الاسلاميون زادوا تمثيلهم في البرلمان المصري لاكثر من الضعف

قالت جماعة الاخوان المسلمين يوم الاربعاء انها حصلت على 33 مقعدا في المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية المصرية مما رفع تمثيلها إلى أكثر من الضعف بينما لا يزال التنافس قائما على ثلثي المقاعد.

وأبلغ محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة لرويترز ان مرشحي الاخوان حصلوا على 29 مقعدا يوم الثلاثاء في انتخابات الاعادة فازوا بأغلبها على مرشحي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

وفاز الاخوان بأربعة مقاعد في الجولة الاولى من الانتخابات الاسبوع الماضي. وحصل الحزب الوطني على 26 مقعدا الاسبوع الماضي وعلى 12 مقعدا يوم الثلاثاء حسب النتائج الجزئية التي اوردتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الحكومية.

وليس من المتوقع ان تنهي الانتخابات البرلمانية على 444 مقعدا بالانتخاب هيمنة الحزب الحاكم لكن المكاسب التي حققها الاخوان تلقي الضوء على وضع الجماعة باعتبارها أقوى تيار معارض للحزب الحاكم.

والجماعة محظورة رسميا لكنها شهدت تسامحا غير معتاد على الاطلاق من جانب السلطات في الشهر الماضي اثناء حملتها الانتخابية الصريحة. وخاض مرشحوها الانتخابات باعتبارهم مستقلين للتحايل على الحظر.

وكانت الجماعة تسيطر على 15 مقعدا في البرلمان السابق الذي انتخب عام 2000.

وقال محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الاخوان لرويترز ان الجماعة شغلت في جولة الاعادة من المرحلة الاولى 30 مقعدا. وكان قد قال في وقت سابق ان عدد المقاعد التي فازت بها الجماعة في تلك الجولة 29 مقعدا من بين 133 مقعدا دارت عليها المنافسة. ونافست الجماعة في جولة الاعادة على 42 مقعدا.

وفي الجولة الاولى من المرحلة الاولى فازت الجماعة بأربعة مقاعد من بين 164 مقعدا دارت عليها المنافسة.

وقال حبيب ان النتيجة "تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الشعب المصري يقف خلف الاخوان ويتعاطف معهم وأن الاخوان يمثلون بالفعل أقوى فصيل سياسي ومجتمعي في مصر."

وشغل الحزب الوطني الديمقراطي 26 مقعدا في الجولة الاولى من المرحلة الاولى. وقالت صحيفة الاهرام المسائي يوم الاربعاء ان الحزب الحاكم حصل في جولة الاعادة على 39 مقعدا.

وقالت الصحيفة ان ستة فقط فازوا من مرشحي ائتلاف انتخابي تشكل باسم الجبهة الوطنية للتغيير السياسي والدستوري.

وفاز العضو القيادي في حزب الاحرار طلعت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات بمقعد في دائرة تلا بمحافظة المنوفية وفاز شقيقه محمد بمقعد في نفس الدائرة.

ووفق النتائج غير الرسمية فاز رجب هلال حميدة وهو مرشح عن فصيل منشق على حزب الغد. وكان زعيم الحزب أيمن نور قد فقد في الجولة الاولى المقعد الذي شغله عن دائرة باب الشعرية في وسط القاهرة لمدة عشر سنوات.

وجماعة الاخوان المسلمين محظورة منذ عام 1954 لكن الحكومة تتساهل معها وبلغ التساهل الحكومي مع الجماعة مدى غير مسبوق في الاسابيع الماضية التي شهدت حملة انتخابية اخوانية قوية وعلنية.

ويخوض مرشحو الجماعة الانتخابات كمستقلين تفاديا للحظر الرسمي.

وتخوض الجماعة الانتخابات تحت شعار "الاسلام هو الحل" مطالبة بسن القوانين على أساس الشريعة الاسلامية. وتدعو الجماعة الى المزيد من الحريات السياسية في مصر التي يحكمها الرئيس حسني مبارك منذ عام 1981.

