المعارضة المصرية تشكل ائتلافا موحدا لمواجهة حكومة مبارك في الانتخابات

قال سياسيون مصريون يوم الاحد إن عشرة أحزاب وجماعات معارضة تشمل حركة كفاية ويساريين وليبراليين شكلت جبهة لمواجهة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) في نوفمبر تشرين الثاني القادم.

ويمكن أن تمثل الجبهة الوطنية للتغيير السياسي والدستوري تحديا خطيرا لكثير من مرشحي الحزب الوطني الديمقراطي الذي يسيطر حاليا على أكثر من 90 في المئة من مقاعد البرلمان البالغ عددها 454 من بينها عشرة مقاعد يشغلها معينون.

وقال محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين التي يعتقد أنها أكبر جماعة معارضة ان الجماعة جزء من تحالف انتخابي مع الجبهة الجديدة.

وقالت الجبهة انها ستخوض انتخابات مجلس الشعب بقائمة موحدة في مواجهة قائمة مرشحي الحزب الحاكم. وقالت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة انها ستخوض الانتخابات بقائمة خاصة بها لكنها ستنسق انتخابيا مع الجبهة التي ستضم قائمتها مرشحين من تسعة أحزاب وجماعات وحركات بينها الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية".

وتضم الجبهة معظم أحزاب وجماعات المعارضة المهمة مثل حزب التجمع الوطني التقدمي وهو حزب يساري وحزب الوفد وهو حزب ليبرالي والحزب العربي الديمقراطي الناصري. كما تضم بعض الاسلاميين المعتدلين.

وقالت مصادر سياسية ان اتصالات تجري لضم حزب الغد الى الجبهة الجديدة. وكان رئيس حزب الغد أيمن نور أبرز منافسي الرئيس حسني مبارك في انتخابات الرئاسة التي أجريت في سبتمبر أيلول الماضي.

وحتى لو تمكنت المعارضة من زيادة عدد مقاعدها في مجلس الشعب فان من غير الواضح أن حزبا من المشتركين فيها يمكنه أن يحصل على نسبة خمسة في المئة من المقاعد وهي النسبة اللازمة لترشيح قيادي منه لمنصب رئيس الدولة في انتخابات عام 2011 أو قبلها.

ويلزم لترشيح قيادي من اي حزب للمنصب أن تكون للحزب أيضا نسبة خمسة في المئة من مقاعد المنتخبين في مجلس الشورى وهو المجلس الثاني للبرلمان ولكن بدون صلاحيات تشريعية.

وحزب الغد الذي تكون في أكتوبر تشرين الاول الماضي له ستة مقاعد في مجلس الشعب بينما يلزم لقبول مرشح منه لمنصب رئيس لدولة أن يكون له 23 مقعدا في مجلس الشعب وتسعة مقاعد في مجلس الشورى الذي لا يشغل فيه الحزب أي مقعد.

وقال نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين لرويترز ان الجماعة لم تتمكن من الاشتراك مع الجبهة الجديدة في قائمة موحدة لقصر الفترة المتبقية على اجراء الانتخابات. وقال ان اتفاق عشرة أحزاب وجماعات على قائمة واحدة من المرشحين يتطلب وقتا أطول من الوقت المتاح حاليا.

وأضاف أن الجماعة ستنسق مع الجبهة في كل الدوائر الانتخابية التي يمكن التنسيق فيها لتجنب منافسة بين مرشحين من الجانبين. وأشار الى أن الجماعة يمكن أن تترك دائرة ما لمرشح قوي من الجبهة وسيحدث الشيء نفسه من جانب الجبهة تجاه الجماعة.

وقال البيان الصادر بتشكيل الجبهة "أكد ممثل الاخوان المسلمين في الجبهة التزام جماعة الاخوان بالتنسيق الكامل مع هذه القائمة الموحدة."

وقالت الجماعة في الاسبوع الماضي انها تتوقع أن تحصل في الانتخابات القادمة على ثلاثة أمثال عدد المقاعد التي تشغلها في المجلس حاليا في الوقت الذي تزايدت فيه الحريات السياسية وزاد وعي المواطنين بحقوقهم السياسية.

وقال حبيب ان الاخوان سيرشحون 150 مرشحا في الانتخابات القادمة أي مثلي عدد المرشحين الذين تقدموا بهم لانتخابات عام 2000 التي شغلوا فيها 17 مقعدا وهي أكبر كتلة برلمانية بعد الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم. وأسقط مجلس الشعب العضوية عن اثنين من نواب الاخوان.

وتسبب رفض الاخوان الاشتراك في قائمة الجبهة بعض الضيق في الدوائر اليسارية. وقال قيادي يساري طلب عدم نشر اسمه "الاخوان مزعجون جدا ومتعبون جدا. انهم لا يفهمون أي شيء."

وقال جورج اسحق المنسق العام لحركة "كفاية" ان الاحزاب والجماعات المشتركة في الجبهة ستعاود الاجتماع يوم الاحد لبحث تفاصيل قائمة المرشحين والبدء في اختيار الاقوى منهم.

وقال أمين التنظيم في حزب الغد وائل نوارة لرويترز ان بعض أعضاء الجبهة الجديدة حاولوا ضم حزب الغد اليها لكنهم وجدوا مقاومة من أعضاء اخرين.

وأضاف أن "من المحزن أن يكون هناك بعض الاحزاب القديمة مازالت تقاوم فكرة أن هناك جيلا جديدا من المعارضة."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 10/ تشرين الأول/2005 -  6/ رمضان/1426