شتاء مكلف في الولايات المتحدة يعود بها الى مواقد الخشب

بعد أن احتلت أرفف متاجر العاديات والكبائن القديمة لفترة طويلة عادت مواقد الخشب لتصبح سلعة مطلوبة بسبب الارتفاع المتزايد في أسعار الوقود والغاز الطبيعي.

فبعض المستهلكين الذين لا يودون إنفاق نحو 1500 دولار أو أكثر على الوقود لتدفئة منازلهم في الشتاء يلجأون إلى المواقد القديمة التي تستخدم الخشب وتشبه القدر أو بديلها الاكثر حداثة وهو الموقد الذي يستخدم نشارة الخشب ليحظوا بالدفء في مقابل أقل من عشر هذا السعر.

وقالت ليسلي ويلر المتحدثة باسم جمعية المدافيء والافنية والشواء ان المصانع تعمل على قدم وساق لتقابل الزيادة المفاجئة في الطلب بعد أن بدأت أسعار موارد الطاقة في الارتفاع في أعقاب الاعصار كاترينا.

وقالت ويلر التي تمثل منظمتها التجار والمصنعين "الكل يرى زيادة هائلة في الاقبال على شراء المواقد التي تعمل بالخشب والمواقد التي تستخدم نشارة الخشب."

وعلى النقيض من الغاز أو النفط فإن كمية الاخشاب التي تكفي لستة أشهر تباع بنحو 120 دولارا. أما الموقد الذي يحرق الخشب والذي يبعث الحرارة في بيت مساحته 190 مترا مربعا فيباع بنحو ألفي دولار على عدد من مواقع الانترنت.

وتستقطب المواقد التي تعمل بالكهرباء لتحرق الكريات المصنوعة من نشارة الخشب المعالجة الانتباه لسهولة استخدامها وطول مدة الحرق اذ تستمر أكثر من يومين دون اعادة تزويدها بالخشب في بعض الحالات.

وتقول جين كينج المتحدثة باسم سلسلة شركات هوم ديبو "عادة ما تكون (المواقد) سلعة مخزنة ولكننا الان نواجه صعوبة في ابقائها في المخازن." وتضيف أن الوحدات تباع فور وصولها تحديدا في المنطقة الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة.

وتؤكد شركة لويس كوس انها ترى اقبالا واضحا على مصادر بديلة للتدفئة.

وعلى مدى أعوام كانت المواقد الخشبية رمزا للدفء المنزلي أكثر منها حلا عمليا للتدفئة. ولعل ذلك يرجع إلى أن أسعار النفط والافران التي تحرقه كانت زهيدة في ذلك الوقت. وكانت اخر مرة لجأ فيها المستهلكون إلى الخشب خلال السبعينيات عندما تسببت أزمة في امدادات النفط في ارتفاع أسعار مصادر الطاقة.

ويبدو أن التاريخ يكرر نفسه. فالزيادة المفاجئة في الطلب على الخشب يرجع أصلها الى أسعار النفط والغاز التي بلغت أرقاما قياسية. وتوقعت الحكومة الامريكية أن فواتير التدفئة المنزلية سترتفع بأكثر من 60 في المئة في بعض المناطق خلال هذا الشتاء.

وسيأتي هذا ليضيف إلى الزيادة التي حدثت بالفعل خلال العام الماضي والتي يتذكرها مالكو المواقد الجديدة جيدا.

وتقول بيتي لو التي تعيش على بعد 40 كيلومترا شمال شرقي مدينة نيويورك في جرينبرج بولاية نيويورك إنها أنفقت نحو 500 دولار شهريا على الغاز والكهرباء رغم أنها تحاول الحد من استهلاك هذه الموارد.

وعمدت لو إلى تركيب موقد في منزلها الريفي لانها تفضل هذا النوع من التدفئة المنبعثة من لوح خشبي ولكنها أيضا تتطلع إلى المنافع الاخرى المتمثلة في انفاق أقل على الوقود.

لكن للموقد عيوبه أيضا. فالناس يقولون ان عملية التنظيف مهمة شاقة حيث لا بد من ابقاء المدخنة نظيفة للحيلولة دون تكدس رماد الخشب. كذلك هناك المجهود البدني الذي يمارسه من يقطعون أخشابهم بأنفسهم بدلا من شرائه من أي مكان.

كما أن تلك المواقد لا تصلح لكل منطقة سكنية حيث انها تحتاج لمساحة كبيرة مفتوحة ومنافذ تهوية مما يعني استبعاد استخدامها في الشقق أو الغرف الصغيرة فضلا عن أن مستوى التدفئة قد يرتفع في بعض الحالات ليصل إلى درجات حرارة غير مريحة تدفع المالكين في بعض الاحيان إلى فتح نافذة لمعادلة درجة حرارة الغرفة.

ولكن مع اقتراب موسم الشتاء واستعداد الناس لتشغيل أجهزة التدفئة للمرة الاولى يقول مالكو المواقد انهم سيتغاضون عن هذه التفاصيل وأنهم يتطلعون لسماع صوت طقطقة الخشب وهو يحترق والجلوس في غرفة المعيشة الدافئة لتبادل المحادثات.

وتقول لو "سيكون الامر رائعا. سيكون المنظر رائعا وسيكون الاحساس رائعا."

شبكة النبأ المعلوماتية -الأحد 23/ تشرين الأول/2005 -  19/ رمضان/1426