نظرية المؤامرة الصهيونية في احداث 11 ايلول لازالت مسيطرة على العقل العربي

كتاب الباحث السعودي الدكتور صالح بن بكر الطيار (الاصلاحات العربية والتحديات الدولية-السعودية نموذجا) حمل معلومات موثقة ودقيقة وبتحليلات لا تجافي المنهج العلمي وبمواقف ربما كان كثير منها موضع اجماع او شبه اجماع عربي.. لكن القارئ على رغم هذا الغنى.. ولقدرة المؤلف وخبراته..قد يجد ان العنوان وعد باكثر مما انطوى عليه الكتاب على اهميته.

فالحديث عن الاصلاحات العربية والتحديات الدولية يوحي بمجالات ومشروعات واحتمالات واسعة لكن الكتاب مر مرورا آليا وتسجيليا على ذلك وركز على احداث سياسية عالمية مطورا بقدر كبير من البراعة شبه اقتناع "ضمني" بالنظرية التي تقول ان المخابرات الاسرائيلية كانت على علم بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ايلول عام 2001 وانها لم تنبه الولايات المتحدة الى ذلك فعليا.

والكتاب يشكل مرجعا "معلوماتيا" مكثف المواد "يحفر" بعمق لتجميع معلوماته وتنظيمها. المؤلف يحمل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي الخاص ومن مسؤولياته انه يترأس مركز الدراسات العربي الاوروبي وهو ايضا الامين العام لغرفة التجارة العربية الفرنسية في باريس وعضو في مركز القاهرة الاقليمي للتحكيم التجاري ونائب رئيس المركز العربي الفرنسي للتوفيق والتحكيم والخبرة التجاري ورئيس لمنظمة العدالة الدولية في باريس.

اما على صعيد الاصلاحات فقد قدم الدكتور الطيار عرضا تاريخيا لموضوع الاصلاح في المملكة العربية السعودية مشددا على الخطوات التي اتخذت في هذا المجال في الفترة الاخيرة.

الا ان العرض والتحليل السياسيين للاحداث بقيا السمة الاكثر بروزا في كتاب الدكتور الطيار الذي جاء في 319 صفحة كبيرة القطع وصدر عن "مركز الدراسات العربي -الاوروبي" في باريس وطبع في بيروت وجرى انجازه باشراف الدكتور مهدي شحادة مدير المركز.

ولعل العناوين الرئيسية لمحتويات الكتاب قادرة على ان تعطي فكرة عامة عن الموضوعات التي تناولها.

فالفصل الاول من فصوله الستة جاء تحت عنوان "تطورات ما بعد 11 ايلول سبتمبر" ومن عناوينه الرئيسية "الاثر السلبي على القضايا العربية" و"المحاولات الصهيونية للاستفادة من هذا الحدث " و"اليمين (الامريكي) المحافظ وعلاقته بالصهيونية."

اما الفصل الثاني فكان عنوانه "الاستراتيجية الامريكية الجديدة في الشرق الاوسط " وعناوينه الفرعية واضحة الدلالات وهي "تثبيت النظام الاحادي الجانب" و"السعي للهيمنة على المقدرات العربية" و"العولمة التجارية الامريكية واخطارها على العرب والعالم" و"الامن الاسرائيلي."

عنوان الفصل الثالث كان "مشاريع الاصلاح الخارجية" للسيطرة على المنطقة" ووردت تحته العناوين الفرعية التالية "بدايات المشاريع الامريكية في المنطقة" و"مشروع شمعون بيريز الشرق اوسطي" و"المشروع الامريكي الشرق الاوسط الكبير."

عنوان الفصل الرابع هو "السعودية والتوجهات الاصلاحية" وفيه اربعة عناوين رئيسية ايضا اولها "اسس الاصلاح السعودي" وقد عددها مبتدئا بموضوع "الشورى" التي تناولها بتفصيل فى عرض تاريخي يمتد الى الحاضر.

وتلاه عنوان اخر هو "الحوار الوطني السعودي" وقد تناول فيه اللقاءات الحوارية الاربعة التي جرت في المملكة. والعنوانان الثالث والرابع هما على التوالي "الانتخابات البلدية" و"التعليم والرعاية الاجتماعية."

