لا يعتزم الروائي المصري الاكثر مبيعا في العالم العربي التخلي عن
المهنة التي تدر عليه دخلا حتى مع طبع روايته التي حققت شعبية بالغة
ثماني مرات على مدى ثلاث سنوات وما يجري حاليا من تحويل الرواية الى
فيلم سينمائي تتوفر له ميزانية كبيرة.
يقول علاء الاسواني انه يكتب لعدة ساعات يوميا ثم يرتدي معطف طبيب
الاسنان ويستقبل مرضاه الذين يعتمد على الرسوم التي يدفعونها في كسب
قوت يومه.
وقال لرويترز في مقابلة في اشارة الى روايته التي نشرت أول مرة عام
2002 "كل ما كسبت من الكتابة لغاية الان يادوب يدفع ثمن السجائر
والقهوة التي استهلكتها وأنا باكتب عمارة يعقوبيان."
وأضاف أن المبلغ الذي لا بأس به حقا سيحصل عليه عندما تنشر دار
هاربر كولينز النسخة الانجليزية من الرواية.
وعندما يتوجه الاسواني الذي درس طب الاسنان في جامعة ايلينوي الى
المؤتمرات الادبية في الخارج يتعجب الكتاب الاخرون من عدم تفرغه
للكتابة.
ومضى يقول "في العالم العربي الامر يختلف عن الغرب. حتى نجيب محفوظ
اشتغل كموظف حكومي حتى طلع على المعاش."
ولكن حتى ان كان بامكان الاسواني أن يترك مهنته كطبيب أسنان فانه لن
يتخلى عنها "طبيب الاسنان يختلط مع ناس من كل نوع وهذا مهم بالنسبة
للروائي."
ويمثل حجم مبيعات رواية "عمارة يعقوبيان" سرا تجاريا حتى بالنسبة
للاسواني نفسه ولكنه يقدر أن الرواية باعت نحو 100 ألف نسخة وهو رقم
كبير بالنسبة للعام العربي الذي لا تحقق فيه الروايات رواجا كبيرا.
والسمة المميزة للرواية هي تصويرها الصادق للجانب الاكثر ابتذالا
للحياة في القاهرة. ومحور الرواية أحد المباني السكنية القديمة في وسط
القاهرة.
ومن بين الشخصيات الرئيسية في الرواية رجل مثلي وسياسي فاسد
وارستقراطي فاسق من العهد الملكي الذي أطيح به عام 1952.
كما أن أحد الشخصيات تنطبق عليه الشروط اللازمة للالتحاق بكلية
الشرطة ولكن يتم استبعاده لان والده بواب. وينضم الى جماعة متطرفة
وتعتقله الشرطة وتعذبه.
ودافع الاسواني الذي ينتقد الحكومة والمناخ الاجتماعي المحافظ في
مصر عن اضافة شخصية المثلي في الرواية.
وقال "حاولت أن أصور المثلي كانسان. هناك حنين للايام التي لم يكن
فيها الناس يتدخلون في حياة الاخرين."
واقتبس الاسواني عنوان الرواية من الاسم الحقيقي للمبنى السكني الذي
كان يضم أول عيادة له ولكن هذا الاسم الارمني أعجبه على وجه الخصوص
لانه يعيد الى الاذهان الاجواء التي كانت سائدة في القاهرة باعتبارها
مدينة تضم كل الاطياف قبل ما يعتبره غزوا للتيار الاٍسلامي قادما من
المملكة العربية السعودية.
والاسواني عضو في حركة كفاية التي قادت احتجاجات هائلة في الشوارع
هذا العام لرفض تولي الرئيس حسني مبارك فترة ولاية خامسة أو أي محاولة
لجعل نجله جمال مبارك يخلفه.
وقال انه بالرغم من أن الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام
الحالي التي تعتبر أول انتخابات رئاسية بها أكثر من مرشح فانه ما زال
متشككا ازاء وعود الرئيس مبارك بالاصلاح.
ومضى يقول "لا اعتقد أن النظام له أي نية في الاصلاح... النظام لا
يهتم الا بنفسه... الديمقراطية هي الحل الوحيد لمصر أو لاي بلد."
ويعرض فيلم عمارة يعقوبيان المأخوذ عن الرواية والذي تبلغ ميزانيته
24 مليون جنيه (4.2 مليون دولار) في عيد الاضحى في ديسمبر كانون الاول.
والفيلم بطولة النجمين ذوي الشعبية الكبيرة عادل امام ويسرا. |