منذ سقوط سروال القائد الضرورة في التاسع من نيسان أبريل عام 2003
ونحن نطالع يوميا سيلا كثيرا من التصريحات الحكومية وغير الحكومية
والمقالات والتحليلات ، الجميع يلعن الإرهاب ويعلن البراءه منه ، و
أشهد الله إن لا أحد يمتدح الإرهاب لا من المشاركين في العملية
السياسية الجارية ولا حتى من المعارضين لها ، ولم يرتفع صوت في العالم
العربي مباركا الإرهاب لا رسمي ولا شعبي ، والشهاده لله فأن السيد عمر
موسى مالبث يكرر تصريحه الشهير ( لازم ندين أوي ) ، وكذلك الأشقاء في
سورية لاينفكون من لعن الإرهاب ومطاردته على الحدود مع العراق وكذا
الحال مع السعودية وأيران والأردن ووو....
وهكذا لاتوجد مشكلة ، الإرهاب منبوذ ومدان ، وهو ما أكده كذلك الشيخ
حارث الضاري حيث يصدر عن هيئة علماء المسلمين يوميا الكثير من
التصريحات الصحفيه التي تدين الإرهاب.
لماذا يئن المواطن أذن ! لماذا تبكي الإمهات والزوجات الثكلى ،
لماذا يصرخ العراقيون ويستصرخون الدنيا كلها ؟!
الجميع متفقون على إدانة الإرهاب الرئيس بوش والرئيس الأسد والملك
عبد الله والجماعة في إيران ودول الجوار كافه ، بإختصار شديد لايوجد
أحد في العالم يعتقد إن الإرهاب عملا محمودا بما في ذلك شيخ الإرهاب
نفسه أسامه بن لادن، بل أكاد أجزم لو أجرى السيد عبد الباري عطوان
مقابلة صحفية مع إبي مصعب الزرقاوي على طريقة مقابلته الشهيره مع بن
لادن ووجه له سؤالا حول الإرهاب لما تردد الرجل لحظة واحده في إدانته
وبطريقة أشد من إدانة الشيخ الضاري بل أكثر حدة من إدانة الدكتور
أبراهيم الجعفري رئيس الحكومه العراقية.
أين المشكلة بعد ذلك ؟! من المسؤول عن قتل الأبرياء في العراق ؟!
والله لن أبالغ لا قليلا ولا كثيرا ، إذا قلت أن جميع الذين يدعون
للفصل بين الإرهاب والمقاومة هم مسؤولون عن إزهاق الأرواح ونشر الخراب
والفوضى في البلاد.
ولكي تتضح الصورة أكثر وأكثرعلينا أن نعلن عن هوية هؤلاء ، ولن نذيع
سرا إذا قلنا إن بعض الطاقم السياسي الحاكم اليوم في العراق ضالع في
أعمال الإرهاب بشكل أو بآخر ، وفي مقدمتهم مسؤولون من الصف الأول في
الحكومة فضلا عن الأعوان والمناصرين وجوقة المطبلين من المحللين
والمروجين ، ومن الغريب إن عدد هؤلاء في إزدياد مضطرد ولا سيما في
أوساط الحكومه.
ولكن كيف أُتيح لدعوة مشبوهة أسسها وأطلقها أيتام النظام السابق أن
تحظى بكل هذا العدد من المؤيدين والأنصار في أوساط الحكومه والمعارضه
على حد سواء ؟!
هؤلاء المتورطون في أعمال الإرهاب جميعا عبروا بإستفاضة أو على عجل
عن تفهم مايسمى بأعمال المقاومه ضد الإحتلال والدعوه الى الفصل بين
مقاومه شريفة وأخرى غير شريفة ، الأمر الذي شجع على ظهور جناح سياسي
لهؤلاء المقاومين وصاروا لايترددون من التحدث بأسم مقاومتهم الشريفة من
على المنابر والفضائيات دون وجل أو خوف ، ووصلت الوقاحة بهم حد
المطالبه في المشاركة في الحكومة الحالية المنتخبة.
في تصريح لوكالة رويتر الأخبارية أكد حاجم الحسني رئيس الجمعية
الوطنية إدانته لإعمال الإرهاب في العراق ( لكنه ) طالب بالتفريق بين
مقاومه شريفة ومقاومة غير شريفة !!
وتظل أشلاء العراقيين ودمائهم المهدوره تتسائل ، هل يمتلك هؤلاء
المقاومون الشرفاء سيارات مفخخة شريفة وقنابل شريفة وسكاكين شريفة ،
وكيف يمكن لهؤلاء الساده الشرفاء أن يستهدفوا سياره أمريكية مصفحة وسط
شارع عراقي مكتظ باللحم العراقي غير المصفح.
يؤكد الشيخ حارث الضاري وأعضاء هيئته ومجلس الحوار الوطني باستمرار
على حق هؤلاء الشرفاء في مقاومة الإحتلال ( ومن يساند الإحتلال )!!! ،
وهي مقاومة مشروعة في الدين والقانون الدولي ! ، وهم يروجون لذلك بصوت
عال والغريب إن كتلتي الائتلاف العراقي والإتحاد الكردستاني صاروا
يتعاطون بشكل طبيعي مع هذه المقوله ويؤيدونها على إستحياء.
ما الذي يحدث ؟!
الحكومة المنتخبة تطلب رسميا تمديد بقاء القوات المتعدده الجنسيات
وهذا يعني إن الشعب يرغب ببقاء هذ القوات!!! وفي نفس الوقت فإن السادة
في الرئاسة والحكومه والبرلمان يعبرون عن تفهمهم للمقاومه الشريفه ضد
الإحتلال ! ويسمحون للجناح السياسي للمقاومة الشريفة ! بحرية الحركة
والترويج لهذه المقاومة التي تستهدف القوات الأجنبية ومن يساندها ، هذه
القوات التي يفترض إنها موجوده بقرار من الشعب !.
ما هذه اللعبة الدموية ضد أمن المواطن والوطن ، الحكومة المنتخبة
تطلب تمديد بقاء قوات الإحتلال وفي نفس الوقت لاتتخذ أي أجراءات ضد
الذين يروجون علانية لمايسمى بالمقاومة الشريفة بل صارت تبدي تفهما
لمثل هذه المقاومة !.
إن على الحكومة أما أن تطلب من القوات الإجنبية الرحيل فورا وتسحب
بذلك بساط الذرائع من تحت دعاة المقاومة الشر .. يفة أو تعتقل الداعين
للفصل بين الإرهاب والمقاومه وفي مقدمتهم مسؤولين كبار في الرئاسه
والبرلمان وفي الحكومه نفسها.
متى يتوقف هذا العهر السياسي الذي تمارسه أطراف في الرئاسه والحكومة
والبرلمان ونخب سياسية أخرى على حساب حياة المواطن وأمن البلاد.
*كاتب وأعلامي أكاديمي ومدير المركز العراقي الألماني
mahbob04@maktoob.com
|