الفصل الخامس حمل عنوانا هو "السعودية ودورها في مكافحة الارهاب" وقد تناول الباحث في الشق الاول "العلاقات الامريكية - السعودية" و"مشروع محاسبة السعودية."

وفي هذا الفصل عنوانان يختصران الكثير وهما "اهداف اللوبي إسقاط مصر والسعودية" و"عولمة الارهاب تدفع بالسعودية لعولمة المواجهة."

وفي الشق الثاني وتحت عنوان هو "كيف تنتصر المملكة على الارهاب" تناول الدكتور عدة امور وتحدث هنا عن "مؤتمر مكافحة الارهاب" فقال انه "امام الهجمة الارهابية المنظمة على المملكة العربية السعودية استطاعت المملكة النجاج في مواجهة الحملةعبر مسألتين.. الاولى.. مواجهةالارهاب في عقر داره واتباع سياسة التوعية والحوار والانفتاح على كافة شرائح المجتمع السعودي لوأد الارهاب قبل ان يستفحل.

"والثانية هي دعوة العالم الى حضور مؤتمر مكافحة الارهاب الذي عقد في الرياض في فبراير شباط 2005 وحضره ممثلو حوالى 60 دولة ومنظمة عالمية وناقشوا موضوع الارهاب ومسبباته وكيفية مكافحة الارهاب وسبل مواجهة جذوره وبذوره الثقافية والدينية والعلاقة بين الارهاب وغسل الاموال وتهريب السلاح وتهريب المخدرات والدروس المستفادة من تجارب الدول في مكافخة الارهاب والتنظيمات الارهابية وتشكيلاتها."

ووصف العمل في هذ المجال تحت عنوان صغير بانه يجب ان يجري "بالحكمة و... القوة." وبعده ورد عنوان مماثل هو "مبادرة العفو الملكي" ثم عنوان هو "الامان او... العقاب " الذي جاء فيه "لقد كان باب التوبة مفتوحا بما ينسجم تماما مع قواعد الشريعة الاسلامية السمحاء فضلا عن الاعتبارات الانسانية."

وتحدث عن "ملاحقات في الخارج" اذ ان ما حصل في السعودية "كان جزءا من تحرك اوسع نطاقا على المستوى الاقليمي وحتى العالمي وقد جاء التجاوب سريعا فجرى تسليم عدد من المطلوبين كانوا قد لجأوا الى دول قريبة او بعيدة."

اما الفصل السادس فعنوانه "المبادرات العربية لاصلاح الجامعة العربية" وفيه "مبادرة عمرو موسى. المبادرة الليبية. المبادرة السعودية. المبادرة السودانية. الورقة القطرية. المبادرة المصرية. المبادرة المصرية-السعودية. نص وثيقة (مسيرة التطور والتحديث) في قمة تونس."

وبالنسبة الى تفجيرات 11 سبتمبر ايلول فالمؤلف ومن خلال عرض موثق لمعلومات واخبار في هذا المجال يصل الى تلميح بليغ.. بل الى شيء من التطوير للنظرية التي تحدثت عن معرفة المخابرات الاسرائيلية بصورة ما بما كان يجري اعداده وذلك من حيث متابعة ومراقبة تحركات المتطرفين الاسلاميين في امريكا.

وقال الدكتور الطيار "بالتأكيد على ما يبدو فان اسرائيل كانت تتجسس داخل حدود الولايات المتحدة ومؤكد ايضا ان الاهداف كانوا المتطرفين الاسلاميين الذين ربما لهم علاقة باحداث 11 سبتمبر ايلول.. ولكن هل كانت اسرائيل تعرف مسبقا ان مركز التجارة العالمي سوف يضرب وان العالم سوف ينغمس في حرب دون نهاية.. حرب ستعطي اسرائيل امكانية ضرب اعدائها دون حدود تقريبا .. هذه نظرية مؤامرة بعيدة المدى ربما ولكن الاحساس غير المريح انه في هذا العصر من الاسرار نحن لا نعرف الحقيقة الكاملة وغير المشوهة. ربما نستطيع ان نتكهن ونخمن."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 9/ تشرين الأول/2005 -  5/ رمضان/1426