تقاسم المعرفة من اجل ردم الهوة بين الشمال والجنوب

تضع منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) "تقاسم" المعرفة في صلب الآليات الهادفة الى تحفيز التطور الاقتصادي وردم الهوة بين الشمال والجنوب وذلك في اطار تقرير عرضته الخميس في باريس بعنوان "نحو مجتمعات المعرفة".

وقدم هذا التقرير كل من المدير عام لليونيسكو كويشيرو ماتسورا والامينين العامين السابقين للامم المتحدة بطرس غالي وخافيير بيريز دي كوييار وذلك قبيل القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي تنظمه الامم المتحدة في تونس من 16 الى 18 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال ماتسورا "لا يمكن اعتبار المعرفة مجرد سلعة" مشيرا الى ان "المعرفة تتغذى بالمعرفة" وان "النقص في المعلومات يزيد من صعوبة سد هذا العجز".

ودعا الى "تقاسم" المعرفة لتوفير "فرص جديدة للدول النامية" و"الحد من الفقر المدقع" و"المحافظة على فرص التنافس الاقتصادي في المستقبل" من خلال تجنب هجرة الادمغة.

ويدعو التقرير الواقع في 200 صفحة والذي اعده فريق دولي من خبراء ومثقفين تحت اشراف نائب المدير العام لليونيسكو جيروم باندي الى الانتقال من مجتمع المعلومات القائم على التطور التكنولوجي الذي لا يستفيد منه الجميع الى مجتمع معرفة "يأخذ بالاعتبار الابعاد الاجتماعية والاتنية والسياسية بشكل اوسع".

ويشير التقرير الى ان 11% فقط من سكان العالم تتوفر لهم خدمة الانترنت وان 90% من الاشخاص الذين يستطيعون النفاد الى هذه الشبكة يقطنون في الدول الصناعية داعيا الحكومات الى الاستثمار في تربية متميزة للجميع.

كما يدعوها الى تسهيل الحصول على تكنولوجيا المعلومات وتشجيع تقاسم المعرفة لردم "الهوة" لا سيما الهوة الرقمية ما بين الشمال والجنوب.

ويعتبر باندي ان هذا المطلب ليس "تعجيزيا" مذكرا بان النفقات العسكرية في العالم بلغت 1000 مليار دولار في السنة فيما تكفي تسعة مليارات "لادخال جميع الاطفال الى المدارس".

وفي العالم نحو 100 مليون طفل لا يذهبون الى المدرسة.

من ناحيته قال بطرس غالي ان للعلم كلفته لكنه ايضا "اقوى وسيلة لمكافحة الاصولية السياسية والدينية".

وهذا التقرير هو الاول من سلسلة تقارير تعدها اليونيسكو سيتم اطلاقها كل سنتين. ويتناول التقرير المقبل الذي ينشر العام 2007 موضوع التنوع الثقافي الذي شكل انتصارا سياسيا كبيرا حققته المنظمة في الآونة الاخيرة ضد الولايات المتحدة.

فقد اعتمدت اليونيسكو بغالبية ساحقة في باريس في منتصف تشرين الاول/اكتوبر معاهدة حول التنوع الثقافي من شأنها ان تحرر الثقافة من قيود التجارة الدولية.

وتحاول الولايات المتحدة وهي الممول الاول للمنظمة منع المصادقة عليها او على الاقل اللجوء اليها بشكل تعسفي من قبل موقعيها.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأحد 6/تشرين الثاني/2005 -  3/شوال/1426