
قالت احزاب استرالية معارضة يوم الاثنين ان الحكومة تقحم السياسة في
قوانين مكافحة الارهاب بعد ان طرحت خططا لنشر قوات عسكرية في حالة وقوع
هجوم بعد أيام من تحذيرها من تهديد ارهابي لم تكشف عنه.
واتهمت الاحزاب رئيس الوزراء جون هاوارد باستخدم اسلوب الترويع في
محاولة لجذب الانتباه بعيدا عن اصلاحات عمالية مثيرة للجدل بعد ان قالت
الحكومة ان تعديلاتها الطارئة التي اجريت الاسبوع الماضي في قوانين
مكافحة الارهاب لن تسفر عن اي اعتقالات.
ونفت الحكومة تلك المزاعم.
وغطت تحذيرات هاوارد من خطر ارهابي رفض الافصاح عن تفاصيله وتغييرات
في قوانين الارهاب على النقاش في البرلمان حول الاصلاحات العمالية التي
تعتبر احد محاور خطة هاوارد في الفترة الرابعة من رئاسته للحكومة والتي
لا تلقى شعبية بين الناخبين.
وقال السياسي العمالي المعارض البارز انتوني البانيز للصحفيين "حان
الوقت لتتوقف حكومة هاوارد عن اللعب السياسي بأمننا القومي لانه في
واقع الامر اكثر اهمية من ذلك."
ولكن الكسندر داونر وزير الخارجية نفى يوم الاثنين ان الحكومة
تستخدم اسلوب الترويع.
وقال للتلفزيون الاسترالي "الحكومة ليست مقبلة على انتخابات على
الاطلاق وامامها سنوات حتى الانتخابات المقبلة. لا يوجد ما يدفعنا
لاستخدام اسلوب التحذير."
واضاف "يجب ان نؤدي وظيفتنا. المسؤولية الاولى لاي حكومة استرالية
هي حماية الشعب الاسترالي ونحن نعيش في بيئة بها مخاطر وقوع هجمات
ارهابية...لا يمكننا ان نتهاون."
ولم تتعرض استراليا قط لاي هجوم على ارضها في وقت السلم وهي حليف
قوي للولايات المتحدة ولها قوات في العراق وافغانستان.
ووضعت استراليا نفسها في حالة تأهب متوسطة بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر
ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة بفترة قصيرة وحتى الان.
وأعلن روبرت هيل وزير الدفاع امس الاحد انه يريد تمرير قوانين تسمح
بنشر قوات لها صلاحية اطلاق النار بهدف القتل قبل بداية دورة العاب
الكومنولث في ملبورن ثاني اكبر مدن استراليا في مارس اذار.
وتأتي هذه الخطوة بعد ان دعي المجلس الاعلى للبرلمان بصورة عاجلة
يوم الخميس لتمرير تعديلات تسهل على الشرطة اعتقال المشتبه بهم بعد ان
كشف هاوارد عن تهديد ارهابي محتمل.
وقالت السناتور ناتاشا ستوت ديسبوجا من الديمقراطيين للصحفيين "يبدو
ان الحكومة تكشف عن تلك الخطط واحدة بعد الاخرى لابقاء المواطنين
الاستراليين في حالة خوف دائم."
هذا وأعلنت الشرطة أنها أحبطت هجوما إرهابيا كبيرا كان في مراحل
إعداده الأخيرة، وذلك باعتقال 16 شخصا في سيدني وملبورن.
وقال كين موروني رئيس شرطة مقاطعة نيو ساوث ويلز إنهم منعوا هجوما
"كان من المحتمل أن يكون كارثيا".
كما تحفظت الشرطة على أسلحة ومواد كيماوية وأجهزة كمبيوتر وحقائب.
وقد اصيب رجل واحد بطلق ناري اثناء الاعتقالات.
وقال الادعاء للمحكمة ان المتهمين معتقنيين لفكر الجهاد العنيف.
وقال موريس إييما رئيس وزراء مقاطعة نيو ساوث ويلز إن معلومات
استخباراتية قالت إن جماعة كانت تحاول تخزين كمية من الكيماويات التي
يمكن أن تستخدم في صنع المتفجرات.
وشارك المئات من رجال الشرطة في عمليات المداهمة والاعتقال التي
جاءت بعد تحقيقات استمرت 16 شهرا.
وكانت الحكومة الاسترالية قد منحت سلطات اكبر للشرطة قبل يومين فيما
يخص مكافحة الإرهاب.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد ان الاعتقالات بررت تعديل
قوانين مكافحة الارهاب التي جعلت من الاسهل على الشرطة اعتقال من تشتبه
بهم.
وفي ملبورن قالت كريستين نيكسون رئيسة شرطة مقاطعة فيكتوريا ان
العملية التي تمت بالتعاون مع الشرطة الفيدرالية، هي "اكبر عملية أمنية
تنفذ في مجال مكافحة الإرهاب في استراليا، وقد استغرقت فترة طويلة من
الزمن".
وأضافت نيكسون أن دورة ألعاب الكومنولث التي ستعقد العام القادم في
ملبورن لم تكن هي هدف هذه الهجمات.
يذكر أن استراليا حليف أساسي للولايات المتحدة في "الحرب على
الإرهاب" وأرسلت قوات للمشاركة في الحرب في كل من أفغانستان والعراق.
ولم ينفذ من قبل أي هجوم إرهابي على الأراضي الاسترالية، إلا أن 88
استراليا قتلوا في تفجيرات منتجع بالي الاندونيسي الأولى، كما تعرضت
السفارة الاسترالية في اندونيسيا للتفجير عام 2004.
وقد حصلت عملية الشرطة بعد ايام فقط من اجراء الحكومة تعديلا عاجلا
على قانون مكافحة الارهاب منح الشرطة مزيدا من الامكانيات لتوقف على
ذمة التحقيق اشخاصا يشتبه في انهم يشاركون في المرحلة التمهيدية لهجمات
ارهابية.
وادى هذا التعديل في قانون مكافحة الارهاب الى تكهنات حول احتمال
القيام بعمليات توقيف مشبوهين في سيدني وملبورن قد يهاجمون اهدافا مثل
دار الاوبرا وهاربور بريدج في سيدني ومحطات القطارات ومبنى البورصة في
ملبورن.
وقد تسلم البرلمان تعديلا آخر الاسبوع الماضي لقانون مكافحة الارهاب
على ان يتم اقراره في نهاية هذا الشهر ويمنح الشرطة حق توقيف المشبوهين
خلال اسبوعين من دون اتهام.
ويمكن ان يسمح للقوات الامنية من جهة اخرى ان "تطلق النار بقصد
القتل" في بعض الظروف. |