القمة العالمية لمجتمع المعلومات تبحث السيطرة على الإنترنت..

تتجه الولايات المتحدة نحو مواجهة مع معظم دول العالم الاخرى بشأن السيطرة على الانترنت الا ان قلة تتوقع الوصول الى اجماع في قمة الامم المتحدة التي تعقد في تونس هذا الاسبوع.

وربما تبدو فكرة "التحكم في الانترنت" متناقضة في حد ذاتها بالنسبة الى 875 مليون مستخدم للشبكة العالمية التي ثبت مقاومتها العنيفة لجهود من يحاولون تخليصها من المواد الاباحية والبريد الالكتروني "غير المرغوب فيه" وغيرهما من المواد المرفوضة.

وتسيطر الولايات المتحدة حيث نشأت الانترنت على النظام الذي يوفق بين اسماء مواقع يسهل تذكرها مثل (رويترز دوم كوك) وعناوين رقمية تعمل على اساسها اجهزة الكمبيوتر.

ويثير ذلك قلق دول مثل البرازيل وايران التي تضغط من اجل نقل السيطرة الى الامم المتحدة او بعض المنظمات الدولية الاخرى.

وحتى في الاتحاد الاوروبي حيث يدعم معظم مجتمع الاعمال النظام الحالي وجهت انتقادات للولايات المتحدة.

وقال مسؤول بالاتحاد الاوروبي طلب عدم نشر اسمه "نقول فقط انه ينبغي ان يكون هناك تعاون اكبر في هذا الصدد... وفقا لمباديء سياسة عامة."

ومن المتوقع ان تهيمن القضية على القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي تبدأ في تونس العاصمة يوم الاربعاء المقبل.

وجانب من القمة دبلوماسي ومعرض تجاري على جانب اخر.

وبدأ انعقاد القمة قبل عامين بالتركيز على دخول الانترنت وغيرها من وسائل الاتصال المتقدمة لمناطق اقل تقدما في العالم.

ولا يزال ذلك احد الموضوعات الساخنة لعدد كبير من بين 17 الف دبلوماسي ونشط في مجال حقوق الانسان وخبير تكنولوجي يتوقع ان يشاركوا في القمة.

وترسل شركات التكنولوجيا المتقدمة الضخمة مثل انتل كورب والكاتل كبار المسؤولين التنفيذيين للتحدث عن برامجهم الخاصة بالتطوير.

ويكشف الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا النقاب عن كومبيوتر محمول يمكن ان يعمل بذراع يدوي في مناطق لا توجد بها امدادات كهرباء يعتمد عليها.

وتقول مجموعات تجارية انه يتعذر احراز تقدم بدون اصلاح قانوني وقال الن ميلر نائب رئيس جمعية تكنولوجيا المعلومات الامريكية ان خدمة الانترنت ستبقى مكلفة في العالم النامي طالما تسمح الحكومات لشركات الاتصالات التي تحتكرها بعدم تشجيع المنافسة.

وقال "بالنسبة لمعظم الدول التي تشكو من هذا الامر فان لوائحها الخاصة وعدم تحرير السوق هو الذي يمنع وجود شركات قوية تقدم الخدمة."

وعلى مدى العامين تحول التوتر بين من يملكون خدمة الانترنت ومن حرموا منها من السؤال عمن يمكنه الوصول اليها الى من يسيطر على ما تقدمه.

ويعقد دبلوماسيون جولة نهائية من المفاوضات قبل القمة وربما يتفقون على تشكيل منتدى يناقش جرائم الانترنت والبريد الالكتروني غير المرغوب وربما تكسب دول المزيد من السيطرة على مواقعها الخاصة المهمة.

واعلنت الولايات المتحدة مرارا انها لا تنوي التخلي عن سيطرتها على نظام اسم الموقع لجهاز بيروقراطي يمكن ان يقيد الابتكار.

وقال ديفيد جروس السفير الامريكي في اجتماع عام في الاونة الاخيرة "لا اتفاق افضل من اتفاق سيء."

ويقول خبراء كثيرون ان هناك حاجة لتقليص التدخل الحكومي فيما تقدمه الانترنت وليس زيادته.

وقال ميلتون مولر الاستاذ بكلية دراسات المعلومات بجامعة سيراكيوز "حين تتحدث الحكومات عن فرض سياسات عامة على الانترنت فانها لسوء الحظ لا تقصد عادة (دعونا نحمي حقوق الانسان وحقوق الافراد لنضمن حرية الانترنت) ."

وقال "يعنون (أتى مستخدم للانترنت بعمل لا نقره فدعونا نجد طريقة لوقف ذلك)."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 16/تشرين الثاني/2005 -  13/شوال/1426