
قال تقرير لمعهد ورلدووتش صدر يوم الاحد ان الاستثمار العالمي في
مصادر الطاقة المتجددة بلغ مستوى قياسيا عند 30 مليار دولار العام
الماضي وهو ما يمثل نسبة بين 20 و25 بالمئة من اجمالي الاستثمارات في
صناعة الطاقة وان الطاقة الشمسية كانت الاسرع نموا في تكنولوجيا الطاقة.
وقال معهد ورلدووتش وهو منظمة مقرها واشنطن معنية بالحفاظ على
البيئة ان قطاع الطاقة المتجددة ينمو نتيجة للدعم الحكومي وتنامي
استثمارات القطاع الخاص فيه.
واضاف التقرير "شهدت سياسات تشجيع مصادر الطاقة المتحددة نموا هائلا
خلال السنوات القليلة الماضية. واصبح الان لدى 48 دولة الاقل من بينها
14 دولة نامية في شتى انحاء العالم نوع ما من سياسات تطوير الطاقة
المتجددة."
وتستهدف معظم الدول التي تطبق سياسات الطاقة المتجددة ان تحل
الموارد الجديدة محل ما بين 5 و 30 بالمئة من انتاجها من الطاقة
الكهربائية بحلول عام 2012 الذي يمثل نهاية المرحلة الاولى من بروتوكول
كيوتو لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ويتطلب بروتوكول كيوتو من الدول المتقدمة خفض انبعاثات هذه الغازات
بنسبة 5.2 بالمئة عن مستوياتها في عام 1990 وذلك بحلول الفترة بين 2008
و2012 . لكن الولايات المتحدة واستراليا لم تصدقان على الاتفاقية كما
ان الدول النامية بما فيها الصين والهند معفاة من الحدود القصوى
لابتعاثات الغازات.
ومع ذلك فان الصين -التي تسعى لجعل الطاقة المتجددة تمثل عشر شبكة
الطاقة في البلاد بحلول عام 2020- من زعماء العالم في مجال الطاقة
الكهربية المتجددة باجمالي 37 جيجاوات تليها المانيا ثم الولايات
المتحدة واسبانيا واليابان.
كما تستضيف الصين يوم الاثنين مؤتمرا عالميا عن الطاقة المتجددة.
وقال ستافروس ديماس المفوض الاوروبي لشؤون البيئة في مؤتمر صحفي "حقيقة
ان المؤتمر يعقد هنا في بكين تؤكد أن تبني الطاقة المتجددة لم يعد حكرا
على الدول المتقدمة وان الدول الناشئة ترغب ايضا في الاضطلاع بدور
قيادي في هذا المجال."
واضاف أن المؤتمر سيبحث كيفية تعزيز اطر العمل الدولية لتطوير ونقل
تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتطوير الآليات التي تعتمد على السوق
ويمكنها توفير مصادر للطاقة المتجددة بأسعار معقولة.
وتعتبر آسيا بشكل خاص سوقا خصبة للطاقة المتجددة حيث تواجه طلبا
متناميا على الطاقة لتغذية النمو الاقتصادي السريع في الوقت الذي ترتفع
فيه أسعار النفط العالمية.
بدورها قالت وزارة الطاقة الأميركية في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، إن
الحكومة الأميركية، وهي أضخم مستهلك للطاقة في الولايات المتحدة،
تجاوزت نسبة الـ2,5 بالمئة التي كانت قد حددتها لمصادر الطاقة القابلة
للتجدد في مجمل ما تستهلكه من الطاقة الكهربائية.
ويعادل ما تستخدمه الحكومة من تيار كهربائي منتََج من مصادر قابلة
للتجدد كمية التيار الضرورية لـ225 ألف منزل طوال عام.
وقالت وزارة الطاقة إن الوكالات والدوائر الفدرالية في مختلف أنحاء
البلد زادت من استخدامها لمصادر الطاقة المتجددة بعدة طرق، بما فيها
تركيب الألواح الشمسية ومشاريع إنتاج الطاقة من الهواء في مواقع العمل،
وآلاف مضخات الحرارة التي تزودها بالطاقة من مصادر الحرارة الموجودة في
باطن الأرض.
وتجدر الإشارة إلى أن الزيادة في استخدام مصادر الطاقة المتجددة
تفوق مستوى استخدامها في العام 1999 بأكثر من ألف بالمئة، عندما تم
إصدار الأمر التنفيذي الأصلي.
وقال وزير الطاقة، سامويل بودمان إنه "من المهم أن يزيد جميع
الأميركيين، بمن فيهم الحكومة الفدرالية، فعالية الطاقة واستخدامهم
لوقود من مصادر بديلة، خاصة في ضوء تقلص إمدادات البترول والغاز الذي
سببه إعصارا كاترينا وريتا."
وأضاف أن "مصادر الطاقة البديلة كالهواء والشمس والكتلة الأحيائية
أصبحت الآن، وبصورة متزايدة، خيارات عملية قابلة للتطبيق للمنازل
والمباني الأميركية."
ولم تكن الطاقة المتجددة المستخرجة من الكتلة الأحيائية وباطن الأرض
ومشاريع الطاقة الشمسية والهوائية تزيد على حوالى 173 جيغا واط ساعة
عند تحديد هدف الأمر التنفيذي في العام 1999. وتشكل أرقام اليوم زيادة
تصل إلى أكثر من 1000 بالمئة في استخدام الحكومة الفدرالية للطاقة
المستخرجة من الكتلة الأحيائية ومن حرارة باطن الأرض ومن مشاريع الطاقة
الشمسية والهوائية.
وقد عمل برنامج إدارة الطاقة الفدرالي التابع لوزارة الطاقة على
مساعدة الوكالات والدوائر الفدرالية على تحقيق الهدف من خلال شراء طاقة
قابلة للتجدد أو استخدام تكنولوجيا لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة في
مواقع معينة. وقد تم تركيب ألواح شمسية وآلاف مضخات الحرارة التي
تستخرج الحرارة من باطن الأرض ومشاريع توليد الطاقة من الريح في مختلف
مباني الحكومة الفدرالية.
وفي 26 أيلول/سبتمبر من العام 2005، كلف الرئيس بوش وزارة الطاقة
بتقديم تقرير خلال 30 يوماً حول جهود الحكومة الفدرالية الخاصة بتحقيق
استخدام فعال للطاقة. وقد حدد قانون سياسة الطاقة للعام 2005 هدفاً
يتعين على الحكومة الفدرالية السعي إلى تحقيقه هو الحصول على 7,5
بالمئة من التيار الكهربائي الذي تستخدمه من مصادر طاقة متجددة بحلول
العام 2013.
وفي 3 تشرين الأول/أكتوبر، 2005، أطلق الوزير بودمان حملة "طرق سهلة
للاقتصاد في استخدام الطاقة" لتسليط الضوء على الكيفية التي يمكن من
خلالها للعائلات ومؤسسات الأعمال والحكومة الفدرالية الأميركية
الاقتصاد في استخدام الطاقة في ضوء أسعار الطاقة الآخذة في الارتفاع في
فصل الشتاء. |