من مكتبة النبأ: دور علم النفس في تربية الايتام

الكتاب: علم النفس وتربية الأيتام

المؤلف: د. علي قائمي

المعلومات: الطبعة الأولى 1422هـ - 2001م

(382) صفحة من القطع الكبير

الناشر: دار البلاغة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان

 

((نعيش في عصر كله شقاء ومصاعب، عصر يمكننا أن نطلق عليه اسم عصر الغلبة.. للرذائل على الفضائل والمعنويات، فالمخمورون والسكارى قد ساقوا البشرية إلى عمق الفاجعة والمصيبة. وسقطت اكتشافات وإبداعات الرخيصين من العلماء في أيدي عصابة من الأوباش والأرذال)).

نقرأ في ((المقدمة)):

لقد أزاح الاستكبار العالمي في عصرنا هذا الستار عن وجهه القبيح عن طريق السعي ومن خلال إظهار شكله المخيف والمرعب إلى إحكام قبضته على المستضعفين.

وأما شرفاء العالم الذين رفضوا وأبوا تحمل الأسر وأغلاله فقد قضوا نحبهم تحت وطأته ظلماً والاستكبار العالمي غير قادر على تحمل رؤية حركات التحرر الوطنية والتي استيقظت من سباتها وراحت تطالب بحقوقها في ظل قيادات واعية. بل راح يسخّر كل شيء لإسكات نداءاتهم المطالبة بالحق لإركاعهم وإجبارهم على التخلي عن الأهداف والمثل والعقائد.

نعم، فهؤلاء لا يخجلون من سفك الدماء وإبادة البشر ودفن الأطفال والنساء والمرضى أحياء تحت التراب والسعي لخنق أنفاسهم والقضاء عليهم حتى من خلال أكثر الطرق والسبل وقاعة وقسوة. وليست الجنايات والمفاسد التي من هذا النوع قليلة في يومنا هذا.

فحكمة الشعب ويقظته ونشاطه وقدرته على العمل... وتقديم النموذج العملي لحركات التحرر في الدول المستضعفة وإثبات أن الدين ليس بـ(أفيون المجتمع) بل هو سبب يقظة و... الخ... و... إنا والجيل العزيز من الأيام... الذين يعيشون إلى جوارنا في بلادنا الإسلامية يجب أن نعيش بشكل أمثل وأفضل.

و... تقديم فكرة وشرح وافٍ عن هذا الجيل، وعن شروط حياتهم الخاصة، وعن الأسس والقيم، وعن مشاكلهم السلوكية والتربوية، وعن الإجراءات التي يجب اتخاذها تجاههم، وعن الواجبات التي يجب أداؤها بحقهم، وما لدينا هو علم النفس وتربية الأيتام وأبناء الشهداء، وما نهدف إليه هو الأخذ بعين الاعتبار أوضاعهم الجسدية والنفسية لنقدم بناء على هذا الأساس أسلوباً مناسباً لتربيتهم وتنشئتهم.

ونقرأ في القسم الأول (موضوع الأسرة) ضمن (مقدمة) الفصل الأول وعنوانه (أهمية الأسرة):

عرفت الأسرة بأنها مؤسسة أو منظمة اجتماعية تنشأ عن رابطة زوجية بين المرأة والرجل، يعيش فيها أفراد الأسرة، وهم الزوجان والأبناء وأحياناً الأجداد والأحفاد في ظل تعايش سلمي ملؤه الصفاء، والود، والأنس، والتفاهم، والتكافل، والتعاون.

فلأفراد الأسرة وحدة في الهدف والأسلوب وسير الحياة وعادة ما تنظم سياستها العامة من قبل فرد نطلق عليه اسم رب الأسرة، أو كبير الأسرة، أو رئيسها. فنتاج الأسرة تنظيم حياة المرأة والرجل، والولادة، وتربية الأبناء، وإحلال الهدوء والسكون، وهي عوامل أساسية لإعداد ودخول الجيل الجديد إلى ميدان الحياة الاجتماعية.

ثم نقرأ في القسم الثاني (الطفل وموت الأب) في (مقدمة) الفصل الرابع المعنون (إحساس الطفل بالنسبة للأب).

