حاضر ومستقبل الأمة الإسلامية

بسام محمد حسين

دعواتنا المتكررة إلى حاجة المجتمعات العربية إلى ضرورة الإصلاح والتعجيل بترسيم خطط وبرامج الإصلاح تقاطعت مع وجهة نظرنا على أن المجتمعات العربية لا زالت تعمل بلسانها وترى بعين واحدة وأذن واحدة له، و رغم كل ما قيل عن الإصلاح وحاجات المجتمع بكل قواه وفئاته، أصبح بين حدود الكارثة المتوقعة والتي ستطال كل بنيان حاضر ومستقبل عالمنا العربي والإسلامي، وليس فقط بسبب غياب الإستراتيجية الحقيقية لإنماء مجتمعاتنا، ووقف التدهور الحاصل على كافة الصعد، أصبحت كافية، أن الواقع يؤشر على أن السلبية المطلقة التي أصاب هذا البنيان من تصدع، وإرهاب وعنف، واستهتار بكل الطاقات والإمكانيات للخروج من هذا النفق أصبح حديث الساعة، وهذا ما يستدعي مجدداً إعادة قراءة الواقع المتغير والاستفادة والاستزادة من هذا الواقع الراهن تؤكد المعطيات المتوفرة والتي يشهد لها كل الأطراف عن حاجة مجتمعاتنا إلى المشاركة الواسعة في اتخاذ القرارات المصيرية؟ أو القرارات التي تعكس حاجات المجتمع نحو سياسة أفضل وما حصل ثمة استبعاد حقيقي ومشاركة ناقصة، غير فاعلة للخيارات المستقبلية واستمرت تطورات الأحداث متأثرة بعقلية ليس بالإمكان أفضل مما كان وجرى مقاربات ومقارنات مثلها الأعلى ما قبل ما وصلت إليه الأوضاع وهذا ما أعطى للعقلية التبريرية والتسويفية مشروعية في استخدام أدواتها ونظمها وقراراتها لتزيد الواقع تعقيداً وإرباكاً، وتأثيراً في حدود التغيير نحو الأفضل.

وتؤكد المعطيات المتوفرة على المزيد من الهدر بكل معانيه الاقتصادي والاجتماعي والإنساني؟ على الصعيد الاقتصادي، الحياة مستمرة بالمديونية وتراجع خطير في برامج الإصلاحات والحاجات الضرورية وعكست نفسها في واقع الأزمات من بطالة، وفقر مدقع، وعنف مجتمعي؟ وإرهاب أصولي، وتراجع الأداء الحكومي وازدياد الفساد الإداري والمالي لدرجة أن المجتمعات العربية خرجت من أن تكون الحديقة الخلفية للحضارة الإنسانية بل أقرب أن تكون مكباً حقيقياً لكل مساوئ وشرور تقدم العلوم والتكنولوجيا، ولنقترب أكثر من الشعوب الآيلة للانقراض بفعل مناخات الفشل في كل ما يؤسس لمتغير حقيقي فما ينتظر هذه المجتمعات التي أغمضت عينيها عن استحقاقات التطور وطنشت عن أهمية الشورى والديمقراطية وباعتباره عامل حاسم في التغيير وأدارت وجهها عن أهمية السلم واللاعنف واحترام الرأي الآخر؟ وإشاعة ثقافة حقوق الإنسان والتسامح. والعدل خارج قواميسها، إن دروب الحياة السليمة أصبحت معروفة ومكشوفة للجميع وأن دعوات المصلحين والإصلاحيين لم تكن يوماً مصدر حوار ونقاش وجدال على ضرورتها وأهميتها.

 ومن هنا نشير إلى أهمية ما أنجزه سماحة الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) من مشاريع طالت كل معوقات المجتمع العربي والإسلامي وأجزم أنها في المستقبل ستشكل مرجعاً حقيقياً ورافداً مهماً لعملية التغيير الجذري لحال مجتمعاتنا فلم يترك سماحته أية ثغرة عامة أو خاصة اقتصادية أم سياسية، ثقافية أم فكرية إلا وعالجها وفق تصور دقيق لأهميتها وضرورتها. إنها دعوة حقيقية لإعادة قراءة تراثه الفكري والديني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لحاجتنا اليوم للخروج من هذا المأزق التي تعيشه مجتمعاتنا.

 إن المتتبع والمهتم لدور المصلحين والإصلاحيين سيجدون في مواقف ورؤى سماحة الإمام المرجع صادق الحسيني الشيرازي من قضايا الإسلام والمسلمين بما يؤسس للمستقبل المنشود وخاصة ما تتعرض له منطقتنا من إرهاب وعنف ارتبط بالإسلام زوراً وأن الإسلام الحقيقي المبني على التسامح والعدل والحرية والشورى مداماً لمستقبل منطقتنا وعالمنا.

aboalibassam@gawab.com

شبكة النبأ المعلوماتية -الأثنين 3 / تشرين الأول/2005 -  28/ شعبان/1426