السودان معرض لخطر انتشار الايدز بسبب الجهل ووصمة العار

قال مسؤول بالامم المتحدة إن ثلاثة أرباع الشبان السودانيين تقريبا نشطون جنسيا لكن أقل من عشرهم يعرفون كيف يستخدمون الواقي الذكري الامر الذي يمثل خطرا حقيقيا فيما يتعلق باحتمالات انتشار مرض الايدز والفيروس المسبب له في البلاد.

ونسبة انتشار الايدز والفيروس منخفضة نسبيا في السودان إذ لا تتجاوز 1.6 في المئة بين البالغين و1.3 في المئة بين الشبان بالمقارنة بافريقيا جنوب الصحراء حيث يصل معدل الاصابة بالعدوى في بعض الدول إلى عشرة في المئة.

لكن موسى بوجونجو مدير شؤون السودان في صندوق الامم المتحدة لمكافحة الايدز يخشى أن يتغير هذا الوضع بسبب تغير القيم بين الشبان الصغار واصطدامها بالدين ووصمات العار القديمة.

ويفيد صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) بان ثلاثة أرباع السودانيين بين التاسعة عشرة والخامسة والعشرين يمارسون الجنس لكن قليلا منهم يعرفون سبل الوقاية من الامراض التي تنتقل بممارسة الجنس.

وقال بوجونجو "الجنس يمارس خارج اطار الزواج وستظهر المشكلة في الاعوام الخمسة او العشرة التالية." ويقول اليونيسيف ان نسبة انتشار فيروس الايدز بين النساء الحوامل تتراوح بين اثنين وثلاثة في المئة غير انه ينبغي إجراء مزيد من التحاليل.

إلا أن بوجونجو قال إن اجراء التحاليل قد يكون صعبا بسبب وصمة العار التي تلحق بالمصابين بالفيروس والتي تمنع الناس من إجراء الفحوص.

واضاف للصحفيين "من دواعي الاسف ان وصمة العار شديدة لدرجة ان الناس لا يستطيعون أن يكشفوا عن حالتهم خشية أن يلفظهم المجتمع."

وقال إن بعض الناس ارغموا على ترك مساكنهم أو طردوا من مدارسهم بل ان المكاتب المجاورة لمكتب صندوق الامم المتحدة لمكافحة الايدز شكت من وجوده خشية العدوى ولم يجدد عقد الايجار إلا بشق الانفس.

وقال بوجونجو إن وصمة العار تسود في كل طبقات المجتمع ولا يمكن منعها إلا من خلال حملات اعلامية.

غير أن اجهزة الراديو والتلفزيون ليست منتشرة خارج العاصمة لذا تنقل المعلومات من خلال المدارس والمؤسسات الدينية. وقال إن الزعماء الدينيين ملتزمون بالمساعدة في وقف انتشار الايدز لكنهم لن ينادوا باستخدام الواقي الذكري.

واضاف "لن يروجوا له لانهم يعتبرون ذلك ترويجا للزنا."

وقال إن وزارة التعليم اعدت منهجا دراسيا للتوعية بخصوص الايدز لكن ليس لديها 170 ألف دولار مطلوبة لتنفيذ الخطة في المدارس السودانية.

وبينما تعرفت الامم المتحدة على الخطر الذي يحيق بالشبان السودانيين لكنها ترى ايضا مشاكل مع عودة النازحين بسبب الحرب الاهلية التي استمرت 20 عاما إلى جنوب البلاد وفي دارفور حيث يعيش عدد كبير من النازحين في مخيمات مزدحمة دون إمكانية الحصول على الخدمات الصحية المتعلقة بالايدز والتعليم.

وقال بشأن انتهاء الصراع بين الشمال والجنوب "مع حلول السلام سيكون هناك بالتأكيد مزيد من التحرك السكاني.

"ويمكنك ان ترى الخطر المحتمل هناك."

وتابع أن كثيرا من النازحين سيعودون إلى ديارهم في الجنوب وكذلك الجنود المسرحين ودون الوسائل المناسبة للحصول على المعلومات والرعاية الصحية في الجنوب المدمر سيصبح خطر انتشار الايدز شديدا.

وقال إن الاعراف الاجتماعية دمرت بين النازحين مما يجعلهم عرضة للخطر.

ومضى قائلا "الجيل الاصغر سنا يمكن أن يتحول إلى الدعارة للحصول على مزيد من المال... وفي مثل هذا الوضع... يمكن ان يحدث الاغتصاب وغير ذلك ولا توجد سبل للحصول على الواقي الذكري والاستفادة من اجراءات الوقاية الاخرى."

ويقول موظفو اغاثة ونازحون في دارفور إن الاغتصاب متفش في مخيمات دارفور ويقول شهود عيان ان حالات اغتصاب جماعي وقعت خلال ذروة التمرد المستمر منذ عامين ونصف العام هناك.

وتعترف الحكومة بان الاغتصاب يحدث في دارفور لكنها تختلف في تقدير حجم المشكلة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 2/تشرين الثاني/2005 -  29/ رمضان/1426