الأمة التي تغسل عار فشلها  بدماء أطفال العراق !

د. عدنان جواد الطعمة

صورة الشهيد الطفل الرضيع

فمنذ سقوط نظام البعث الفاشي ورئيسه المخلوع في التاسع من نيسان الأغر عام 2003 تسلل إلى داخل العراق الآلاف من الإخوة  العرب الأعداء الإرهابيين  بحجة مقاومة ما أسموه بالإحتلال عبر الحدود العراقية المفتوحة مع دول الجوار، كما قام بعض  رجال الدين بالتحريض والإفتاء وحث الشباب العربي على مقاومة الإحتلال.

إن مقاومة الإحتلال أمر مشروع لكل الشعوب المحتلة ولا يوجد أي إعتراض على المقاومة إذا اندلعت من جميع أبناء الشعب والأحزاب السياسية الدينية والعلمانية وكافة القوميات والطوائف، لكن الأمر يختلف بالنسبة للعراق والعراقيين للأسباب التالية :

1 – أن الشعب العراقي بكافة أحزابه السياسية والدينية وقومياته وطوائفه المختلفة التي كانت تعاني أشد الإضطهاد والتعذيب  والقتل الجماعي والتهجير والحروب طيلة ما يقارب الأربعين سنة أي منذ إنقلاب البعثيين والقوميين المشؤوم في الثامن من شباط عام 1963  وبمساعدة المخابرات الأمريكية والبريطانية وشركات النفط العراقية   IPC    وبعض الأنظمة العربية المعروفة ورجال الإقطاع وأفراد من العهد الملكي الهاشمي وغيرهم، فلم يعلن الشعب العراقي كله مقاومة محرريه من أبشع نظام دموي شوفيني نقصد قوات الإحتلال المدعومة بقرار  دولي من هيئة الأمم المتحدة.

2 -  كانت من أبشع أخطاء قوات الإحتلال هو قيام بول بريمر بحل الجيش العراقي والشرطة العراقية ورجال الأمن والمخابرات البالغ عددهم أكثر من  600 ألف نسمة، بحي أصبحت حدود العراق على كافة الجبهات مفتوحة الأمر الذي سهل عملية تسلل الإرهابيين العرب إلى داخل الأراضي العراقية.

3 – قامت الجهات والشخصيات السياسية ووسائل الإعلام العربية التي كانت مستفيدة من طاغية العراق ماديا على حساب قوت الشعب العراقي  وقيام بعض رجال الدين بإصدار فتاوي في المساجد وعلى  الفضائيات العربية  للتحريض على المقاومة بدافع  طائفي وعنصري وكذلك قيام الجامعة العربية برئاسة السيد الدكتور عمرو موسى بعدم الإعتراف بمجلس الحكم العراقي المؤقت بحجة أن  مجلس الحكم لم ينتخب من قبل الشعب وأن العراق محتل.

4 – قام البعثيون الذين فقدوا مناصبهم وبمساعدة الإرهابيين المتسللين العرب بعمليات تفجيرات ومجازر إرهابية لقتل المواطنين العراقيين دون التمييز بين طفل أو سيدة أو شيخ أو عجوز وعدم  مراعاة واحترام  أشهر الحرم والأعراف العربية الأصيلة والشعائر الإسلامية السمحاء. فلم يحترموا أيام عيدي الأضحى والفطر وشهر محرم الحرام والمساجد والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الحكومية والبنى التحتية كتفجير محطات توليد الطاقة الكهربائية ومحطات ضخ مياه الشرب وأنابيب النفط وسرقة المتحف العراقي الذي هو تراث عراقنا الحبيب بل تراث العالم والبشرية.

إذن إن هؤلاء الإرهابيين القتلة لم يكتفوا بذلك فحسب بل استباحوا حرمات العراقيين وقتلهن بعد اغتصابهن. إن إفادات المجرمين التي بثتها الفضائيات العراقية شاهدة على ما نقول. فهل قتل المواطنين العراقيين المدنيين مقاومة ؟

5 – حاولت بعض الجهات والشخصيات السياسية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة العربية التي كانت مستفيدة من النظام البائد إثارة النعرات الطائفية والعنصرية وتحريض إخواننا السنة الكرام على ذلك، لكن إخواننا السنة الأشراف والمرجعية الدينية بزعامة الأب  الروحي للشيعة سماحة السيد علي السيستاني حفظه الله  لم يحققوا أهداف أعداء العراق والعراقيين.

6 – ان الجريمة النكراء التي  حدثت مساء السبت الماضي  في النهروان فاقت جميع المجازر والجرائم حيث قام المجرمون بإطلاق عيارات من رشاشاتهم على حافلة صغيرة كانت تقل عائلة مكونة من أربعة عشر شخصا كان من بينهم طفل رضيع لا يتجاوز عمره العشرين يوما فقتلوا من هذه العائلة ثلاثة عشر شخصا وأصيب الطفل الرضيع وهو على صدر أمه بوابل من العيارات النارية أدت إلى شرخ نصف رأسه وقتلت أمه برصاصات في قلبها ووالده وبقية أفراد العائلة ونجا طفل واحد منها مضرجا بجراحه وهو يعالج مع إبن عمه في مستشفى النهروان.

فوالله لا يمكن إعتبار هذه الجريمة البشعة مقاومة بل إنها من أرذل وأخس كبائر الإثم والعدوان.

إن هذه المجزرة الوحشية لطخة عار في جبين كل من ادعى من الإخوة العرب أن عمليات القتل والتفجيرات الإرهابية بأنها مقاومة.

نناشد حكومتنا الوطنية والسادة رئيس وأعضاء الجمعية الوطنية بعدم الذهاب إلى القاهرة لأن هناك مؤامرة  تحاك لإعادة هؤلاء القتلة من البعثيين إلى الحكم.

إن الخلاف في الرأي والفكر بين العراقيين هو شأن عراقي داخلي يجب أن يحل في العراق وليس في الخارج.

عاش شعبنا العراقي البطل بعربه وأكراده وتركمانه وبقية القوميات والطوائف  المتحابة !

المجد والخلود لشهدائنا العراقيين، والخزي والعار لأعداء العراق !

ألمانيا في  11 / 11 / 2005

adnan_al_toma@hotmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 11/تشرين الثاني/2005 -  8/شوال/1426