السلع المقلدة تجتاح أسواق دبي

 تختلط عربيات محجبات بسائحات يرتدين السراويل القصيرة لدى تفقد أرفف تمتلىء بحقائب من علامات تجارية شهيرة مثل جوتشي وكريستيان ديور وهي منتجات راقية لا تتمشى مع تواضع المتجر الذي يعرضها.

وقال صاحب المتجر وهو ايراني هامسا لإحدى المتسوقات "نسخ مقلدة من منتجات لوي فيتون موجودة في الخلف." وأضاف "وكيلهم المحلي نشط وتحدث مداهمات." ويعرض المتجر كذلك ساعات مقلدة.

وتمكنت الحملات على مثل هذه المتاجر من الحد من تهريب المنتجات المقلدة وجعلت دبي في طليعة المتصدين للقرصنة التجارية في الشرق الأوسط.

لكن الخبراء يقولون ان الامارة المزدهرة تجاريا مازالت تعد البوابة الاقليمية لانتشار المنتجات المقلدة في المنطقة.

وقال سكوت بتلر المسؤول التنفيذي للاتحاد العربي لمكافحة القرصنة وهي هيئة رقابية خاصة "دبي وقعت ضحية لنجاحها."

وأضاف "العديد من السلع تخرج من موانيء دبي ومطاراتها وهناك شكاوى من المنطقة ومن مناطق بعيدة تصل الى جنوب افريقيا من منتجات مقلدة قادمة من هنا تجري مصادرتها."

وتجتذب دبي خمسة ملايين زائر سنويا لمراكزها التجارية المزدهرة وهو عدد تأمل الامارة في زيادته الى ثلاثة أمثاله بحلول عام 2010. ويقبل العديد منهم على شراء المنتجات المقلدة الرخيصة.

ويقول المسؤولون ان الموانيء والمطارات الكبيرة والحديثة في دولة الامارات العربية المتحدة تجعلها وجهة مفضلة للمهربين. وقال احد التجار المخضرمين ان اجراءات الاستيراد السهلة في دبي الواقعة في منطقة تشتهر بالمعوقات البيروقراطية تجتذب مهربي المنتجات المقلدة.

وقال محمد المري مدير عمليات الجمارك في دبي لصحيفة اميريتس توداي "الامارات تقدمت في اساليب ادخال واخراج المنتجات من البلاد ولهذا السبب يحاول هؤلاء المجرمون استغلالها." وأضاف "لكن أمن الجمارك لدينا بنفس الصرامة التي هو عليها في أي مكان في العالم ونحن نوقفهم."

والقطاعات التي تغمرها المنتجات المقلدة في منطقة الخليج هي برامج الكمبيوتر والموسيقى والافلام والسجائر.

وقال ديل ديفيس مدير حماية العلامة التجارية في شركة بريتيش امريكان توباكو لرويترز "الامارات معبر رئيسي للمنتجات المقلدة ومنها السجائر. السجائر رخيصة نسبيا هنا لذلك فان اغلبها ينتقل الى اسواق غالية مثل أوروبا."

وتابع أن أكثر من 90 بالمئة من السجائر المقلدة تأتي من الصين.

وقال خبير تجاري غربي ان ارتفاع الصادرات اخفى نجاحات دبي في مكافحة المهربين.

وقال "نسبة المنتجات المقلدة من اعادة التصدير من دبي تتراجع على الأرجح لكن المشكلة تظل قائمة مع ارتفاع الكميات بسرعة." وأضاف أن موانيء دبي تحتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم وتنمو بثالث أعلى معدل في العالم.

ونمت واردات دبي بنسبة 37 بالمئة في عام 2004 الى نحو 49 مليار دولار في حين نما حجم إعادة التصدير بنسبة 51 بالمئة الى 15.5 مليار دولار.

وأنشأت دبي في الفترة الأخيرة وحدة جمركية لمكافحة انتهاكات حقوق الملكية الفكرية وهي الاولى من نوعها في المنطقة. وتسعى دولة الامارات للتوصل لاتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة.

وقال بتلر "يمكن لدبي أن تحسن مكافحتها عن طريق المزيد من التعاون الدولي ومن ثم تجري مراقبة الحاويات لدى مغادرتها آسيا ويجري تبادل للمعلومات لضبط السلع المقلدة."

وتبلغ نسبة تقليد برامج الكمبيوتر في الامارات 34 بالمئة وهي الاقل في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث بلغت قيمة الخسائر الناجمة عن تقليدها نحو 1.2 مليار دولار في عام 2004.

وساعد المعدل المنخفض للقرصنة دبي على كسب مصداقية وشجع شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية على الاستثمار في الامارة التي تسعى لتنويع اقتصادها.

وبالمقارنة فان هذه النسبة تبلغ 54 بالمئة في السعودية.

ولكن تجارة السلع المقلدة لا تلقى رفضا من الجميع.

يقول السائح البريطاني جيمس "من المنطقي بما أني من المترددين باستمرار على دبي ان اخذ معي سجائر وساعات واقراص دي.في.دي وغيرها من السلع الرخيصة لبيعها للاصدقاء بهامش ربح صغير أو تقديمها كهدايا."

وأضاف "أعلم ان هذا خطأ وان الذين يعملون في تجارة هذه المنتجات المقلدة مجرمون لكن الناس العاديين لا يمكنهم شراء العلامات التجارية الاصلية."

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 4 / تشرين الأول/2005 -  29/ شعبان/1426