2005 ثاني او ثالث اكثر الاعوام دفئا

قالت هيئة الارصاد الجوية البريطانية يوم الجمعة ان عام 2005 هو ثاني او ثالث اكثر السنوات دفئا في جميع انحاء العالم.

ويأتي ذلك مع تنامي مخاوف سكان المناطق القطبية والمنخفضة وكذلك شركات التأمين والمرافق.

وقال وين ايليوت المتحدث باسم الهيئة "يتوقف ما اذا كان ثاني ام ثالث (اكثر الاعوام دفئا) على ما سيحدث في سيبريا في الفترة من الان وحتى نهاية العام.

"عام 1998 كان الاكثر دفئا على الاطلاق ويبدو ان 2005 سيأتي في المرتبة الثانية. سيكون عموما عاما دافئا جدا في جميع انحاء العالم وهو ما يتفق مع ابحاث تغير المناخ."

وتستند الارصاد الجوية البريطانية في تقديراتها الى درجات حرارة اليابسة والماء.

ووفقا لبيانات الهيئة التي ترجع الى عام 1861 فان اخر اربع سنوات كانت الاكثر حرا بعد عام 1998 . وكان عام 2002 ثاني أكثر الاعوام حرا يليه عام 2003 ثم 2004 واخيرا 2001 .

ويزيد هذا الاتجاه من مخاوف كثير من العلماء بأن درجات حرارة في ارتفاع وان الانشطة البشرية ومنها حرق الوقود الاحفوري وتصاعد "غازات الاحتباس الحراري" تلعب دورا كبيرا.

وتقول شركات الطاقة ان الاعصارين اللذين ضربا الولايات المتحدة مؤخرا تسببا في نقص كبير في امدادات الوقود.

وفي اوروبا تعرضت البرتغال واسبانيا لاسوأ موجة جفاف في تاريخيهما بينما أغرقت الامطار الغزيرة والفيضانات سويسرا والمانيا والنمسا وبلغاريا ورومانيا.

وقال كريج هاتون المسؤول في معهد (جيو داتا) في جامعة ساوثامبتون يوم الجمعة "ستقول الغالبية العظمى من العلماء الان ان هناك تأثيرا كبيرا لانشطة البشر على البيئة."

واضاف "اعتقد ان الامر جاد بما يكفي كي نبدأ التخطيط بشكل واقعي لكيفية مواجهة اثار التغيرات المناخية."

وتتعاون جامعة ساوثامبتون مع مؤسسة (آي.بي.إم) لاجهزة الكمبيوتر في مجال اجراء ابحاث تهدف الى تصميم نظام انذار مبكر لمواجهة الفيضانات في المملكة المتحدة والتنبؤ بالعواصف وأمواج المد.

من جهتها قالت دائرة الظواهر الجوية والمحيطات القومية  في الولايات المتحدة إن العالم شهد خلال عام 2005 أدفأ شهور سبتمبر/أيلول منذ عام 1880.

وبارتفاع بلغ في متوسطه 1.13 درجة فهرنهايت عن معدل متوسط درجات الحرارة، كان شهر سبتمبر/أيلول هذا العام من أدفا نظرائه منذ العام 1880 وفق مركز البيانات الجوية القومية بدائرة الظواهر الجوية والمحيطات القومية NOAA.

وشهد عام 2003 ثاني أدفأ شهور سبتمبر/أيلول بارتفاع في درجات الحرارة بلغ في المتوسط  1.02 فهرنهايت، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

ويأتي التقرير فيما يحذر العلماء من تسارع معدلات الاحتباس الحراي - ارتفاع في المعدلات الحرارية عالميا مما أدى إلى التغيرات المناخية والبيئية الحالية.

هذا وقد بينت  دراسات علمية نشرت في وقت سابق أن معدل الحرارة في سيبيريا ارتفع بمقدار ثلاث درجات مئوية منذ العام 1960.

وأكدت دراسة أوروبية  أشرفت عليها جامعة "إبينا" الألمانية، أن المساحات الواسعة المغطاة بالغابات في هذه المناطق لم تعد قادرة على امتصاص الغازات الناتجة عن الاحتباس الحراري، بالقدر المتوقع.

وذكرت الدراسة أن من أبرز نتائج هذه الظاهرة، ذوبان الثلوج والكتل الجليدية بوقت أبكر من المعتاد.

وعلى صعيد متصل، قال علماء أمريكيون إن الرصيف الجليدي للقطب الشمالي يواصل الذوبان، وللعام الرابع على التوالي، مما أدى إلى  تقلصه إلى  أصغر مساحة له منذ مائة عام نتيجة لارتفاع درجات الحرارة المرتبط على ما يبدو بتراكم غازات الاحتباس الحراري.

 ويقول علماء إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" والمركز القومي لبيانات الثلوج والجليد الذين يراقبون الجليد من خلال الأقمار الصناعية منذ عام 1978 إن إجمالي جليد القطب الشمالي في عام 2005 سيغطي أصغر مساحة منذ أن بدأت عمليات قياسه.

 وحسب تقرير للعلماء استنادا إلى بيانات الأقمار الصناعية وبيانات ملاحية ترجع إلى سنوات عديدة أبعد فإن كمية الجليد في القطب الشمالي هي الآن أقل كمية خلال قرن من الزمان على الأقل.

 وقال التقرير إن مساحة جليد البحر القطبي الشمالي تراجعت إلى 5.31 مليون كيلومتر مربع حتى 21 سبتمبر/ أيلول الجاري.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 18/ تشرين الأول/2005 -  14/ رمضان/1426