
وسط مخاوف مما تراه تزايدا للنفوذ الايراني في العراق ستتابع
المملكة العربية السعودية بقلق العراقيين وهم يدلون بأصواتهم للاستفتاء
على دستور جديد تخشى الرياض من أن يحول توازن القوى الاقليمي ليميل نحو
ايران.
وبالنسبة للحكام السنة في السعودية حيث توجد طائفة شيعية كبيرة فان
مشهد الاغلبية الشيعية في العراق وهي تثبت أقدامها تدريجيا هناك على
مدى العامين الماضيين بعد عقود من حكم السنة يعتبر مثيرا للانزعاج الى
حد كبير.
وترى السعودية أن ايران تستغل صعود الشيعة في العراق وتفتت السلطة
المركزية منذ الاطاحة بصدام حسين من أجل فرض سيطرتها على جنوب البلاد.
وتخشى الرياض من أن يؤدي التصويت بالموافقة على الدستور في استفتاء
يوم السبت الى ترسيخ الانقسامات الطائفية وكذلك النفوذ الايراني.
وقال مسؤول سعودي "سيمنح الدستور الايرانيين أو العراقيين الموالين
لايران نفوذا في سبع محافظات بالجنوب لجمعها في اطار حكم ذاتي يمكن أن
يقود لانشاء جمهورية شيعية."
واضاف المسؤول "هناك عراقيون يعتبرون الايرانيين قادتهم."
وتكشف شعور السعودية بالاحباط الشهر الماضي عندما قال الامير سعود
الفيصل وزير الخارجية السعودي في نيويورك ان الولايات المتحدة "تسلم
البلد بالكامل لايران دون مبرر."
واثارت تصريحاته غضب وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ عضو
المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بالعراق وهو حزب شيعي تأسس في ايران
وقال انه لن يأخذ محاضرات من "بدوي يركب جملا."
والاسبوع الماضي تأجلت زيارة لوزير الخارجية الايراني للسعودية.
وتذرع السعوديون بتضارب جداول أعمالهم ولكنهم اقروا بأنهم لا يرون
امكانية عقد اجتماع مثمر.
وقال المسؤول "السعودية لاتريد أن تسمع نفيا ايرانيا (للتدخل) ...
ربما لم نقتنع بأن لدى الايرانيين شيئا يمكنهم تقديمه."
ومما يزيد من قلق السعودية افتقادها لاي نفوذ سياسي بالعراق رغم
الحدود المشتركة بين البلدين والصلات القبلية مع الطائفة السنية بوسط
العراق.
وقال دبلوماسي مقره الرياض ان السعودية تحاول أن ترعى وتشجع ما وصفه
بشخصيات سنية تمثل الاتجاه السائد.
ولكن المحافظات السنية بوسط العراق تقع أيضا في قلب تمرد مستمر منذ
عامين يستهدف القوات الامريكية وقوات الامن الناشئة وأهداف أخرى.
ومازال السنة منقسمين بشأن ما اذا كانوا سيحاولون اسقاط الدستور
بالتصويت برفضه أم تجريده من الشرعية بمقاطعة الاستفتاء.
وقال المحلل السياسي في دبي مصطفى علاني "السعوديون سيرغبون في
التدخل في مرحلة معينة ولكنهم لا يملكون الوسيلة. الرغبة موجودة ولكن
المسألة تتعلق بالوسيلة."
واستضافت المملكة اجتماعا لوزارة خارجية الدول العربية في جدة
واقترحت عقد مؤتمر مصالحة لجمع الاطراف العراقية.
وقال المسؤول السعودي "طرحنا أفكارا ... ولكن الامريكيين يطلبون فقط
من السعودية الضغط على السنة في العراق لدعم أي خطة يقترحها
الامريكيون."
ويقول دبلوماسيون ان السعودية تبحث عن سبل لكبح النفوذ الايراني
المتنامي.
وقال دبلوماسي "لا أعتقد ان لديهم أي أوهام بشأن أين يكمن ميزان
القوى السياسية في العراق بعد سقوط صدام ... ولكن ربما تجد اشارات على
محاولات السعودية لتوجيه دفة الامور نحو العناصر الشيعية الاكثر
علمانية أو وطنية أو التي تنتمي لتيار الوسط."
ويقول محللون ان رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي وخلفه
ابراهيم الجعفري وكلاهما من الشيعة يعتبران من الشخصيات التي يمكن أن
تحد من النفوذ الايراني وخاصة نظام ولاية الفقية الذي وضعه اية الله
الخوميني والذي يمنح رجل الدين الشيعي الحاكم سلطات مطلقة.
وقال المسؤول السعودي "الجعفري بين بين. فهو مقرب لايران ولكنه لا
يقبل كل شيء يأتي من طهران ... اذا وجد دعما من دول أخرى أو قوات أخرى
فقد ينأى بنفسه (عن طهران) وينضم الى القوى المستقلة مثل اياد (علاوي). |