أنفلونزا الدستور

حامد الحمراني

طبيا الأنفلونزا مرض خبيث استعماري شوفيني شعوبي يحتل الإنسان الغافل الذي تختلط عليه الظروف ولا يخرج منه إلا ضمن الجدول الزمني المُعد سلفا اعتمادا على كثافة الفايروس المستخدم حسب نوعية التغيير الجوي على المصاب من شدة الحرارة إلى قمة البرودة  مما يسبب زيادة في ارتفاع الحرارة يصاحبه رشح في الأنف والحنجرة وهدر في النفط والكهرباء والخدمات وأحيانا يشل حركة المريض تماما فتُدمر كريات الدم الحمراء والصفراء والبيضاء والزرقاوي ، وسياسيا الأنفلونزا من الأمراض المُعدية أو المتعدية الهمجية والغير متحضرة التي لا تؤمن بالتعددية وحرية الجسد  وتهجم على الآخرين ولا تراعي خصوصياتهم الصحية ،

 وهذا الفايروس عرفناه قديما يصيب الإنسان أما في زمن العولمة فهو لا يفرق بين الإنسان والحيوان فهو ديمقراطي( ليبرالي) توافقي  فالجميع مشمولين  بالإصابة ، وحقوق المرض عنده مصانة دستوريا ولا شان له بازدواج الجنسية أو ازدواج الشخصية أو اللون أو الدين أو المذهب فلا يفرق بين الوزير والحقير ولا بين الغني والفقير ولا بين المحلل السياسي وبين من يبيع الكاشي.. وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الدستور تجمعهما مشتركات كثيرة واهمها العدوى والانتقال وانتشار النقال( عراقنا – اسياسل – أثير )  ..

ففي الدول النايمه يدخل فايروس الدستور عندما  ينهار الطاغوت بعد إن يذبح شعبه ويدخلهم في الحروب والحصار والشجار وحلب الابقار ويصادر حرياتهم وثقافتهم وانسانيتهم  فيكون عرضة  للغزو الفايروسي الأجنبي

عندها تنهار دولته المتوحشة فترتفع درجات الحرية والانتخاب والاستفتاءات  يصاحبها توزيع جديد للسلطة والثروات مع انخفاض في كمية المتالهين والفراعنة والطواغيت  وبروز كثيف للمنافقين والمزايدين وظهور مفاجأ لجماعات العلس والكبسلة والفساد الشمولي وهم الاحتلال..

 ولان انفلونزا الطيو والدستور يعتبران من الأمراض المعدية فعادة ما تقوم الدول بنصح  شعوبها بعدم تناول الطيور واضطرت بعض الدول  الاوربية بذبح الاف الطيور خوفا من انتشاره في مجتمعاتهم  واما في الشرق المؤقت فتحاول تلك الدول عرقلة كتابة الدستورالدائم ويساهم الإعلام والفضائيات ووعاظ الجلادين بالتشويه والتدليس والافتراء حفاظا واحتراما للسيد الرئيس( عجل الله في اعدامه) لصلاحياته الكبيرة لانه هو يحي ويميت  يقتل من يشاء ويسجن من يشاء يقصي من يشاء ويدخل في قصره من يشاء  وكان فهمه بكل شىء خطير ،

 العالم الغربي حذر رعاياه من أنفلونزا الطيور ودول البحر العربي الكاريبي حذرت مواطنيها من انتشار مرض الدستور فوصفته مرة ايراني واخرى تنزاني واخرى يهودي واخرى انفصالي واخرى سريالي واخرى تنتظر تقرير ( ميلتس) الخاص باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري ، ولان الشعب العراقي الذي جرب انفلونزا الكيمياوي والمقابر الجماعية وحلبجه والشعبة الخامسة والحزب الواحد والقائد الاوحد  ولم تشفيه كبسولات الجامعه العربية (وافلواوت ) الانقلابات العسكرية وحُقن قناة الجزيرة فانه مصاب الآن بافنلونزا الدستور بنسبة خفيفة وسترتفع هذه النسبه إن شاء الله عندما تُعالج الملاحظات الكثيرة عليه حيث استحدثت فقرة في المسودة تجعله قادرا في البرلمان القادم أن يُغير ويضيف ويحذف حتى يكون دستورا عظيما عصريا يؤسس دولة القانون ويحترم حقوق الانسان ليعدي المنطقة ودول الجوار وينقل الحكام العرب الى المصحة القضائية ،فان من مضاعفات انفلونزا الدستور الاصابة بالسكتة الشعبية للحكام ذوي الحصانة الالهية – وهذه بدعه اخترعها المحامون في الاردن للدفاع عن جرائم صدام الشفافة –

اخيرا تشير الدراسات والبحوث الطبية والسياسية الاخيرة التي قام بها مجموعة من خبراء المطاعم الشعبية  بان المنطقة العربية تعتبر منطقة خالية من انفلونزا الطيور والدستور لان اغلب الشعوب العربية تأكل ( اللحوم الصفراء ) في إشارة إلى ( الفلافل ) وتتناول السوائل المحصنة من الأمراض المعدية ( الشوربه)

وان معظم دساتيرها مؤقت او بدون  فلا أنفلونزا ولا بطيخ ولا هم يحزنون ولا هم ينتخبون..

 [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 27/ تشرين الأول/2005 -  23/ رمضان/1426