مجلة المستقبل: دراسات عن الدستور والفيدرالية والارهاب

أصدر مركز المستقبل للدراسات والبحوث العدد الأول من مجلة المستقبل التي توحي بإرهاص ولادة فكر تغيري جديد يمكن أن يطرح أدلة وآليات عمل فاعلة راهناً ومستقبلاً كما جاء في كلمة العدد.

ويتضمن العدد دراستين لا تنفصل عن العملية السياسية التي يشهدها العراق اليوم حيث جاء الدستور العراقي بقلم الدكتور غازي فيصل مهدي، عميد كلية الحقوق بجامعة النهرين على الصفحات الأولى للعدد، وقد حث في خاتمة الدراسة على ضرورة تكاتف العراقيين الخيرين وتوحيد اسهاماتهم نحو البناء والاعمار واقامة صرح دولة عصرية من خلال وضع دستور عراقي بعد سقوط النظام السابق، وقد عدّ الباحث ذلك من أصعب المهام وأجلها.

بينما قارنت الدراسة الثانية للباحث منعم خميس مخلف بين النظام الجمهوري ـ الرئاسي والبرلماني وحكومة الجمعية النيابية، وقد أكد الباحث استخدامه للمنهج المقارن كأساس لابراز ما يمكن من الخصائص السلبية والايجابية حال التطبيق على الواقع العراقي.

كما كان  للارهاب وقعاً في صفحات المجلة من خلال ورقتي حلقة نقاشية عقدت في مركز المستقبل وقد أكد المشاركون كل من د. متعب مناف ود. عامر حسن فياض ود. خليل الربيعي ود. حميد السعدون ود. عادل محمود مظهور  ود. حسين حافظ وهيب ود. حازم الشمري، على أن سبب اتهام الاسلام بعدّه حاضنة للارهاب والمنتج له هو جزء من حرب ايدلوجية ابتدأت بكتاب (صدام الحضارات) لهنتغتون. كما ان الارهاب في العراق هو ارهاب خارجي، ومن جراء بعض أفعال قوات الاحتلال أيضاً، وكذلك عدّ العراق ساحة لمواجهة الارهاب العالمي.

وقد تناول القسم الثالث من المجلة الاقتصاد في ورقة سياسات سوق العمل للدكتور عماد عبد اللطيف ودراسة تفعيل دور المصرف الاسلامي للاستثمار والتمويل للدكتور عبد الرسول عبد جاسم وقد اعتمد الباحث مبدأ المشاركة في الربح والخسارة من خلال المرابحة والمشاركة والمضاربة والاستثمار المباشر.

كما حمل ملف العدد بين طياته أوراقاً هي في غاية الحساسية في العملية السياسية، إذ أن التنظير للفيدرالية من أعمق المتاهات التي يستفيد منها المنظرون على وفق مشتهياتهم السياسية. غير أن الباحث د. متعب مناف يؤكد على أن الفيدرالية إنما تتعلق ببناء الدولة أكثر من بناء الهوية. وهي محاولة توازن القوى بين المركز والحكومات المحلية، كما أنها تختص بتوزيع السلطات السياسية وما يتبعها من ادارة واقتصاد. كما ان الاستاذ ياسر الوائلي شدد في ورقته على دور الدولة في وجوب تحمل مسؤولية الانصهار والتعايش السلمي والتعاطي الايجابي على وفق الرؤية الوطنية. ولعل ما ذكره أو نقله الباحث حكمت البخاتي في ورقته الثالثة من أن السلطات لم تكن كلها بيد النبي (ص) (فقد كانت المدينة وما جاورها خاضعة لسلطة النبي (ص) مباشرة وأما بلاد العرب فقد قسمت إلى مقاطعات....) لعل هذا أشارة على مقاربة الفيدرالية ونظام الحكم في الدولة الاسلامية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 14/ تشرين الأول/2005 -  10/ رمضان/1426