فتح معرض الكتاب السابع والخمسون في فرنكفورت (غرب) ابوابه السبت
للجمهور الذي سيتاح له فيه التقاء بعض مشاهير الادب والسينما.
وسيتمكن زائرو المعرض الذي يعتبر اكبر لقاء عالمي لعالم النشر حتى
الاحد من التقاء المخرج الالماني فيم فيندرز والممثلة الايطالية
ايزابيلا روسيليني والممثلة الالمانية فرنكا بوتينتي.
وكانت كوريا هذه السنة ضيفة الشرف في المعرض الذي قدم منذ افتتاحه
الاربعاء اكثر من مئة الف مؤلف ادبي جديد كما تميز الحدث بزيارة البير
اودرزو احد مبتكري شخصية استيريكس.
وشدد المعرض على الروابط بين السينما والادب.
ومن المقرر ان يتسلم الروائي التركي اورهان باموك (53 عاما) الاحد "جائزة
السلام" التي يمنحها اصحاب المكتبات الالمان وقد عقد السبت مؤتمرا
صحافيا دعا فيه الى حرية الرأي واحترام حقوق الانسان في تركيا.
والكاتب المقروء كثيرا في بلاده حيث له معجبون ومنتقدون بسبب
التزامه من اجل القضية الكردية ومن اجل الاعتراف بالمجزرة بحق الارمن
وقد ترجمت اعماله الى عشرين لغة.
وسيمثل باموك في كانون الاول/ديسمبر امام محكمة في اسطنبول بتهمة "الاهانة
المتعمدة للهوية التركية" بعد كلام له اوردته مجلة سويسرية حول المجزرة
بحق الارمن عام 1915.
وقال الكاتب خلال المؤتمر الصحافي "انني ادافع عما قلت عن كل كلمة
تفوهت بها. احاول بنزاهة ان اضطلع بمسؤولياتي".
ويشارك في معرض الكتاب المتوقع ان يزوره من مختلف انحاء العالم
حوالي 300 الف زائر و7223 الاف عارض من 101 دولة.
وقال متحدث باسم المعرض في مؤتمر صحفي عقد على هامش المعرض انه
ستقام خلال المعرض الذي سيستمر حتى يوم الاحد المقبل فعاليات سياسية
ادبية وثقافية من بينها 500 فعالية من البلد الضيف كوريا الجنوبية
والتي يمثلها في المعرض عدد كبير من المؤلفين والادباء ورجال الفكر
والسياسة وعلى راسهم رئيس الوزراء لي هاي خان.
ويتضمن معرض الكتاب الذي يحتضن الى جانب الكتب الكلاسيكية والحديثة
100 الف كتاب جديد من بينها كتب رقمية.
ويشارك في المعرض الذي كان ضيفه وشريكه العالم العربي في العام
الماضي حوالي الف مؤلف يمثلون مختلف التوجهات الثقافية واطيافها.
من جانبه اكد رئيس وزراء كوريا الجنوبية خان في كلمة القاها في حفل
افتتاح المعرض وبحضور كل من وزير الخارجية الالماني الحالي يوشكا فيشر
ورئيس وزراء ولاية هيسه الجنوبية رولاند كوخ على اهمية "اقتراب الثقافة
الشرقية الى الثقافة الغربية " مبينا انه لا يقف امام ذلك اية عائق
خاصة وان العالم يشهد حاليا تطورا ملحوظا في وسائل الاتصال والمواصلات.
وقال انه "لايزال حصن منيع يفصل بين الشرق والغرب " واعرب عن رايه
في ذات الوقت ان "عالم مجتمع المعلومات الرقمي الحالي يعتبر عالما
سطحيا ويؤدي الى عدم الاكتراث بالتركات الحضارية العريقة بدلا من ان
يؤدي الى تعميق التفاهم المتبادل ".
ومنح رئيس مجلس ادارة (اتحاد البورصة للكتاب الالماني) ديتار شورمان
اليوم جائزة اتحاده التقليدية ال 56 للكاتب التركي اورهان باموك تقديرا
لدوره في تقريب الثقافات والحضارات الشرقية والغربية . واعتبر شورمان
باموك خلال حفل تسليم الجائزة التي تبلغ قيمتها 25 الف يورو وحضره عدد
كبير من الادباء والسياسيين و ممثلي شرائح المجتمع الالماني واخرون
اجانب "واحدا من صانعي جسور التفاهم المتبادل بين الحضارتين الاسلامية
والمسيحية والثقافتين الشرقية والغربية". ووصف شورمان الكاتب التركي
باموك بانه "يبحث عن اثار الغرب في الشرق وعن اثار الشرق في الغرب "
منوها في الوقت ذاته الى ان الروايات التي الفها باموك تتيح الفرص
والامكانات لتعرف حضارة على حضارة اخرى وقدرة حضارة على الاحساس
والشعور بالاخرى وبالتالي فهمها" . وقال ان "مصطلح وتعبير الثقافة
اللذان يستخدمهما باموك يستندان الى المعرفة والاحترام المتبادلين".
يذكر أن الجائزة المذكورة تمنح وفقا لتقليدها في اخر يوم من معرض
الكتاب الدولي الذي يقام في مدينة فرانكفورت والذي زاره حوالي مليون
شخص.
وقال ديتر شورمان رئيس اتحاد الناشرين الالمان الذي يختار كل سنة
كاتبا من العالم ملتزما من اجل السلام ان اورخان باموك البالغ من العمر
53 عاما يمد جسرا بين الشرق والغرب.
وقال شورمان بمناسبة تسليم الجائزة الى الكاتب "ان اورخان باموك
يقتفي اثار الغرب في الشرق واثار الشرق في الغرب". والجائزة التي سلمت
في السنتين الماضيتين الى المجري بيتر استرهازي والاميركية سوزان
سونتاغ رفعت قيمتها هذه السنة من 15 الى 25 الف يورو.
ويقيم اورخان باموك في اسطنبول وهو يتعرض بانتظام لحملات من الاوساط
القومية وخصوصا بعد اعلانه في شباط/فبراير الماضي ان "ثلاثين الف كردي
ومليون ارمني قتلوا في تركيا".
وهو ملاحق قضائيا لهذا الموقف وسيمثل في كانون الاول/ديسمبر امام
محكمة في اسطنبول بتهمة "الاساءة المتعمدة للهوية التركية" ويواجه
عقوبة السجن من ستة اشهر الى ثلاث سنوات لهذه التصريحات. وهو يؤيد
انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي.
ومن مؤلفاته "ثلج" و"القصر الابيض" و"اسمي احمر" وهو ثاني تركي
يتلقى هذه الجائزة بعد يشار كمال عام 1997. |