صدام حضارات إسلامي- مسيحي حول انضمام تركيا للاتحاد الاوربي..

وأعلنت بريطانيا التي ترأس الاتحاد الاوروبي حاليا انها لم تعد واثقة من أن المحادثات ستبدأ يوم الاثنين. وتمسكت النمسا بمطالبها بان يعرض الاتحاد على الدولة الكبيرة الفقيرة التي تقطنها غالبية مسلمة بديلا عن العضوية الكاملة كما أثارت تركيا عقبة جديدة محتملة.

وذكر دبلوماسيون ان جاك سترو وزير الخارجية البريطاني قال لوزراء خارجية الدول الاربع والعشرين الاخرى الاعضاء في الاتحاد لدى استئناف المحادثات بعد ان اختطفوا بضع ساعات فقط للنوم "نعم نحن على وشك التوصل لاتفاق لكننا كذلك على شفا ازمة."

وأضاف "اذا سرنا في الطريق الصحيح سنصل الى نتيجة ايجابية. واذا سرنا في الطريق الخطأ قد تكون كارثة على الاتحاد الاوروبي."

وقال سترو للصحفيين بعد اجتماع خاص مع اورسولا بلاسنيك وزيرة خارجية النمسا وبعد اتصال هاتفي مع عبد الله جول وزير الخارجية التركي عن بدء المحادثات يوم الاثنين انه غير واثق على الاطلاق من أن المحادثات ستبدأ اليوم كما هو مقرر لها.

وقال "نحن في مرحلة صعبة من المفاوضات ولا استطيع ان اتكهن بنتائجها."

وفي انقرة أعرب رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا يوم الاثنين عن عدم استعداد بلاده لتقديم مزيد من التنازلات بشأن شروط بدء محادثات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي.

وأضاف اردوغان "من لا يستسيغون وجود تركيا في الاتحاد الاوروبي هم ضد تحالف الحضارات. وأعلن هذا.. هم الذين سيدفعون الثمن وانا لا اغالي."

وصورت تركيا مرارا انضمامها للاتحاد الاوروبي كسبيل لسد الفجوة بين العالمين الاسلامي والمسيحي والتخفيف من حدة التوترات التي قد تكون أججت التشدد الاسلامي.

وصرح دبلوماسيون بان تركيا اثارت اعتراضات جديدة حول فقرة في مسودة التفويض ببدء المحادثات تطالب انقرة بعدم تعطيل انضمام دول الاتحاد الى المنظمات والمعاهدات الدولية.

وقال القوميون والجيش ذو النفوذ القوي في تركيا ان ذلك قد يحرم تركيا من منع قبرص المقسمة من الانضمام لحلف شمال الاطلسي لكن سترو وخافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد اكدا أن البند لا يمس الترتيبات الدفاعية السيادية.

وقال مسؤولون من الاتحاد الاوروبي ان الافتتاح الرسمي المقرر في الساعة الخامسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش) للمحادثات قد يتأجل اذا حدث أصلا.

وذكر دبلوماسيون ان يوشكا فيشر وزير الخارجية الالماني ابلغ الوزراء "الوقت ينفد. ويتعين ان ننهي هذا الامر بشكل صحيح. نبدو قريبين جدا. لا يجب ان نترك هذه الفرصة تضيع."

وعدم بدء المحادثات قد يوجه صفعة للاصلاحات السياسية والاستثمارات الاجنبية في تركيا عضو حلف شمال الاطلسي التي تقع بين جنوب شرق اوروبا والشرق الاوسط.

كما انه سيعمق الاحساس بالازمة في أوروبا بعد أن هزم مشروع الدستور الاوروبي في استفتاءين في فرنسا وهولندا وبعد الفشل الذريع في يونيو حزيران الماضي في الاتفاق على ميزانية طويلة المدى للاتحاد بعد توسعته.

وحذر فيشر نظراءه من أن تركيا قد تنسحب اذا خفف الاتحاد الاوروبي عروضه بدرجة أكبر.

ونقل دبلوماسي عن فيشر قوله في الاجتماع "اذا اردت بدء مفاوضات يتعين أن يكون هناك طرف تبدأها معه."

وفاقم الاتحاد الاوروبي من غضب انقرة الاسبوع الماضي بقوله انه يتعين على تركيا الاعتراف بقتل 1915 من الارمن في عهد الحكم العثماني بوصفه جريمة قتل جماعي قبل ان تنضم للاتحاد الاوروبي.

من جهتهم قال دبلوماسيون إن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية تدخلت يوم الاثنين لانقاذ مساعي تركيا لبدء محادثات العضوية مع الاتحاد الاوروبي.

وصرحوا بان رايس تحدثت هاتفيا مع رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي وطمأنته إلى أن إطار المفاوضات المقترح مع الاتحاد الاوروبي لن يؤثر على حلف شمال الاطلسي.

وأجرت رايس الاتصال بعد أن رفضت تركيا فقرة تلزمها بعدم تعطيل انضمام اعضاء الاتحاد الاوروبي للمنظمات والمعاهدات الدولية والتي يقول متشددون اتراك انها قد تمنع انقرة من تعطيل انضمام قبرص المقسمة إلى حلف الاطلسي.

وقال دبلوماسي اوروبي "رايس اتصلت باردوغان هذا الصباح لاعطاء الاتراك ضمانات بان الفقرة الخامسة لن تنطبق على حلف شمال الاطلسي."

بدورها كتبت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا بعنوان "تركيا تتهم الاتحاد الاوروبي بالسعي للتحول الى ناد مسيحي".

وتناولت الاندبنت تصريحات رئيس الحكومة التركية الذي رفع سقف التحدي بالقول: "على الاتحاد الاوروبي ان يثبت الآن انه ليس ناديا مسيحيا".

وتقول الصحيفة ان الاستفتاء الاخير على الدستور الاوروبي الذي رفضته فرنسا وهولندا اظهر ان الرأي العام الاوروبي يعارض انضمام تركيا.

وفي توضيح حول العلاقات التركية الاوروبية، كتب الصحفي ستيف كاسل مقالا بعنوان: "النمساويون يرون في عضوية تركيا حصارا جديدا من قبل العثمانيين".

ويحاول كاسل البحث عن سبب العرقلة النمساوية لافتتاح المفاوضات حول عضوية تركيا. ويعيدنا الى التاريخ مع وصول كارا مصطفى باشا في العام 1683 الى ابواب العاصمة النمساوية فيينا ومحاصرته لها قبل ان يهزم في معركة لا تزال تمثل "احد اكثر الاحداث حضورا في الذاكرة الوطنية للشعب النمساوي".

وكتبت هيلينا سميث في الجارديان من اسطنبول ان تركيا قد تشهد فورة قومية في حال استمرت بعض الدول الاوروبية في معارضة البدء بمحادثات انضمام تركيا.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 4 / تشرين الأول/2005 -  29/ شعبان/1426