
يري منتقدو منظمات المعونة الاجنبية في افريقيا انها شكل جديد من
اشكال الامبريالية ويقولون انها في مسعاها لعمل الخير تعزز نظاما
للمساعدات الانسانية يبقي الى الابد اعتماد القارة على الاجانب.
اما مؤيدو المنظمات غير الحكومية العالمية التي تساعد الجوعى
والمهمشين فيقولون إنها تدعو لاصلاح التجارة وتخاطر كثيرا بكشفها عن
انتهاكات حقوق الانسان وتعزز عادة اعتماد الافارقة على النفس في اطار
هذه العملية.
ويتفق أنصارها ومعارضوها على أمر واحد هو ان محاولات افريقيا لعلاج
القضايا التي تتحكم في مصيرها تأثر بشكل متزايد بالجيش المتنامي من
المنظمات غير الحكومية الاجنبية سواء كان ذلك للافضل او للاسوأ.
وكتب مايكل ادواردز مدير وحدة الحكم والمجتمع المدني في مؤسسة فورد
"تخفيف أكبر لعبء الدين ومعاهدة اوتاوا للالغام الارضية والحركة
العالمية لحقوق المراة وحماية البيئة... لم نكن لنحقق ايا من هذه
الانجازات دون أفكار المنظمات غير الحكومية وضغوطها."
وكتب في مقال في صحيفة فاينانشال تايمز اللندنية "تهيمن أصوات من
العالم الغني على شبكات المنظمات غير الحكومية العالمية وهى نقطة ضعف
تجعل منها هدفا سهلا للهجوم."
ويقول مركز الحكم العالمي بكلية لندن الاقتصاد إن عدد فروع المنظمات
غير الحكومية الدولية ويشمل مكاتب او ممثلا واحدا ارتفع بنسبة 31 في
المئة في افريقيا إلى 39729 في الفترة ما بين عام 1993 وعام 2003.
ونسبة الزيادة في افريقيا جنوب الصحراء أعلى عند 40 بالمئة واظهر
بحث الكلية ان عدد المنظمات غير الحكومية العالمية والمنظمات غير
الحكومية التي لها اتصالات دولية قوية التي لها مقار في افريقيا ارتفع
بنسبة 33 بالمئة إلى 867 في نفس الفترة.
ولا تشمل الدراسة الافا من المنظمات غير الحكومية الافريقية التي
تعمل في بعض الاحيان إلى جانب نظرائها الاجانب.
ومنذ فترة طويلة يركز الانتقاد الموجه للمنظمات غير الحكومية
الدولية على قضية الشرعية. ولم تترك المظاهرات التي نظمت ضد العولمة
ابان قمة مجموعة الثمانية في عام 2001 انطباعا جيدا لدى كلير شورت
وزيرة التنمية الدولية البريطانية انذاك.
وقالت شورت "جميعهم من البيض من الدول الغنية يزعمون انهم يتحدثون
باسم فقراء العالم وهناك خطأ ما في ذلك."
ويرد أنصار المنظمات غير الحكومية بأن نسبة الافارقة في عملياتها
اخذة في الزيادة ويسعي البعض لتطبيق عدم مركزية السلطة ونقل السلطات
لوحدات اقليمية وداخل الدول لمحاولة تعميق جذورها في المجتمعات التي
تخدمها.
وخطت منظمة (اكشن ايد) خطوة اضافية ونقلت مقرها العالمي من بريطانيا
إلى جنوب افريقيا ليكون مقرها في "الجنوب". ويرأس مجلس ادارتها الدولي
نورين كاليبا وهو نشط اوغندي شهير في مجال مكافحة مرض الايدز.
وقال تشارلز اباني وهو نيجيري يدير عمليات (اكشن ايد) في افريقيا
لرويترز "قضية من يتحدث باسم من هي الجوهر هنا."
وقال إنه كلما شارك ممثل حقيقي للفقراء في عملية التحليل وصنع
القرار كلما كانت عمليات المنظمات غير الحكومية عملية وفعالة وملائمة
سياسيا.
واضاف "عادة ما يجري باحثون من اكاديميات لا صلة لها بأرض الواقع
تحليلا مجردا."
ومن الانتقادات الرئيسية الاخرى التي توجه لنظم المساعدات الانسانية
ككل ان اعمال الاغاثة تقوض العقد السياسي بين الدولة ومواطنيها الذي
يقضي بحمايتهم من شرور مثل المجاعة.
وقبل سنوات كثيرة كان الرد المعتاد للعاملين في المنظات غير
الحكومية على هذا النقد انهم يأتون إلى افريقيا للارتقاء بالعمل في هذا
المجال. إلا ان هذا لم يتحقق وواصل القطاع النمو والتوسع.
وقالت سيلفي برونل الرئيس الاسبق لمنظمة العمل ضد الجوع "بمرور
الوقت نمت المنظمات الحكومية بارادتها وتعمل اقل في خدمة من تعني
بمساعدتهم. عدد هذه المؤسسات اكثر من اللازم. بعض المنظمات اصحبت مثل
منظمة امم متحدة مصغرة بتركيزها الزائد على الامداد والتموين وجمع
الاموال والاتصالات."
ويصر ري باركوت مؤسس منظمة تعمل في احد ضواحي نيروبي الفقيرة على أن
الامريكيين يعملون كمتطوعين بينما يحصل الكينيون على اجور.
وقال "هدف جميع المنظمات غير الانسانية نقل الملكية للمجتمع. خلق
فرص عمل ليس مهما للتنمية الاقتصادية فحسب بل حيويا لتحظى بالشرعية في
أعين المجتمع." |