وسائل الاعلام العراقية تضاعف حملتها لحث العراقيين على المشاركة في الاستفتاء

ضاعفت وسائل الاعلام العراقية حملتها الاعلامية داعية الناخبين العراقيين الى الادلاء باصواتهم في الاستفتاء على الدستور الدائم للبلاد بعد عامين ونصف من سقوط نظام صدام حسين.

ويفترض ان يدلي العراقيون في الخامس عشر من تشرين الاول/اكتوبر الجاري برأيهم في مسودة الدستور التي تمت صياغتها الشهر الماضي بعد اسابيع من المفاوضات الشاقة بين مختلف الاطراف رغم اعراب زعماء السنة عن عدم رضاهم على الوثيقة.

ويتوقع ان يشارك اكثر من ثمانين بالمئة من العراقيين في الاستفتاء حسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاسبوع الماضي.

وبغداد علق عدد كبير من الاعلانات في وسط بغداد بأشكال واحجام مختلفة. وقد كتب عليها "شاركوا في الاستفتاء من اجل ضمان مستقبلكم ومستقبل ابنائكم" و"دستورنا خيمتنا" و"معا لضمان حقوقنا في الدستور" و"الدستور سلاحنا الامضى".

كما علق رسم كاريكاتوري كبير لعراقي علق وردة حمراء على صدره ويضع ورقة في صندوق الاقتراع بيد فيما يضع يده الاخرى في عين وحش كتب عليه بالعربية والانكليزية "الارهاب".

ويشهد العراق هجمات يومية وحذر الرئيس الاميركي جورج بوش الشهر الماضي من وقوع المزيد من اعمال العنف قبيل الاستفتاء والانتخابات المرتقبة في كانون الاول/ديسمبر.

وتمتلىء صفحات الصحف العراقية اليومية بالاعلانات المدفوعة الثمن باللغتين العربية والكردية التي تنشرها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لتشجيع العراقيين على المشاركة في الاستفتاء وشرح الخطوات الواجب اتباعها يوم الاستفتاء.

ويقول احد هذه الاعلانات "لنشارك في الاستفتاء على الدستور ونقول كلمتنا في دستورنا الجديد من اجل عراق المستقبل ومن اجل ترسيخ الديمقراطية والحرية".

ويقول اعلان اخر ان "القرار في يدنا فلنصوت معا لنضمن حقوق اطفالنا" بينما يؤكد اعلان ثالث يظهر فيه رجل وامرأة يلوحان بعلامة النصر "مستقبل العراق له صوت هو صوتك".

اما في التلفزيونات فتبدو تلك الاعلانات اكثر حيوية وتركز على التعايش بين مكونات الشعب العراقي بعيدا عن الطائفية.

ويظهر في احد هذه الاعلانات رجال بملابسهم العربية يسحبون زورقا من المياه وقد امتلاء بالاسماك ثم نساء يعدون الحلويات استعدادا لحفل خطوبة ثم صورة تظهر رجال يصلون في احد المساجد واخيرا رجل وامراة وطفل يحملون الحقائب يعودون الى منزلهم المهجور.

وفي اخر اللقطة يظهر صوت يقول "ليكون قررنا من اجل العراق فلنصوت من اجل العراق".

وفي اعلان اخر يظهر اطفال يلعبون الكرة على مرمى حجر من مكان انفجرت فيه قنبلة يعقبها لقطة لمحل حلاقة يظهر فيه شخص يحلق لحيته ثم لقطة لطلاب على مقاعد الدراسة.

ويقول الاعلان "يريدون خطف ابتسامتنا يريدون سفك دمائنا يريدون ان يكفروا صلواتنا ويريدون اغتيال احلامنا لكن مهما يفعلون عن طريقنا لن نحيد نحن العراق ابطال العراق" مع صورة شاب يضع ورقته في صندوق الاقتراع.

ويقول فلاح مشعل نائب رئيس تحرير صحيفة "الصباح" التي تصدر عن شبكة الاعلام العراقي الحكومية ان "العراق لم يعش الديموقراطية منذ ثمانية عقود وشعبه عانى في ظل حكومات ديكتاتورية ورجعية لا تمت باي حال من الاحوال للديمقراطية بصلة".

ويضيف ان "هذه العملية هي الاولى من نوعها (...) وتحتاج الى وقت كي يفهمونها".

ويوضح ان "غياب المعرفة ليس عند الناس العاديين فقط بل حتى الكيانات السياسية التي كانت مغيبة عن اي عملية ولم تبدأ سوى قبل عامين".

ويتابع ان "الشارع تسوده ثقافة الحواسم (في اشارة الى عمليات السلب والنهب التي اعقبت سقوط نظام صدام حسين) ولا بد من توقف هذا بمنطق قانوني وبدولة يسودها القانون".

من جهته يقول جواد سعيد (45 عاما) وهو موظف حكومي "انا غير مقتنع بالدستور لانه صيغ من قبل ايادي وافكار كانت غائبة عن المسرح العراقي اكثر من ثلاثين عاما".

ويضيف "مضى عامان ونصف منذ سقوط النظام السابق والوضع يسير من سيء الى اسوأ ولم ينجح هؤلاء في انتشال العراق من المأزق" مؤكدا "لهذا لن اصوت بلا او بنعم بل سأضع ورقتي بيضاء".

ويقول عمر عبد الله (30 عاما) سائق سيارة اجرة "سأصوت ضد الدستور لانني اشعر انه سيقسم العراق" مشددا على انه "صحيح ان الدعايات والاعلانات المتعلقة بالدستور جميلة لكن الدستور نفسه غير جميل".

وتابع عبد الله "آمل ان تعاد صياغته ليصون وحدة العراق ارضا وشعبا حينها سأكون اول المصوتين بنعم وبلا تردد من اجل العراق ولاشيء غير العراق".

والسنة الذين امسكوا بالسلطة في العراق لعقود يعترضون على الدستور خصوصا الفقرات المتعلقة بانتماء العراق الى العالم العربي والنظام الفدرالي وتوزيع الثروات.

وهم يشعرون ان نص الدستور "يهدد مصالحهم الاساسية بتسهيله ضمنا تفكيك البلاد مما يؤدي الى حصرهم في منطقة معينة وتجريدهم من الموارد" وفقا لما جاء في تقرير "مجموعة الازمات الدولية" وهي مؤسسة مهمة للابحاث في بروكسل الاسبوع الماضي.

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 8/ تشرين الأول/2005 -  4/ رمضان/1426