التدخين.. أكبر سبب للوفاة بالسرطان

قال الدكتور ماجد عزتي بكلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن لرويترز إن التدخين تسبب في وفاة نحو 1.4 مريض بالسرطان في عام 2000 أي وفاة أكثر من حالة من كل خمس حالات وفيات بالسرطان على مستوى العالم "مما قد يجعل التدخين أكبر مسبب للوفاة بالسرطان يمكن تجنبه."

وأوضح عزتي وزملاؤه في الاصدار الاخير للدورية الدولية للاورام أن هناك إدراكا واسعا لدور التدخين كمسبب رئيسي للسرطان لكن لا تتوافر معلومات كثيرة عن كيفية إسهامه في العبء العالمي والاقليمي لأمراض السرطان بالاشتراك مع عوامل الخطر الاخرى التي تؤثر في خلفية أنماط الوفيات بالسرطان.

ولتقدير العدد الدقيق للوفيات بالسرطان نتيجة التدخين في عام 2000 حلل الفريق البيانات من مصدرين فريدين للبيانات أحدهما هو الدراسة الثانية للوقاية من السرطانات التي أجرتها الجمعية الامريكية لمكافحة السرطان والثاني هو قواعد بيانات منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لابحاث السرطان عن الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان.

كان هناك ما يقدر بنحو 1.42 مليون حالة وفاة بالسرطان في أنحاء العالم في عام 2000 . ووصلت نسبة الوفاة بسبب التدخين وحده إلى 21 بالمئة من إجمالي الوفيات بالسرطان في أنحاء العالم.

وقال عزتي إن من هؤلاء كانت هناك 1.18 مليون حالة بين الرجال و0.24 مليون حالة بين النساء. وأضاف "نسبة الوفيات الناجمة عن السرطان بسبب التدخين تجاوزت 40 بالمئة بين الرجال في مناطق عديدة في العالم مثل أمريكا الشمالية وأوروبا."

وبلغ إجمالي عدد الوفيات بالسرطان نتيجة التدخين في العالم النامي 625 ألفا في حين بلغ العدد 794 ألفا في البلدان الصناعية.

ولاحظ عزتي أن هناك الآن زيادة طفيف في حالات الوفاة بالسرطان نتيجة التدخين في الدول الصناعية في أمريكا الشمالية وأوروبا وغرب المحيط الهادي "لكن يتوقع أن يؤدي ارتفاع معدل التدخين في دول العالم النامي خلال العقدين أو الثلاثة الماضية إلى تحويل العبء إلى العالم النامي."

وتعد اورام الرئة الاكثر شيوعا بسبب التدخين إذ أن نحو 850 ألف حالة أو ما يعادل 71 بالمئة من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة سببها التدخين. وتليها أورام الجهاز الهضمي العلوي الذي يشمل الفم والبلعوم والمريء.

وخلص الباحثون إلى ان هذه التقديرات الخاصة بمعدل الوفيات بالسرطان نتيجة التدخين "توفر اساسا هاما" لتقييم كيفية إسهام برامج مكافحة التدخين في الحد من أمراض السرطان على المستويين العالمي والاقليمي.

 وخلصت دراسة اخرى الى ان التدخين لفترة طويلة يرفع من احتمال اصابة النساء اللاتي انقطع لديهن الطمث بسرطان الثدي بنسبة 40 في المئة.

وقال دكتور كريستوفر اي. لي من مركز بحوث فريد هتشنسون للسرطان في سياتل لرويترز "يبدو ان التدخين يؤدي الى ارتفاع طفيف في احتمالات الاصابة بسرطان الثدي." وأضاف لي "بالتأكيد هذه ليست علاقة قوية مثل العلاقة بين التدخين وسرطان الرئة أو بين التدخين وأمراض القلب ولكن ربما يكون سرطان الثدي مرض اخر يضاف الى قائمة الامراض المرتبطة بالتدخين."

وبخلاف الدراسات السابقة التي كانت تقارن المدخنين بغير المدخنين فقد قدر لي وزملاؤه العلاقات بين الدرجات المختلفة لتدخين السجائر وبين خطر الاصابة بسرطان الثدي التوسعي عند نساء تراوحت أعمارهن بين 65 و79 عاما.

وقال التقرير الذي نشر في عدد أكتوبر من مجلة أسباب السرطان والوقاية منه ان من دخن في السابق زاد لديهن احتمال الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 30 في المئة. أما المدخنات الحاليات فان احتمال الاصابة بالسرطان زاد لديهن أكثر من السابقات.

ويزيد التدخين لمدة 40 عاما أو أكثر خطر الاصابة بالسرطان بنسبة 40 في المئة. وأشارت الدراسة أيضا الى أنه كلما انخفض السن الذي تبدأ عنده المرأة في التدخين كلما تعاظم خطر الاصابة بسرطان الثدي.

وقال لي "لا يتم الاعتماد على دراسة واحدة بشأن الامراض ولكن بناء على دراسات سابقة فان عددا متزايدا من الدراسات يقول بأن تدخين السجائر مرتبط بزيادة معتدلة في احتمال الاصابة بسرطان الثدي."

وأضاف لي "هناك حاجة لاجراء مزيد من العمل لتحديد أي جوانب التدخين يرتبط بخطر (الاصابة بالسرطان)."

وقال لي ان الدراسة تناولت النساء اللاتي تراوحت أعمارهن بين 65 و79. "ومع ذلك فانه يمكن تعميم النتائج على النساء اللاتي يحضن أو من انقطع لديهن الطمث منذ فترة قريبة."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 14/ تشرين الأول/2005 -  10/ رمضان/1426