الإسلام والديمقراطية يلتقيان في الدستوران الأفغاني والعراقي

قال رئيسا افغانستان والعراق في مؤتمر بشأن الاسلام والتعددية يوم الثلاثاء إن الدستور الجديد في كل من البلدين يثبت ان الديمقراطية والحقوق المدنية ومساواة المرأة تتفق مع القرآن.

وكان الرئيسان حامد كرزاي وجلال الطالباني بين عدة زعماء مسلمين حثوا الغربيين خلال الاجتماع على أن يكفوا عن الربط بين الدين الاسلامي والعنف لمجرد ان أقلية ضئيلة اساءت استخدام اسم الاسلام في تبرير الارهاب.

ونظمت النمسا وهي أكثر الدول في الاتحاد الاوروبي تشككا في امكانية انضمام تركيا الى عضوية الاتحاد المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام قبل بدء رئاستها للاتحاد الاوروبي في يناير كانون الثاني.

وقال كرزاي "في افغانستان اليوم لدينا دستور تقدمي يستند الى الاسلام... يضمن الحقوق الاساسية والمتساوية للرجال والنساء."

وقال ان هذا ينعكس في حقيقة ان المرشحات من السيدات فزن بأكثر من النسبة المخصصة لهن وهي 25 في المئة من المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 18 سبتمبر ايلول.

وقال "افغانستان بلد فقير وشديد التدين لكن فقرنا وتديننا لا يمثلان عقبة امام التقدم او التعددية."

ووصف الطالباني الدستور الجديد في العراق بأنه ضمان للحريات المدنية استنادا الى الاسلام مضيفا "لا يمكن ان تكون لدينا قوانين لا تتفق مع تعاليم الاسلام والديمقراطية."

لكنه اضاف ان العنف الذي يجتاح البلاد يغطي على كل ما عداه.

وقال "شعوبنا تواجه ارهابا متوحشا يرتكبه تنظيم القاعدة وحرب ابادة ضد الشيعة."

واضاف "وهم يصفون الاكراد ايضا بانهم خونة وهم مصممون على قتل كل من يسير في طريقنا الديمقراطي."

وتم اعداد الدستور الافغاني والدستور العراقي بمساعدة خبراء قانونيين دوليين بعد ان اطاح غزو قادته الولايات المتحدة للعراق بالنظامين الدكتاتوريين في كل من البلدين.

وأكد دانييل فرايد مساعد وزير الخارجية الامريكي وجهة النظر الامريكية بأنه لا تعارض بين الاسلام والديمقراطية .

وقال "يوجد البعض في اوروبا والبعض في بلدي مازالوا يرددون هذا الزعم. كما يوجد بعض التعصب السياسي في العالم الاسلامي الذين يزعمون ان الديمقراطية غريبة على الاسلام." واضاف انه لا يستطيع ان يفهم هذا الامر.

وقال "تاريخ الاعوام العشرين الماضية يبين انه لا توجد حتمية ثقافية وان الديمقراطية تنتمي لكل الحضارات وكل الشعوب. من بولندا الى الفلبين الى البرتغال واسرائيل والعراق وافغانستان وفي يوم من الايام ايران وما وراءها ستصبح للديمقراطية جذور تتعمق."

وبينما لا ترى شيرين عبادي الايرانية الفائزة بجائزة نوبل للسلام تناقضا بين الاسلام وحقوق الانسان فقد قالت ان العديد من الدول الاسلامية تحرم مواطنيها من هذه الحقوق.

وقالت في جلسة افتتاح المؤتمر مساء يوم الاثنين "حقوق المرأة مشكلة شائعة في كل الدول الاسلامية."

واضافت "في القرن الواحد والعشرين مازالت توجد بعض الدول التي تقول ان حياة المرأة تساوي نصف حياة الرجل."

وقال "اليوم تتخفى حكومات عديدة وراء ستار الاسلام لتبرر الطغيان بتقديم تفسير زائف ومشوه للاسلام."

وانتقد الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي بأدب منظمي المؤتمر الذي يحمل اسم "الاسلام في عالم تعددي" لتركيزه فقط على الكيفية التي تكيف بها الاسلام مع الازمنة المتغيرة.

وقال "العديد من المسيحيين لديهم اسلوب راديكالي (سلبي) للتعددية تماما مثلما يفعل بعض المسلمين .. وكلاهما مخطيء."

واكد كرزاي ان العالم الاسلامي يشكل مجموعة تضم مليار شخص بدون تمييز بين العرق او الطبقة الاجتماعية معربا عن امله "في وجود احترام اكبر للفوارق".

واكد كرزاي الذي حارب نظام طالبان الاصولي ان الدستور الافغاني الحالي "الذي يرتكز بشكل كامل على الاسلام يعترف في الوقت نفسه بمساواة الحقوق بين الجميع والتعددية".

واستهجن "ادخال التطرف" على المجتمع الافغاني الذي سببه الاحتلال السوفياتي لكن ايضا تشجيع المجاهدين "المتعصبين" - من قبل الاميركيين والسعوديين بدون تسميتهم.

واخيرا عبر عن امله في ان تحترم البرامج المتلفزة التي يشاهدها الجميع "الفوارق في الثقافة وفي طريقة الحياة".

من جهته وجه طالباني نداء لمكافحة الارهاب الذي يبث "الرعب" عبر تاليب السنة ضد الشيعة والاكراد. وقال الرئيس العراقي ان "الاسلام دين محبة وسلام افسدته مجموعات صغيرة".

واشاد بالدستور العراقي الجديد الذي تمت المصادقة عليه عبر استفتاء والذي "يعترف بالمساواة بين الرجل والمرأة ويضمن تقبل كل الاديان".

ودعت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك التي تقف وراء هذا المؤتمر الذي ينعقد لثلاثة ايام الى رفض التطرف. واشارت الى اعتداءات عمان واعمال الشغب قرب باريس لكن للتاكيد على انها "غير مرتبطة مباشرة بالاسلام".

وبعد ان ذكرت بان الاسلام اصبح ديانة معتمدة في النمسا منذ 1912 دعت الى "حوار منفتح اقوى من السابق والسعي الى تعايش افضل" في المدرسة والعمل والمجتمع في اوروبا.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 17/تشرين الثاني/2005 -  14/شوال/1426