العالم سيشهد اكثر الامراض الوبائية فتكا في التاريخ البشري

 

بعد عقدين من ظهور مرض الايدز الذي شغل الاوساط الطبية واشاع الخوف و الذعر في نفوس البشر برز اسم جديد لمرض مخيف يعرف باسم انفلونزا الطيور الذي يرمز له علميا بفيروس (اتش فايف ان ون) الذي يحذر الخبراء من انه سيكون اشد فتكا من كافة الامراض الوبائية السابقة.

ويعرف فيروس انفلونزا الطيور ايضا باسم انفلونزا (ايفيان) وينتشر هذا الفيروس بين الدواجن التي تتراكم في الاسواق الاسيوية بطريقة غير صحية وفي المرحلة الحالية اظهر هذا الفيروس القدرة على الانتقال بين الطيور بالاضافة الى الانتقال من الطيور الى البشر حيث رصدت حتى الان 65 حالة وفاة في دول اسيوية متفرقة.

ويبدي العلماء تخوفا شديدا اذا ما طرا على فيروس (اتش فايف ان ون) تغيير في تركيبته الجينية تمكنه من الانتقال من شخص الى الاخر عندها سيشكل وباء حقيقيا يقضي على ملايين الاشخاص ويصبح العالم اجمع مدينة اشباح توضع فيها مدن رئيسية تحت الحجر الصحي وتستخدم الملاعب الرياضية كمستشفيات لاحتواء اعداد المرضى الهائلة.

ويؤكد العلماء ان فيروس (اتش فايف ان ون) لم يكن موجود في تاريخ الكائنات الحية من قبل لذلك ليس لدي اي كائن حي مناعة طبيعية لهذا الفيروس.

وبالرغم من عدم اكتشاف امصال التطعيم للوقاية من انفلونزا ايفيان فان العلماء اكتشفوا اخيرا ان هناك علاج واحد فعال للقضاء عليه وهو (تاميفلو) الذي تصنعه شركة (روشيه) السويسرية وتقوم ببيعه منذ عدة سنوات.

وباكتشاف دواء (تاميفلو) تنفس البشر الصعداء مطمئنين انفسهم بان هذا الدواء هو العلاج لهذا الوباء الا ان خبراء في هونغ كونغ حطموا هذه الامال عندما اكتشفوا مؤخرا ان فيروس (اتش فايف ان ون) اظهر مقاومة للعقار المضاد (تاميفلو) التي تتهافت عليه كافة دول العالم لشراءه على الرغم من كمياته القليلة المتواجدة في الشركة المصنعة.

ويقول الاستاذ بقسم الصيدلة في مستشفى كوين ماري بهونغ كونغ ويليام تشي في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام العالمية انه "لايمكن الاعتماد على تاميفلو لمعالجة هذا الفيروس الوبائي".

ويحث ويليام تشي و زملائه العلماء صانعي الادوية بانتاج نوعيات اكثر فعالية من دواء (ريلينزا) وهو عقار مضاد اخر لمعالجة فيروس انفلونزا الطيور يتم اخذه عن طريق الاستنشاق.

وجاءت تشيجع ويليام تشي لتعزيز دواء (ريلينزا) عندما اظهر الفيروس الوبائي مقاومة لعقار (تاميفلو) الذي اعطي لبعض الاشخاص المصابين بانفلونزا الطيور في شمال فيتنام واليابان هذا العام.

ويجب على صانعي الادوية انتاج نوعية من دواء (ريلينزا) على هيئة حبوب و حقن الا ان الاستاذ ويليام تشي فضل استخدام الحقن ليتم حقن المصل في الوريد مباشرة وذلك لان جسم الانسان يمتص هذا المصل بفعالية اكثر من اخذه عن طريق الفم بالاضافة الى تفادي قيام احماض المعدة التقليل من فعالية الحبوب.

ويوضح ويليام تشي ان دورة علاج عقار (ريلينزا) المحقون ستكون سريعة و فعالة خاصة للاشخاص شديدي المرض معللا ان "تناول الادوية عن طريق الفم يحتاج ثلاثة الى اربعة ساعات لوصول الدواء الى الدم وهي ساعات حساسة جدا للحالات المرضية الحرجة الا ان الريلينزا المحقونة تاخذ نحو 30 دقيقية لوصولها الى الدم".

وقامت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بالتخفيف من حدة المخاوف التي اثارتها تصريحات الدكتور ديفيد نبارو المكلف بالاشراف على جهود منظمة الامم المتحدة في اسيا لاحتواء عدوى انفلونزا الطيور عندما قال انها ستودي بحياة 150 مليون شخص.

ولم يشر المتحدث الرسمي في قسم مكافحة الانفلونزا الوبائية التابع لمنظمة الصحة العالمية ديك توبموس الى ما اذا كانت تقديرات نبارو خاطئة او مبالغ فيها الا انه اكد بان 4ر7 مليون حالة وفاة متوقعة يعتبر تقدير اكثر منطقية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 11/ تشرين الأول/2005 -  7/ رمضان/1426