الأطفال الوجه المنسي  للايدز: 18 مليونا مصابا

قال صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) ان طفلا يموت كل دقيقة بسبب مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) ولكن خمسة في المئة فقط من هؤلاء الاطفال المصابين يحصلون على العلاج.

وأعربت ان فينمان المديرة التنفيذية لليونيسيف عن املها في ان ينفق العالم 33 مليار دولار على مدى السنوات الخمس القادمة من التزامات قائمة واموال اضافية وناشدت تخصيص المزيد من الاموال للاطفال المصابين بفيروس (إتش.آي.في) المسبب للايدز.

وقالت فينمان في مؤتمر صحفي عشية بدء حملة بعنوان "لنتحد من أجل الاطفال..لنتحد ضد الايدز" انه "بعد قرابة 25 عاما من ظهور الوباء العالمي.. لا زال لهذا المرض الواضح بشدة وجها منسيا هو وجه الطفل."

واضافت "ان جيلا بالكامل من الشبان حاليا لم يشهدوا قط عالما خاليا من (إتش.آي.في) والايدز الناجم عنه...انه مرض اعاد تعريف طفولتهم واجبرهم على النمو في عزلة وبسرعة او للاسف لا يمنحهم في بعض الاحيان فرصة النمو على الاطلاق."

ويشارك في الحملة الدكتور بيتر بايوت المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز وهو جهاز تنسيق تابع للامم المتحدة. وتهدف الحملة لمعالجة الاطفال المصابين باستخدام عقاقير مضادة للفيروسات الارتجاعية ومنع انتقال الفيروس من الحوامل الى الاجنة.

وقال بايوت في وقت سابق من العام الجاري ان اكثر من 39 مليونا أغلبهم في افريقيا مصابون بالمرض رغم ثمانية مليارات دولار نفقات متوقعة لمكافحته هذا العام. واضاف ان 12 في المئة فقط من البالغين والاطفال يحصلون على العلاج.

وقال بيتر مكديرموت رئيس قسم فيروس (إتش.آي.في) ومرض الايدز في اليونيسيف انه بالرغم من ان دول جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا بها 85 في المئة من المصابين ممن هم تحت سن الخامسة عشر الا ان الشرق الاوسط ما زال منسيا.

ولكنه قال ان جيبوتي وايران تتبوآن الصدارة في مكافحة الوباء العالمي وصرح بان الحملة ستنطلق خلال مؤتمر اسلامي قادم يعقد في العاصمة المغربية الرباط لهذا الغرض.

واضاف ان البرازيل التي تطبق أكثر برامج مكافحة الايدز نجاحا بين الدول النامية تنقل خبرتها وتقدم عقاقير لدول اخرى.

واضافت فينمان ان الدول ينبغي ان تتبع نموذج ايرلندا التي اعلنت منذ فترة قريبة انها ستخصص للاطفال 20 في المئة من الاموال التي تسهم بها في الحملات العالمية لمكافحة الايدز .

والروايات حول الاطفال المحرومين كثيرة. وقالت ريتوميتسي فوكو لرويترز في لندن انها بينما كانت في طريقها الى مدرسة في ليسوتو شاهدت صبيا يدفع والده على عربة يد الى عيادة لمعالجة الايدز لانه كان مريضا لدرجة لا يقوى فيها على المشي.

ولم يتجاوز عمر الصبي سبع سنوات فقط وكان قد فقد امه بالفعل بسبب المرض الذي حرم أكثر من 15 مليون طفل من أحد أو كلا الوالدين. ولا يجد الصبي من يساعده .

وقالت الناشطة في مكافحة الايدز وعمرها 13 عاما "ذلك يجعلني ادرك انني محظوظة للغاية حقا لانني قادرة على الذهاب الى المدرسة بينما هناك بعض الاطفال الاخرين غير قادرين على ذلك لان عليهم ان يعتنوا بابائهم كما يواجهون مخاطر عالية من انتقال المرض اليهم."

وستركز الحملة على محاولة منع انتقال المرض من الأم للجنين، وتقديم إرشادات تعليمية للشباب حول كيفية حماية أنفسهم، وضمان أن يحصل الأطفال الذين يحملون فيروس اتش أي في على الرعاية الطبية اللازمة.

وعلى الرغم من أن الحملة تركز بصفة أساسية على دول جنوب الصحراء الإفريقية، فإن اليونيسيف يقول إن 80 في المئة ممن يحملون فيروس اتش أي في في أوروبا الشرقية ووسط آسيا هم دون سن الثلاثين، وإن معدلات الإصابة بالمرض ترتفع بأكثر من أي منطقة أخرى في العالم.

وتقول كارين ألين مراسلة بي بي سي في شرق أفريقيا إن اليونيسيف يستخدم كينيا كمثال لإلقاء الضوء على ما تقول إنه سنوات من تجاهل الشبان المصابين بالإيدز أو تأثروا به.

وتضيف أن الحملة تدعو لتقديم دعم نقدي لدفع مصروفات المدارس وتوفير طعام ومأوى لتغيير مسار حياة الأطفال الذين قد يجدوا أنفسهم مدفوعين باتجاه الدعارة أو الجريمة.

وقال نايسياديت ميسون مستشار اليونيسيف الذي يتخذ من نيروبي مقرا له إن: "اليوم الذي علمت فيه أنني أحمل فيروس اتش أي في شعرت بالضياع والوحدة."

وأضاف لوكالة رويترز: "علينا أن نشكل شبكات عمل ونزيل الوصمة(المرتبطة بمرض الإيدز) وتوفير العقاقير. نريد أن يتم معالجة مرض الإيدز مثل أي مرض آخر لأننا نعرف أن هذا ممكن."

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 24/ تشرين الأول/2005 -  21/ رمضان/1426