عضو من الاسرة الحاكمة في الكويت يدعو الى قيادة جماعية للبلاد

دعا عضو من الاسرة الحاكمة الكويتية في هجوم نادر على حكم اسرة الصباح في تصريحات نشرت يوم الاثنين الى قيادة جماعية لوضع نهاية للانتهاكات الدستورية والفساد المستشري.

وقال الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني والرابع في التسلسل الهرمي للاسرة الحاكمة صحيفة القبس ان بعض اعضاء الاسرة يستغلون مواقعهم للانفراد بالقرارات.

واقترح اقامة لجنة لمساندة القيادة تضمه هو ورئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح والشيخ مبارك عبدالله احمد الصباح وهو شخصية ينظر اليها باحترام كبير.

وقال الشيخ سالم "عندما يتم التجاوز عن اعرافنا المتوارثة وابعاد كبار رجالات الاسرة الحاكمة والتفرد بالقرار وادارة الامور دون الرجوع لهم ..فان ذلك يعد مؤشرا خطيرا".

وتابع "ان الوضع الحالي خطأ لا يجب السكوت عنه ومن موقع مسؤوليتي في اسرة الحكم يجب ان انبه لهذا الخلل الدستوري الخطير الذي يتمثل في عدم اتباع الاجراءات التي حددها الدستور والقانون."

وتابع "هذه الاوضاع تجعل (هناك) من يعتقد بأن اغلب قرارات الحكومة ومراسميها غير دستورية.. وبالتالي فان وضع الحكومة هو الاخر يلامس المحظور الدستوري ويشكك في وضعها العام امام الشعب وممثليه مالم تعالج حقيقة الاوضاع وما آلت اليه. وهو بنظرنا شأن يتعلق حتى الآن بأسرة الحكم يتولاه كبارها وحكماؤها."

ويعقد من وضع الحكم في الكويت مرض كل من الامير الشيخ جابر الاحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبد الله وكلاهما في أواخر السبعينيات. ويدير رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحد الصباح الأخ غير الشقيق للامير الشؤون اليومية للدولة الصغيرة التي تحوي عشرة بالمئة من الاحتياطي العالمي للنفط.

وكثيرا ما دعا مجلس الامة الكويتي المفوه وبعض شخصيات المعارضة حكامهم المسنين والمرضى إلى تخفيف قبضتهم عن الحكم كما طالبوا بقرار واضح بشأن الخلافة.

وقال الشيخ سالم إن استبعاد كبار أعضاء الاسرة من اتخاذ القرارات هو انسلاخ خطير عن التقاليد الكويتية ومهد الطريق أمام استشراء الفساد.

وقال "إن الفوضى هي عنوان هذه المرحلة والكل يشتكي من التسيب والمحسوبية والشللية والرشوة التي انتشرت في اجهزة الحكومة والجميع يتحدث عن أنها اسيرة لاشخاص التنفيع."

ولمح الشيخ سالم في الماضي إلى خصومات داخل صفوف الاسرة الحاكمة ودعا إلى الوحدة.

وقال "ادعو للمحافظة على البلاد وعلى حقوق المواطنين وان نعمل على تماسك اسرة الحكم لان في تماسكها ووحدتها وحدة الكويت واستقرار لاهلها."

وذكرت وكالة الانباء الكويتية ان "الشيخ جابر الاحمد الصباح استدعى مساء اليوم رئيس مجلس الامة جاسم محمدالخرافي حيث ابلغه بثقة سموه الكاملة برئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح".

واوضحت ان امير الكويت اعرب ايضا عن "تقديره لكل ما يقوم به (رئيس الوزراء) من جهود كما ابلغه حرصه على حسم الامور لما فيه مصلحة الكويت وامنها واستقرارها".

واضافت ان الشيخ جابر طالب من رئيس مجلس الامة "ابلاغ اعضاء المجلس بمضمون هذه الرسالة".

وتمثل هذه الدعوة اقوى الدعوات الى التغيير داخل الاسرة الحاكمة في الوقت الذي تشير فيه معلومات الى وجود ازمة وصراع داخلي على السلطة داخل الحكم.

وقال العلي للقبس "ان الوضع الحالي خطأ لا يجب السكوت عنه ومن موقع مسؤوليتي في اسرة الحكم يجب ان انبه لهذا الخلل الدستوري الخطير الذي يتمثل في عدم اتباع الاجراءات التي حددها الدستور والقانون".

واضاف رئيس الحرس الوطني الكويتي "يجب ان تمر التشريعات في القنوات الدستورية السليمة حتى لا يطعن بعدم دستوريتها" متهما وزير الديوان الاميري الشيخ ناصر الاحمد الصباح بتجاوز صلاحياته.

وقال ان الشيخ ناصر يقوم "بأدوار ليست من صميم اختصاصاته ومهامه الوظيفية فليس صحيحا او منطقيا ان يستفرد بالقرار" في اشارة الى القواعد التي تنص على وجوب توقيع الامير شخصيا على كل القوانين.

واضاف ان "هذه الاوضاع تجعل من يعتقد بأن اغلب قرارات الحكومة ومراسيمها غير دستورية وبالتالي فإن وضع الحكومة هو الآخر يلامس المحظور الدستوري ويشكك في وضعها العام امام الشعب وممثليه".

ويحتل الشيخ سالم العلي المرتبة الرابعة في هرم اسرة ال الصباح بعد امير الكويت وولي عهده ورئيس وزرائه غير انه يعتبر بحكم سنه "عميد" الاسرة.

وكان العام الماضي اشار الى وجود خلافات داخل الاسرة الحاكمة في الكويت ودعا علنا مرتين الى القيام باصلاحات والى الوحدة داخل الاسرة وسط تردد احاديث عن تغيير على راس الاسرة الحاكمة.

وعلى اثر هذه الدعوات منح الشيخ سالم لقب "صاحب السمو" الذي لم يكن يتمتع به الا ثلاثة من اعضاء الاسرة الحاكمة في الدولة النفطية الغنية.

وكان امير الكويت الشيخ جابر الصباح (77 عاما) الذي يحكم الكويت منذ 29 عاما عانى في ايلول/سبتمبر 2001 من نزيف دماغي.

وتخلى منذ ذلك التاريخ عن الكثير من مهامه الرسمية واحال اغلبها الى رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح.

وامضى هذه السنة شهرين في المستشفى في الولايات المتحدة حيث اجريت له جراحة في الساق.

اما ولي العهد الكويتي الشيخ سعد الذي لا يظهر علنا الا نادرا فهو مريض منذ ان اجريت له في 1997 عملية في القولون. وهو حاليا في لندن.

وتحكم اسرة ال الصباح الكويت منذ حوالي 250 عاما. ويحتل اعضاء الاسرة المناصب الوزارية المهمة وبينها خاصة وزارات الدفاع والداخلية والطاقة والخارجية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأربعاء 12/ تشرين الأول/2005 -  8/ رمضان/1426