التحديق في النجوم أصبح هوسا ايرانيا

يحرص سكان بلدة سعادات شهر في جنوب ايران على ألا تفوتهم صلاة الجمعة والا كيف سيطلعون على تحديث الامام لحركة النجوم وأيها سيلمع أكثر في سماء الاسبوع التالي.

واصيبت هذه البلدة التي تقع على مسافة 625 كيلومترا جنوبي طهران بهوس التحديق في السماء فيما يعكس شغفا عاما اجتذب اعدادا متزايدة لنوادي علوم الفلك في مختلف أرجاء الجمهورية الاسلامية.

وصل هذا الشغف حد أن باعت النساء في سعادات شهر حليهن لمساعدة استاذ العلوم أصغر كبيري على تحقيق حلمه ببناء مرصد.

وأبلغ كبيري رويترز في حديث هاتفي "عمال المدرسة والمدرسون كلهم دفعوا نسبة صغيرة من رواتبهم للمساعدة في بناء المرصد. والان أصبح مبعث فخر للبلدة."

وأضاف "الفلك علم آلهي يشجع عليه الاسلام. لذلك في مجتمع صغير وتقليدي مثل سعادات شهر يتبرع الناس لنشاطنا كما يتبرعون لبناء مسجد."

وتوجد اشارات عديدة في القران للاجرام السماوية والظواهر الطبيعية باعتبارها دليلا على وجود الخالق. وانضم إمام المسجد في سعادات شهر للهوس العام بالفلك فاستغل خطبة صلاة الجمعة للحديث عما سيطرأ على السماء في الايام التالية.

وقال كبيري "سكان البلدة وصل بهم الامر حد السماح لبناتهم بالبقاء في الخارج اثناء الليل إذا علموا انهن يرقبن النجوم."

وهناك دليل آخر على الاهمية الكبيرة التي اكتسبتها مراقبة النجوم في سعادات شهر فقد حصل كبيري على تصريح بقطع الكهرباء عن البلدة ليتمكن من رؤية السماء بشكل أفضل.

ولاحظ باباك تفريشي رئيس تحرير مجلة نجوم عن علوم الفلك تزايدا في أعداد المشتركين واجتذبت نوادي الهواة أعدادا كبيرة. وفي أوقات الكسوف واطلاق مركبات الفضاء تبيع نجوم عشرة الاف نسخة.

ويحظى برنامج تلفزيوني يقدمه تفريشي بأعلى نسبة مشاهدة على القناة الرابعة بالتلفزيون الايراني وفي بعض الاحيان يلتف حوله المعجبون في شوارع طهران.

ويقول "إنهم يقولون إنهم يحبون البرنامج لانه لا صلة له بأي من مشكلات المجتمع السياسية أو الدينية."

وانهالت الاتصالات الهاتفية على نجوم العام الماضي عندما لاحظ سكان طهران الفزعين الوضع الغريب لكوكب الزهرة وخافوا أن يكون طبقا طائرا يحلق في الافق.

وقال مايك سايمونز وهو أمريكي يهوى علوم الفلك ويزور إيران كثيرا أن علم الفلك له أصداء تاريخية قوية تؤثر على الايرانيين.

وأضاف "انهم يجتمعون في المناطق التاريخية. الايرانيون يشعرون بارتباط قوي بماضيهم وقد لاحظت أنهم يدركون هذه الصلة... من خلال علم الفلك."

وقال تفريشي إن هناك شعورا قويا بهذه الاستمرارية بين الهواة الذين يجتمعون في المرصد في مدينة نيسابور في شمال شرق البلاد موطن عالم الفلك والشاعر الشهير في العصور الوسطى عمر الخيام.

ولكن تفريشي يقول إنه على الرغم من هذا الولع بالماضي فان أغلب علماء الفلك في إيران يمثلون صورة المستقبل فمتوسط اعمارهم يبلغ 19 عاما ونسبة 60 بالمئة منهم من الفتيات. وأضاف ان اختلاط الشبان والشابات في نزهات ليلية من الامور القليلة التي قد تثير المشاكل لنوادي الفلك.

وقال سايمونز "في الولايات المتحدة أغلب علماء الفلك في متوسط العمر وقلة نادرة منهم من النساء."

واحتشدت نحو 30 من الشابات الايرانيات المهتمات بعلوم الفلك تحت القبة الفضية في مرصد زعفرانية في شمال طهران للتعرف على تضاريس القمر.

وقالت فاريبا يازداني مديرة المرصد ان نحو 280 شابا يأتون طواعية كل أسبوع لحضور حصص نظرية وعملية في المرصد.

وأضافت "يتضح انهم أطفال موهوبون للغاية... لا يكتفون بالكتب ويريدون لمحة من المالانهاية."

وتتدافع الفتيات في صخب للنظر عبر التليسكوب وقالت اريزو خاني (17 عاما) انها ادمنت ذلك وأضافت "الامر أكثر بكثير من مجرد المراقبة. فكلما زادت معرفتي بالنظرية كلما زدت فضولا لمعرفة المزيد."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 14/ تشرين الأول/2005 -  10/ رمضان/1426