
نقلت وكالة الانباء الايرانية الطلابية الثلاثاء عن مسؤول في مدينة
الاهواز قوله انه تم الاثنين احباط محاولة اعتداء في الاهواز بعد يومين
على الاعتداء المزدوج الذي اوقع ستة قتلى ومئة جريح في هذه المدينة ذات
الغالبية العربية في محافظة خوزستان.
واعلن غلام رضا شريعتي نائب محافظ خوزستان المكلف الشؤون السياسية
والامنية "بعد ظهر امس (الاثنين) عثر على كيس يحتوي على مادة تي ان تي
المتفجرة وقنبلة يدوية ولغم تحت جسر في حي كيان فارس في الاهواز".
وقال مسؤول اخر في المدينة ان الكيس كان يحتوي على "تي ان تي وقنبلة
يدوية وثمانية الغام مضادة للافراد" وكانت ستستخدم لتدمير الجسر. ويربط
جسر كيان فارس جانبي مدينة الاهواز الشرقية والغربية.
وانفجرت قنبلتان يدويتا الصنع السبت في سوق في الاهواز الواقعة في
محافظة خوزستان الغنية بالنفط والقريبة من الجنوب العراقي واسفرتا عن
سقوط ستة قتلى وحوالى مئة جريح.
والاحد اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بريطانيا بالوقوف
وراء الاعتداءين. وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء ان "وجود القوات
البريطانية في جنوب العراق وعند الحدود الايرانية عامل عدم استقرار
للايرانيين والعراقيين. واننا نشتبه بقوة بارتكاب القوات البريطانية
الاعمال الارهابية".
واضاف انه في الماضي "اقتفى مسؤولون ايرانيون في الامن والاستخبارات
آثارا بريطانية" اثر الاعتداءات التي شهدتها محافظة خوزستان. واتهمت
الصحف المحافظة الثلاثاء بريطانيا بالتورط مباشرة في احداث الاهواز.
ونقلت صحيفة "كيهان" عن نائب الاهواز ناصر سوداني قوله ان
الاستخبارات الايرانية اعتقلت رجلا له علاقة باعتداءي السبت "اقر بانه
تلقى تدريبات على يد القوات البريطانية المنتشرة في العراق".
وكتبت صحيفة "جمهوري اسلامي" الراديكالية على صفحتها الاولى "استياء
عام ضد السياسات البريطانية المعادية". وقالت ان "سكان خوزستان يطالبون
بتحرك ضد البريطانيين الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات".
وتشهد هذه المحافظة اضطرابات منذ بضعة اشهر. وشهدت الاهواز وعدد من
البلدات الاخرى في نيسان/ابريل مواجهات استمرت بضعة ايام بين السكان
العرب وقوات الامن. كما وقعت في الاهواز في 12 حزيران/يونيو خلال
الحملة الانتخابية التي سبقت الانتخابات الرئاسية الايرانية سلسلة
تفجيرات اسفرت عن مقتل ثمانية اشخاص واصابة تسعين اخرين بجروح.
بدورها دعت صحف ايرانية متشددة بارزة الحكومة يوم الثلاثاء الى قطع
العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا بعدما اتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد
لندن بالوقوف وراء التفجيرات المميتة التي وقعت اوائل الاسبوع الجاري
في جنوب ايران.
واعرب أحمدي نجاد مجددا عن شكه في ان بريطانيا كانت وراء تفجيرات
السبت بمدينة الاهواز الجنوبية التي اسفرت عن مقتل ستة أشخاص واصابة
100.
ونقلت وكالة انباء الطلبة عنه قوله للصحفيين يوم الثلاثاء "ليس
لدينا سبب يدعونا للاعتقاد بأن بريطانيا ليست متورطة في الحادث
الاخير."
واضاف"اننا مدركون تماما لسلوك مثل هذه الدول .. فالاعمال الارهابية
وزعزعة الامن من الوسائل التي تستخدمها دول الاحتلال مثل بريطانيا."
ونفت بريطانيا اي صلة لها بتلك التفجيرات أو بسلسلة الهجمات التي
ضربت اوائل هذا العام اقليم خوزستان مركز صناعة النفط بايران المحاذي
للحدود العراقية الجنوبية.
وقال وزير الاستخبارات غلام حسين محسني ايجي لوكالة انباء الجمهورية
الاسلامية الرسمية (ايرنا) ان اكثر من 20 شخصا من المشتبه بهم قد القي
القبض عليهم. لكن لم يتضح ما اذا كانت هذه الاعتقالات تتصل بتفجيرات 15
اكتوبر تشرين الاول ام بالتفجيرات والاضطرابات السابقة في خوزستان هذا
العام.
ودعت صحيفة كيهان وهي احدى أربع صحف متشددة رئيسية يوم الاثنين الى
اعادة النظر في علاقات طهران مع لندن.
ورئيس تحرير الصحيفة الذي يتمتع بنفوذ قوي معين من قبل الزعيم
الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي الذي ترجع اليه الكلمة الفاصلة في
كافة امور الدولة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "التغاضي عن أزمة مفروضة علينا امر
مناف لكرامتنا... ينبغي ان نبدأ بخطوات هادئة مثل اغلاق السفارة
البريطانية وقطع العلاقات في النهاية."
وتدهورت العلاقات بين لندن وطهران بشدة خلال الاسابيع الاخيرة بسبب
دعم بريطانيا للتحركات الامريكية لاحالة ملف ايران النووي الى مجلس
الامن التابع للامم المتحدة الى جانب اتهامات بان ايران على صلة بهجمات
لمسلحين على القوات البريطانية في العراق.
وتنفي طهران التدخل في العراق او السعي لامتلاك اسلحة نووية.
وقالت السلطات المحلية انها فككت قنبلة كبيرة كانت مخبأة أسفل أحد
الجسور في الاهواز يوم الاثنين.
وقال متحدث باسم السلطات المحلية "بينما كانت الشرطة تباشر
التحقيقات في الاهواز عثرت على حقيبة مملوءة بالمواد المتفجرة."
وقالت السلطات ان أحدا لم يعلن المسؤولية عن التفجيرات ونفت تقارير
بأن مشتبها به اعتقل واعترف بتلقي تدريبات من بريطانيا.
لكن صحيفة (سياسات روز) اتهمت بريطانيا بتدبير التفجيرات.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها يوم الاثنين "من الواضح ان بريطانيا
تقف وراء تفجيرات جنوب ايران ... ان قطع العلاقات هو اقل ما يمكننا
فعله لمنع بريطانيا من التدخل في ايران."
وقال كثير من السياسيين الايرانيين ان وجود نحو ثمانية الاف جندي
بريطاني في العراق المجاور كان السبب الاساسي للعنف الذي وقع في
خوزستان هذا العام واتهموا تلك القوات بتدريب ومساعدة جماعات انفصالية
معارضة على شن هجمات. |