بعد الولادة يبقى الطفل مدة طويلة نسبياً متعلقاً بأمه، وفي أحضانها، فيرتبط عن طريق فمه مع حليب الأم، وعن طريق الحواس واللمس مع بدن الأم، وعن طريق تبادل الحب والتفاهم مع عاطفة الأم وروحها. وطيلة مدة الحياة الرحمية للطفل ليس للأب تدخل مباشر فيه... ولكن من الشهر الثاني تقريباً يشرع الطفل بالتعرّف على أبيه كشخص يقوم بتأمين الحماية والمداعبة له، ويشرع بتكوين علاقة متبادلة ومتناغمة معه. ولعله من السابق لأوانه أن يكون الطفل حتى الآن قد استأنس بهذا الشخص بشكل كامل او أنهم فهم دوره وقدره وقيمته في حياته.

وقبل أن يستأنس الطفل بوجه أبيه فإنه يتعرف على صوته ومداعباته له، وهو ما يتفاوت بشكل كامل عما يشاهده من أمه في هذا المجال. وأما تقبل الأب قلبياً من قبل الطفل فيحصل تدريجياً مع مرور الزمن. أجل صحيح أن أساس حياة وأنس الطفل هو مع أمه ولكن هذا الكلام لا يعني أن دور الأب في حياة الطفل هامشي أو معدوم. ولعلنا نصل بعد ذلك إلى نتيجة مؤداها أن الدور الانضباطي والتوجيهي للأب في حياة الطفل هو أكثر بدرجات من دور الأم، أو على الأقل في مستواه.

ومما نقرأ من عنوان (التعلق بالأب):

ينحو الطفل بالتدريج، ويتمكن من التكلم والمشين ويقيم مع الآخرين علاقات التفاهم والأنس، وكما يقال يصبح اجتماعياً، وفي مثل هذه الحالة والسن، فإن صورة وملامح وجه الأب تصبح هي الأكثر معروفية وتميزاً عن سواها، ويصبح وجود الأب أغلى وجود يستمد الطفل منه القوة والقدرة، ويتعلق به في الوقت ذاته.

ومن مضمون الفصل الخامس (إحساس الطفل بالنسبة للموت) نقرأ تحت عنوان (الطفل وقضية الموت):

يحمل الطفل في ذهنه صوراً مختلفة عن الموت، ويبدأ هذا الأمر عنده في سن الثالثة من عمره، لأنه قبل ذلك العمر لا يمكنه إدراك معنى الموت. فابتداءاً من هذا السن يبدأ مشهد تشييع الجنائز والبكاء والنحيب بإثارة فضوله ولفت انتباهه، كذلك ما يدور بين شخصين من حديث حول الموت...

وإذا سمع هؤلاء الأطفال خبراً أو حديثاً ممن حولهم حول الموت، فإنهم يرغبون بشغف وإصرار بمعرفته؟ ومعرفة كيف هو الشخص الميت؟ وماذا يعني الموت؟ وما هي أسراره.

إحساس الموت بالنسبة للطفل يتقارن مع عشرات الألغاز والأسرار غير القابلة للحل والفهم. ربما أنه منزعج ومتأثر ومتألم لأن أباه لم يعد قادراً على التحدث معه، ولا على اللعب معه. وربما حضر قرب جنازة الأب وأصر على أن يستقيظ ويرافقه دون أن يعلم أن البكاء والتضرع لا يفيدان شيئاً مع الموت.

ومن القسم الخامس (الحاجات الضرورية) نقرأ عن الفصل الخامس عشر (موضوع الحاجة) ضمن عنوان فرعي هو (حاجة الإنسان):

الإنسان كائن شديد الحاجة. فلو تعرض قسم من حاجاته للخطر مثلاً، فهذا يعني أن حياته في خطر، واستمرار حياته سيكون رهناً لمدى الأذى والضرر الذي سيتلقاه كتعرض نفس الإنسان للخطر مثلاً...

إن حاجة الإنسان أمر في غاية الأهمية في رأي علماء النفس لأنه عاملاً ومحرضاً داخلياً للسلوك...

وحول عنوان (ضرورة الأشباع) نقرأ:

يجب أن تقضي الحوائج بما يتناسب مع الظروف والشروط الخاصة، وخصوصاً تلك التي تعتبر في الدرجة الأولى من الأهمية لمثل هؤلاء الأطفالن والتي برزت لديهم نتيجة... موت أو استشهاد الأب...

وعن (أنواع الحاجات) نقرأ هذا التسلسل منها:

1- الحاجات المعيشية... وتشمل الحاجة للغذاء...

2- الحاجات العاطفية... وتشمل الحاجة للاحترام...

3- الحاجات النفسية... وتشمل الحاجة للحماية...

4- الحاجات الاجتماعية... وتشمل الحاجة للأدب والأخلاق...

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 9/ تشرين الأول/2005 -  5/ رمضان/1426