المنسقة لننشر نبأ كون
أبوابنا مفتوحة للطلبة الأجانب، كي نجتذب أفضل وأذكى الطلبة من جميع
أنحاء العالم."
وبالإضافة إلى الطلبة، كان هناك 89 ألفاً و634 عالماً دولياً
(أساتذة وبحاثة) في الولايات المتحدة في السنة الدراسية 2004-2005، أي
بزيادة بلغت 8,1 بالمئة مقارنة بعددهم في السنة الدراسية 2003-2004.
كما قال كراوتش إنه تبين أنه كانت هناك زيادة بلغت 11,3 بالمئة في عدد
الطلاب الأجانب المسجّلين في الكليات الأهلية الأميركية للسنة الدراسية
2004-2005، مما يوضح تنوع الفرص الدراسية في الولايات المتحدة ويمثل
سوقاً متطورة.
واحتلت الهند، للسنة الرابعة على التوالي، المرتبة الأولى بين الدول
من حيث عدد الطلبة الدوليين الذين يواصلون دراساتهم العليا منها في
الولايات المتحدة (80 ألفاً و466 طالباً، أي بزيادة قدرها 1 بالمئة)،
وتلتها الصين (62 ألفاً و523 طالباً، بزيادة قدرها 1 بالمئة)، ثم كوريا
الجنوبية (53 ألفاً و358 طالباً، بزيادة قدرها 2 بالمئة)، ثم اليابان
(42 ألفاً و215 طالباً، أي بزيادة قدرها 3 بالمئة)، فكندا (28 ألفاً
و140 طالباً، بزيادة بلغت 4 بالمئة).
وفي حين يوجد انطباع لدى البعض بأن الولايات المتحدة تقوم بإغلاق
حدودها في وجه الطلبة الأجانب، أشارت الدراسة إلى وجود زيادة كبيرة في
عدد الطلبة الأتراك (12 ألفاً و474 طالباً، أي بزيادة قدرها 9,4
بالمئة) والكنديين (بزيادة قدرها 4 بالمئة) والنيجيريين (6335 ألفاً،
بزيادة قدرها 3,2 بالمئة) واليابانيين (بزيادة قدرها 3,4 بالمئة) الذين
يواصلون دراستهم في الولايات المتحدة. وفي حين أن مجمل عدد الطلبة من
منطقة الشرق الأوسط (31 ألفاً و248 طالباً، أي أنه انخفض بنسبة 2
بالمئة) تقلص عما كان عليه، إلا أن الانخفاض لم يكن بمستوى التقلص
بنسبة تسعة بالمئة التي أوردها تقرير العام 2004.
وقالت مؤسسة التعليم الدولي إن التقلص الإجمالي البسيط في عدد
الطلبة الأجانب المسجلين في الكليات والجامعات الأميركية يعود إلى عدة
أسباب، بينها الصعوبات الحقيقية والمتصورة في الحصول على تأشيرات دخول
للطلبة (وخاصة لمن يتخصصون في الحقول العلمية والتقنية)، وارتفاع قيمة
رسوم التعليم في الولايات المتحدة، واستقطاب الدول الأخرى التي تتحدث
الإنجليزية للطلبة، والانطباعات الخاطئة الموجودة في الخارج من أنه من
الصعب على الطلبة الأجانب الدخول إلى الولايات المتحدة للدراسة.
وجاء في دراسة مسحية منفصلة على الإنترنت، قامت بها مؤسسة التعليم
الدولي وعدة جمعيات أخرى متخصصة بالتعليم العالي واستُطلعت فيها آراء
كليات وجامعات بشأن عدد الطلبة الأجانب الذين التحقوا بها في خريف عام
2005 أن 40 بالمئة من معاهد التعليم التي شاركت في الاستفتاء أبلغت عن
وجود زيادة في عدد طلابها الأجانب مقارنة بخريف عام 2004، في حين أبلغ
26 بالمئة منها عن تقلص في عدد الطلبة الأجانب الذين التحقوا بها وقال
34 بالمئة إنه لم يحدث أي تغير فيها.
وقد علق غودمان على ذلك بالقول إنه "من المشجع أن يرى المرء زيادة
واضحة هذا الخريف في عدد الطلبة الأجانب الجدد في الحرم الجامعية
الأميركية، كما يظهر من هذا الرد المبكر."
وفي دراسة منفصلة، ذكر مجلس مؤسسات التعليم العالي في 7 تشرين
الثاني/نوفمبر أن تسجيل طلبة أجانب جدد في مؤسسات التعليم العالي
الأميركية للدراسة فوق مستوى البكالوريوس ارتفع في عام 2005 بنسبة واحد
بالمئة مقارنة بما كان عليه في عام 2004، وأن هذا الارتفاع يأتي بعد
تقلص خلال ثلاثة أعوام متتالية. ونوه المجلس بإجراءات القبول المحسنة
وبمعاملات تأشيرات الدخول المبسطة والمحسنة بوصفها "تؤتي نتائج" لعكس
الاتجاه الذي كان سائداً في الأعوام السابقة.
* عدد قياسي من الطلبة الأميركيين يحصل التعليم في الخارج
وإضافة إلى ذلك، جاء في دراسة مؤسسة التعليم الدولي "أبواب مفتوحة
2005" أيضاً أن عدداً قياسياً من الطلبة الأميركيين تلقى تعليمه في دول
أخرى خلال السنة الدراسية 2003-2004.
فقد توصلت الدراسة إلى أن حوالى 191 ألفاً و321 طالباً جامعياً
أميركياً حصلوا في العام 2003-2004 على قبول رسمي للساعات المعتمدة
التي درسوها في دول أخرى، ويشكل هذا الرقم زيادة تبلغ 9,6 بالمئة
مقارنة بعددهم في السنة الدراسية 2002-2003. أما الدول التي يقصدها
الطلبة الأميركيون أكثر من غيرها فهي المملكة المتحدة (32 ألفاً و237
طالباً، أي بزيادة قدرها 1,7 بالمئة) وإيطاليا (21 ألفاً و922 طالباً،
بزيادة قدرها 15 بالمئة) وإسبانيا (20 ألفاً و80 طالباً، بزيادة قدرها
6,4 بالمئة). كما توصلت الدراسة إلى أن هناك زيادات كبيرة في عدد
الطلبة الأميركيين الذين يدرسون في الصين (4737 طالباً) والهند (1757
طالباً).
وقالت مساعدة الوزيرة باول في بيان صحفي حول التقرير: "يسعدني أن
الطلبة الأميركيين يدرسون في الخارج، مما يشكل مؤشراً على اهتمامهم
الشديد بتعلم المزيد عن الشعوب والدول خارج حدودنا."
وقد وجد التقرير أن الطلبة الأميركيين يميلون إلى الدراسة في الخارج
بأعداد أكبر من الماضي ولكن لفترات أقصر، مع استمرار تقلص شعبية برامج
الفصل الدراسي الكامل أو السنة الدراسية الكاملة. وتوصل التقرير إلى أن
غالبية الطلبة الأميركيين الذين درسوا في الخارج، 56 بالمئة منهم،
درسوا هناك خلال الصيف أو في شهر كانون الثاني/يناير، والتحقوا بغير
ذلك من البرامج التي تقل مدتها عن فصل دراسي كامل. |