وشغل الاخوان 17 مقعدا في انتخابات عام 2000 على الرغم من اعتقال أعداد من أعضاء الجماعة ومنع ألوف من ناخبيها من الوصول الى مراكز الاقتراع. وفيما بعد وافق مجلس الشعب على فصل اثنين من أعضائه الاخوان.

ولم تتمكن الجماعة من تقديم مرشح لاول انتخابات رئاسة تعددية أجريت في سبتمبر أيلول الماضي لان تعديلا دستوريا سمح باجرائها اشترط حصول المستقل الراغب في الترشح على تأييد 250 من أعضاء المجالس المنتخبة التي يهيمن عليها الحزب الوطني.

وحقق مبارك (77 عاما) فوزا سهلا متوقعا في انتخابات الرئاسة.

وقالت منظمات حقوقية أتيح لها لاول مرة متابعة الاقتراع من خارج وداخل اللجان ان عمليات ترهيب واسعة النطاق وشراء أصوات واقتراع غير مشروع وقعت في لجان انتخاب في المحافظات التي جرت فيها الاعادة.

ووقع حادث اطلاق نار يوم الثلاثاء بين أنصار اثنين من المرشحين في احدى دوائر القاهرة أصيبت فيه امرأة كما وقعت مناوشات بين مؤيدي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ومؤيدي مرشحي الاخوان المسلمين.

وأشعل مؤيدو مرشح مستقل النار في مقر للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في حي امبابة بغرب القاهرة احتجاجا على اعلان فوز مرشح الحزب الحاكم على مرشحهم.

وضرب أنصار للحزب الوطني مؤيدين للاخوان بالعصي في مدينة بني سويف جنوبي القاهرة.

لكن العنف في انتخابات هذا العام أقل حتى الان من عام 2000 التي قتل في انتخاباتها عشرة أشخاص.

وخاض الاخوان الانتخابات تحت شعار وحيد هو "الاسلام هو الحل" وقدموا انفسهم من خلاله للناخبين باعتبارهم بديلا "نظيفا واخلاقيا" للنظام الحالي المتهم بالفساد.

وتدعو جماعة الاخوان التي اسسها حسن البنا عام 1928 والتي لا تتمتع بوضع قانوني الى تطبيق الشريعة الاسلامية واقامة دولة الاسلامية.

وحصلت المعارضة على ستة مقاعد على الاقل وفقا للنتائج الاولية التي اعلنت حتى الان من بينها مقعدان لحزب الوفد الليبرالي واثنان لحزب التجمع اليساري ومقعد واحد لحزب الكرامة (ناصري- تحت التاسيس) ومقعد لحركة التحول الديموقراطي التي يتراسها رئيس الوزراء السابق عزيز صدقي.

وكان من ابرز مفاجآت جولة الاعادة الثلاثاء سقوط القيادي في الحزب الوطني حسام بدراوي وهو عضو بلجنة السياسات ومن اقرب المقربين الى جمال مبارك نجل الرئيس المصري.

وكان بدراوي يخوض جولة الاعادة في مواجهة عضو بالحزب الوطني لم يدرج على قائمة مرشحيه الرسمية وهو هشام مصطفى خليل نجل رئيس الوزراء المصري الاسبق مصطفى خليل.

ولم يعلن الحزب الوطني عدد الذين فازوا بمقاعد من المرشحين على قائمته الرسمية ولكن حسب النتائج الاولية فان غالبية الذين فازوا في انتخابات الاعادة من "المنشقين عن الحزب" اي الذين لم يدرجوا على قائمة مرشحيه الرسمية.

ويتوقع ان يعلن الحزب الوطني عودة هؤلاء "المنشقين" الى صفوفه كما حدث في الانتخابات السابقة عام 2000.

وتجري الانتخابات التشريعية المصرية على ثلاث مراحل.

وتبدا المرحلة الثانية في 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري وتجري جولة الاعادة لها بعد ستة ايام ثم تجرى الجولة الثالثة في الاول من كانون الاول/ديسمبر وتجري جولة الاعادة لها في السابع من الشهر نفسه.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 17/تشرين الثاني/2005 -  14/شوال/1426