الامم المتحدة تلقي الضوء على مرض الايدز في السعودية

 

قالت مسؤولة بالامم المتحدة يوم الاربعاء إن المنظمة بدأت حملة توعية ضد مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) في السعودية حيث يعتبر الشذوذ الجنسي والزنا من الجرائم التي يعاقب عليها القانون وتعتبر مناقشة القضايا الجنسية من المحرمات.

وقالت ميسام تميم المنسقة ببرنامج التنمية التابع للامم المتحدة ان ورشة العمل التي اقيمت للشبان في العاصمة الرياض الاسبوع الماضي كانت الاولى من سلسلة تأمل ان تطبق في نهاية الامر في المدارس في مختلف ارجاء المملكة.

ومازالت معدلات العدوي في السعودية منخفضة على المستوى العالمي لكن الخبراء يقولون ان الاحجام عن الحديث عن الجنس خارج اطار الزواج في هذا المجتمع المحافظ قد يعطل جهود احتواء الفيروس المسبب للمرض.

وقالت تميم لرويترز "نحن المنطقة التي تمثل اقل تفش للمرض لكن انتشاره يزيد بمعدلات سريعة." وأضافت "يؤسفني أن أقول ان الانتشار المنخفض يعطي أحساسا كاذبا بالامان."

وأضافت "نريد أن نفترض أن الناس يتمسكون بتعاليم الدين ولا يقيمون علاقات جنسية غير مشروعة... لا يمكننا حمل انفسنا على القول بأن هذا ما يحدث على الرغم من أنه ما يحدث."

وتظهر بيانات الحكومة أن في المملكة 989 حالة اصابة بالايدز و1181 حالة اصابة بفيروس اتش.اي.في المسبب للمرض حتى نهاية يونيو حزيران الماضي.

وتستبعد هذه البيانات الاجانب وهم أكثر من ثلث سكان المملكة من البالغين اذ يجري ترحيلهم على الفور دون علاج اذا ثبتت اصابتهم بالفيروس. ويتلقى المرضى السعوديون علاجا مضادا للفيروس بالمجان.

وكان الهدف من ورشة العمل التي اقيمت الاسبوع الماضي وضمت 25 شابا تحفيز مناقشة مرض الايدز. ومثل المشاركون انهم أجروا فحوصا اظهرت اصابة بعضهم بالفيروس وعدم اصابة البعض الاخر وتحدثوا عن كيفية تجنب التمييز ضد المصابين.

وقالت تميم "الورشة لم تتطرق لموضوعات حساسة لكنها تثير التساؤلات."

وتعتزم تكرارها في عدد من المدارس الخاصة قبل أن تسعى الى جمهور أوسع في المدارس الحكومية. وقالت "نرغب في العمل مع الحكومة لنرى كيف يمكن تنفيذ ذلك."

لكن حتى الورش الصغيرة قد تعتبر مستفزة في السعودية وقالت تميم "كان هناك شبان قالوا لا .. لا يمكننا ان نخبر اباءنا عما قلناه اليوم."

وتعزز المطبوعات الرسمية عن الايدز في السعودية فكرة انه مازال خطرا بعيدا.

ويخلط كتيب للتوعية بالايدز أصدرته وزارة الصحة في وقت سابق هذا العام التحذيرات من مخاطر العلاقات الجنسية غير الامنة بتطمينات بأن المجتمع محصن بتعاليم الدين والقيم الاجتماعية.

وافادت دراسة طبية سعودية نشرت العام الماضي أنه كان هناك 4761 أجنبيا اي اكثر من ثلاثة امثال عدد السعوديين مصابون بالفيروس المسبب للايدز في السعودية في الفترة من 1984 الى 2001.

لكن الدراسة اشارت الى أن الفرق في العدد ربما يرجع الى أن الاجانب يجرون فحوصات اكثر من السعوديين ودعت لسياسة تتمشى مع تعاليم وقيم الاسلام لمنع الزيادة المحتملة في أعداد المصابين.

وحذرت الدراسة من أنه على الرغم من أن عدد حالات الاصابة في السعودية مازال محدودا الا ان هناك فرصة لانتشار كبير لهذا الفيروس.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 6 / تشرين الأول/2005 -  2/ رمضان/1426